الجزائر

الجزائر تعزز قدرات نقل القوات المحمولة جوا بمروحيات “مي – 26” الروسية

وليد أشرف

أنهت شركة “روس أوبورون أكسبورت” الروسية عملية تسليم دفعة أولى تتكون من 6 مروحيات ثقيلة “مي – 26 تي 2” (Mi 26 T2) إلى الجزائر بداية العام الجاري.

وكشف مصدر في قطاع الصناعات الحربية الروسية السبت 20 فيفري، في تصريح لوكالة “إنترفاكس” الروسية، أن الجزائر تسلمت مطلع العام الجاري المروحيتين الخامسة والسادسة من نوع “مي – 26 تي 2″، تتمة لصفة المروحيات الروسية التي اشترتها الجزائرية.

وأضاف المصدر:” “هناك اتفاقية ثانية وقعت عام 2015 تقتضي تسليم الجزائر حتى عام 2017 ثماني مروحيات أخرى من نوع “مي – 26 تي 2″، وتتضمن الصفقة توريد المروحيات وتدريب أفراد أطقمها ومهندسيها.

وتعتبر مروحية نوع “مي –26 ” من بين أكبر مروحيات النقل العسكري في العالم، وكان قد صممها مكتب “ميل” للتصاميم. وبدأ الإنتاج الصناعي للمروحية في العام 1984، واستعملت بكفائة عالية في حادثة تشرنوبيل النووية، وهي مروحية قوية جدا وتستطيع نقل 82 عسكري بعدتهم وعتادهم، وهو ما يسمح للجزائر بتوفير مرونة أكبر في العمليات ضد الإرهاب وحماية الحدود والتعويض عن النقص القوة العددية من خلال تعزيز قدرات نقل القوات المحمولة جوا، كما يمكنها حمل شحنات إضافية برافعة خارجية، ويمكن استخدامها في الطوارئ والكوارث الطبيعية وتقديم المعونات من الجو والإجلاء والإطفاء والأمداد وحتى للنقل المدني حيث تستطيع نقل 63 راكبا.

 

تعزيز قدرات نقل القوات المحمولة جوا

تشهد الحدود الجزائرية مع الجوار في الشرق والجنوب، اشتعالا متزايد بفعل عوامل جيواستراتيجية تحركها القوى الغربية حيث أصبح جميع دول الجوار الجزائري إما دولا فاشلة بالكامل أو منهارة، بسبب فشلها في السيطرة على رقعتها الجغرافية وأحسن نموذج هي دول الساحل الإفريقي أو ليبيا التي انهارت كليا بعد قتل فرنسا وبريطانيا وقطر للرئيس الليبي معمر القذافي، وبالنتيجة أصبحت الجزائر في مواجهة جحافل الجهاديين الذين يحاولون اختراق الحدود وضرب استقرار الجزائر انطلاقا من دول الساحل.

الجزائر في حاجة إذن إلى تعزيز قدراتها المحمولة جوا بشكل يمكنها من الحركة السريعة نقل القوات من مكان تواجدها إلى مسرح العمليات المحتملة على الحدود بالسرعة والدقة والمرونة المطلوبة، وهو ما يوفره هذا النوع من المروحيات الحديثة والقوية، فضلا عن القوة الجوية التي تعززت خلال السنوات الأخيرة بالحصول على أجيال متقدمة من المقاتلات والقاذفات الحديثة على غرار سو 24 وسو 30 أم ك أي، وسو 35، وهي المعطيات التي جعلت الجزائر تتابع باهتمام شديد ما يحدث في سوريا.

إلى جانب عتاد نقل القوات المحمولة جوا والمقاتلات الحديثة، عمدت القوات الجزائرية إلى إدخال عناصر جديدة ومنها المراقبة الالكترونية للحدود واستعمال الطائرات من دون طيار بتكنولوجيا صينية وحتى جنوب افريقية وجزائرية، وحتى استعمال الأقمار الصناعية من خلال العمل على الحصول قريبا على قمر صناعي جزائري للاتصالات بشكل يمكن الجيش الجزائري من إقفال الحلقة، وينتهي فعلا من تأمين احتياجاته الأزمة لمواجهة التحديات التي فرضتها إستراتجية تفكيك دول المنطقة باستخدام الجهاديين والفكر الإرهابي المتطرف التي تغذيه دول عربية معروفة.

حادثة تغنتورين كانت تجربة مريرة من حيث الخسائر، ولكنها بينت القدرة الهائلة للجيش في التعامل مع الطوارئ الحادة، حيث نجح العملية في منع الإرهابيين الذين دخلوا عبر الأراضي الليبية بالفرار ومعهم الرهائن، وهنا يجذر الإشارة إلى أن القوات الجوية استعملت مروحية مي 24 أم ك 3(Mi24 MKIII)، وهو ما يمكن أن يكون درس يمكن تصديره في مجال الجهد الذي بدلته الجزائر في مكافحة الإرهاب التكفيري خلال أزيد من عقدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى