أراء وتحاليل

وماذا بعد تعطل السفينة البحرية؟!

د.مصطفى زبدي

العطب المفاجئ للسفينة التي تم تدشينها مؤخرا كأول وسيلة نقل بحري بين الولايات الجزائرية والتي كانت  تربط بين الجزائر العاصمة وبجاية، وكذا عزم المنظمة الوطنية للناقلين الخواص زيادة تسعيرة النقل مع بداية السنة القادمة 2016 بحجة عزم الحكومة على رفع تسعيرة البنزين، جعل من الضروري أكثر من أي وقت مضى، فتح باب النقاش حول الأوضاع المزرية لهذا القطاع ووضع حد لمعاناة المواطنين.

فسوء خدمات النقل في الجزائر، سواء من حيث النوعية أو من حيث الكم، دون إنكار تحسنها مقارنة بالماضي القريب، جعل المسافرين في حالة تذمر شبه يومي وأصبحت هذه الخدمة لا تتوافق ولا تتماشى مع حاجيات المسافرين ولا تلائم شروط الراحة لديهم، فاستقلال وسائل النقل في الجزائر أصبحت أحيانا رحلة عذاب لدى الكثير، وهذا ما ينعكس حسب الكثير من الدراسات على مردودهم في العمل.

ولكون الحافلات وقطاع السكك الحديدية هو أكثر الوسائل استعمالا والأكثر سوءا من حيث الخدمات، حيث أن معظم الحافلات والقطارات أصبحت في حالة قديمة ومهترئة ما يجعل هذه الوسيلة عرضة للعطب والتوقف في أي لحظة في منتصف الرحلة، كما أن أصحاب بعض الحافلات وخاصة الخواص الذين اصبحو يتنقلون حسب أهواهم دون مراعاة مصلحة المسافرين أدى إلى استياء اكبر لدى هؤلاء.

فأمام غياب الرقابة أصبح بعضهم يفضل اختصار رحلته بتغيير خطوطهم نحو الطريق السريع كسبا للوقت ما جعل الكثير من المواطنين في مناطق عدة في عزلة تامة ينتظرون وسيلة النقل لساعات دون جدوى، بالإضافة إلى عدم احترام بعض الناقلين للمسافرين من خلال توقفهم في مواقف الحافلات لوقت أكثر من الوقت اللازم لملأ اكبر عدد ممكن من المسافرين، جعل هؤلاء في تذمر نتيجة ضياع وقتهم وإرهاقهم بالانتظار ما سبب في الكثير من الأحيان بنشوب شجارات مع السائقين كما أن تهور بعض السائقين والذين يعتقدون أنهم يقومون بنقل البطاطا أو سلعة ما والذين يسوقون بسرعة جنونية وبطريقة لا مسؤولة أدى إلى الكثير من حوادث المرور، وأصبحت حياة المسافرين في خطر نتيجة هذه اللامبالاة لحياة المسافرين.

وقطاع السكك الحديدية هو الآخر له نفس العيوب فتأخر الرحلات وإضراب العمال دون معرفة مسبقة للمسافرين ووضعية القطارات والسكك الحديدية جعلت المسافرين المستقلين لمثل هاته الوسائل يعانون في كل مناسبة،زد على هذا كله فسوء التخطيط و عدم دراسة جدية لمتطلبات الخطوط من وسائل مادية، ولا سيما في النقل بالترامواي الذي يشهد مؤخرا وخاصة في العاصمة قدرة استيعاب لا تتماشى مع توسعة الخطوط لشرق العاصمة، جعل الشكاوي تتهاطل كأوراق فصل الخريف من جميع فئات المجتمع .

وأمام هذا الوضع المنعكس سلبا على المواطنين من ذوي الدخل المتوسط والضعيف والذين ليس بقدرتهم استقلال سيارة أجرة أو ماشابه، يتم المطالبة  في كل مرة القائمين على هذا القطاع الاهتمام به  قدر الإمكان وتحسينه من خلال فتح مجال الاستثمار وخلق المنافسة لتحسين الخدمات وكذا عصرنة قطاع السكك الحديدية عبر كامل التراب الوطني وكذا فتح خطوط نقل بحري بين الولايات الساحلية بالإضافة إلى تشديد الرقابة القصوى ومعاقبة المخالفين من الناقلين الخواص.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى