الجزائر

وزير المجاهدين: “لا يوجد أي خلاف بين الجزائر وفرنسا”

وليد أشرف

أكد وزير المجاهدين طيب زيتوني، الأربعاء 27 جانفي، بباريس أنه لا يوجد “أي خلاف” بين الجزائر وفرنسا، مشيرا إلى أنه لاحظ تغييرا في لهجة فرنسا فيما يخص القضايا المتعلقة بالذاكرة.

وقال زيتوني، خلال لقاء مع المجاهدين والفرنسيين أصدقاء الثورة الجزائرية بالمركز الثقافي الجزائري بباريس، “ليس لنا أي خلاف مع فرنسا. هناك بيننا ملفات عالقة تعكر دوما صفوى علاقاتنا”.

وأكد زيتوني، أن “اللهجة تغيرت من الجانب الفرنسي والأمر كذلك بالنسبة لبعض المواقف لا سيما تلك المتعلقة بتاريخنا المشترك” مشيرا إلى أنه “ليس للجزائريين أي شعور بالحقد والضغينة تجاه الشعب الفرنسي”.

وشدد على أن المواقف الفرنسية تغيرت بشكل “ايجابي” والعلاقات الثنائية شهدت تطورا “هاما” مشيرا إلى وجود أشخاص لدى الطرفين لا ترغب في أن تتطور هذه العلاقات، مضيفا

أن “علاقاتنا مع فرنسا تحسنت كثيرا ونأمل في تطويرها أكثر” مبرزا انه ينبغي على البلدين التوصل إلى نتائج “ملموسة” في تسوية الخلافات المرتبطة بالذاكرة.

وأعلن عن تشكيل لجان لدراسة ثلاثة ملفات تتعلق بالأرشيف الوطني والمفقودين والتجارب النووية في الجنوب الجزائري خلال فترة الاستعمار، مؤكدا على ضرورة استرجاع الجزائر لأرشيفها.

وفيما يخص ملف المفقودين، ذكر بحالات موريس اودان والعربي التبسي وجيلالي بونعامة وأحمد بوقرة وآخرين والتي ينبغي كما قال تسليط الضوء عليها.

واستطرد  قائلا “سندرس كل هذه المسائل دون أحكام مسبوقة ولا طابوهات ولا عقدة”، مضيفا أن اللجنة حول التجارب النووية ستجتمع في الثالث فيفري وتلك الخاصة بالمفقودين يوم 11 فيفري بالجزائر العاصمة، معترفا بأن “المسار طويل وشاق يتطلب الصبر” مؤكدا على أن “الحلول موجودة والإرادة أيضا”.

وفي تصريح للصحافة عقب اللقاء الذي جمعه بكاتب الدولة الفرنسي المكلف بقدامى المحاربين والذاكرة جون مارك توديسكيني، أوضح زيتوني: أنه” حان الوقت بالنسبة لنا لمعالجة كل الملفات المتعلقة بمسألة الذاكرة المشتركة والتكفل بها بكل جدية ومسؤولية” مؤكدا أنه لمس “ردة فعل” ايجابية لدى الطرف الفرنسي.

وأشار زيتوني الذي يعتبر اول وزير مجاهدين يزور فرنسا بعد الاستقلال، إلى “الإرادة القوية” التي تبديها حاليا الجزائر وفرنسا بهدف تسوية كل المسائل التي بقيت عالقة مضيفا أنه ينبغي على البلدين ايلاء الأهمية الضرورية لمسألة الذاكرة من خلال “قراءة مسؤولة” من اجل “بناء مستقبل الأجيال الحالية والقادمة ولفائدة الشعبين والبلدين”.

وقد وقف الوزير في اليوم الثاني من زيارته إلى فرنسا التي تعد الأولى من نوعها وقفة ترحم على أرواح الضحايا الجزائريين الذين سقطوا في مجازر 17 أكتوبر 1961 بباريس بجسر سان مشال، حيث تم وضع لوحة تذكارية على جدار رصيف النهر حيث تم رمي مئات الجزائريين في السين وكان الوزير مرفوقا بكاتب الدولة الفرنسي المكلف بقدماء المحاربين والذاكرة جون مارك توديسكيني.

وكانت الشرطة الفرنسية التي كان يشرف عليها في تلك الحقبة المحافظ موريس بابون قد قتلت ورمت في نهر السين بعشرات الجزائريين الذين كانوا يتظاهرون سلميا بباريس ضد حظر التجول الذي فرض على الجزائريين دون سواهم.

وكان الطيب زيتوني قد وضع قبل ذلك إكليلا من الزهور على ضريح الجندي المجهول للحرب العالمية الأولى على مستوى قوس النصر بباريس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى