الرئيسيةرياضة

أباطرة القارة السمراء يترشحون لخلافة أحمد أحمد

آدم أيوب 

تهاوت الإمبراطورية التي شيدها أحمد أحمد منذ توليه رئاسة الاتحادية الإفريقية لكرة القدم، وبقرار من لجنة الأخلاقيات التابعة لهيئة الفيفا التي وضعت حدا لمسيرته، ومنعته من ممارسة مختلف الأنشطة الرياضية لمدة خمسة سنوات نافذة، وذلك بسبب  تورطه في قضايا فساد وسوء التسيير المإمالي والإداري.

وكشف الاتحاد الدولي لكرة القدم في بيان له, أن الغرفة القضائية التابعة للجنة الأخلاقيات المستقلة وجدت أن أحمد انتهك مواد مختلفة من مدونة أخلاقيات الفيفا، بما في ذلك واجب الولاء وتقديم وقبول الهدايا أو المزايا الأخرى وإساءة استخدام المنصب واختلاس الأموال.

وأضافت الفيفا في بيان رسمي لها أن حظر أحمد أحمد قام كرئيس للكاف بين عامي 2017 و2019 ويتعلق بتنظيم وتمويل العمرة إلى مدينة مكة وتورطه في تعاملات الكاف مع شركة معدات الرياضية وأنشطة أخرى.

ونصب أحمد أحمد نفسه رئيسا سابعا للاتحادية الإفريقية لكرة القدم في  شهر مارس من سنة 2017، بعدما حصل أحمد أحمد على 34 صوتاً مقابل 20 لحياتو وتمكن من إزاحة غريمه من منصبه الذي اعتلاه  منذ عام 1988.

ملفات سوداء وفضائح عجلت بالإطاحة برأسه 

وكانت أولى الشرارات التي أنبأت باقتراب نهاية أحمد أحمد على رأس الفاف هي حادثة شهر جوان من العام الماضي، أين قامت السلطات الفرنسية بالقبض عليه بسبب اتهامه بتهم تتعلق بالفساد، بعد التعاقد مع شركة “تكنيكل ستيل” الفرنسية، للحصول على معدات رياضية لكاف مقابل 830 ألف دولار، ويشار إلى انه تم إلقاء القبض عليه بعد بلاغ من السكرتير السابق للاتحاد الإفريقي، المصري الراحل عمرو فهمى.

مهزلة الكان الأخيرة ستبقى في التاريخ 

ومن بين المهازل التي عصفت بالملغاشي أحمد أحمد، هي ملف احتضان منافسة كأس أمم إفريقيا، والتي كانت مقررة بالكاميرون، قبل أن تنسحب هذه الأخيرة من تنظيم الدورة في آخر لحظة، قبل أن يختار رئيس الكاف المغرب والتي انسحبت هي الأخرى، قبل أن تقوم الفاف باختيار مصر والتي على ما يبدو حفظت ماء وجه الملغاشي.

مباراة الترجي التونسي والوداد المغربي فضحت المستور 

مباراة أخرى، ساهمت في تهاوي إمبراطورية أحمد أحمد، خاصة بخصوص ما سبقها من هدايا تسلمها الرجل، ومن بينها السيارة الفاخرة التي منحت له كهدية، في دوري أبطال إفريقيا في نسختها الماضية، وتحديدا في المباراة النهائية بين الترجي التونسي والوداد المغربي، وانسحاب الوداد من اللقاء النهائي على خلفية تعرضه لظلم تحكيمي واضح وإلغاء هدف صحيح له.

ليحيط الجدل بمصير بطل إفريقيا لفترة طويلة، لدرجة أن مباراة السوبر الإفريقي الأخيرة بين الزمالك والترجي التونسي لم تلعب، قبل أن تصدر المحكمة الرياضية قرارا نهائيا يقضي بتتويج فريق الترجي التونسي بطلا لدوري أبطال إفريقيا يوم 18 سبتمبر الماضي.

رجال أعمال وأثرياء القارة يتنافسون لخلافة الرئيس المقال 

و يبدو أن انتخابات رئاسة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف” ستشهد صراعا كبيرا، وسط عدة أزمات وقضايا تحيط بالكرة الأفريقية، وجمعت شغف رجال الأعمال وحتى أثرى أثرياء القارة السمرء، وهو ما ينبئ بصراع ساخن من أجل الظفر برئاسة أعلى هيئة كروية في أفريقيا.

وكان داني جوردان رئيس الاتحاد الجنوب أفريقي السباق لإعلان ترشحه، حيث كشف  في مؤتمر صحفي أن الاتحاد المحلي صادق على خوض باتريس موتسيبي مالك نادي “ماميلودي صن داونز” الانتخابات على مقعد رئيس الكاف، وجاء ترشح موتسيبي قبل 3 أيام من غلق باب الترشح لرئاسة الاتحاد الإفريقي في 12 نوفمبر الجاري، على أن يتم التصويت وإجراء الانتخابات في مارس 2021 بالمغرب، بينما تعلن الكاف عن  المرشحين بشكل رسمي يوم 11 يناير.

 ويشار إلى أن موتسيبي هو رجل أعمال جنوب أفريقي وأحد أقطاب صناعة التعدين في أفريقيا، وتقدر ثروة مالك فريق صن داونز بـ 2.4 مليار دولار، حيث جاء رقم 847 في قائمة أغني أغنياء العالم واحتل المرتبة السادسة في أغنياء جنوب أفريقيا والـ22 علي مستوي أغنياء أفريقيا، بحسب مجلة فوربس.

أنوما يشعل الصراع 

من جانبه قرر رئيس الاتحاد الإيفواري لكرة القدم، جاك أنوما، الترشح رسميا لرئاسة الاتحاد الإفريقي، عقب حصوله على الموافقة من طرف سلطات بلاده، وكشفت تقارير صحفية، أن أنوما كشف نيته في الترشح لرئاسة ”الكاف“ للاعبي المنتخب الايفواري ورجال الإعلام في بلاده، مؤكدة أنه لم يتبق أمام أنوما، سوى خطوة واحدة لترسيم ترشيحه وهي الحصول على دعم 3 اتحادات على الأقل.

وتولى أنوما منصب رئيس اتحاد كوت ديفوار وعضوية المكتب التنفيذي لـ”الكاف”، وقت عيسي حياتو الرئيس السابق للاتحاد الإفريقي، حيث حاول الترشح ضد “الكاميروني” غير أنه تم إقصاؤه، ويعتبر هذا الأخبر  أول منافس يشعل الانتخابات الأفريقية.

ولد يحي يقتحم معترك الانتخابات بقوة 

بدوره، أعلن أحمد ولد يحيى رئيس الاتحاد الموريتاني عزمه الترشح لرئاسة الاتحاد الافريقي لكرة القدم، عبر حسابه على تويتر، ليكون أول رئيس اتحاد عربي يقرر خوض غمار منافسات المعركة، وقال ولد يحيى رئيس الاتحاد الموريتاني ، في بيان رسمي في وقت سابق: “حرصاً على الترويج لكرة القدم الإفريقية وبعد تفكير عميق ومشاورات مستفيضة، قررت تقديم ترشيحي لرئاسة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم”.

في المقابل، قرر أماجو بينيك، رئيس الاتحاد النيجيري لكرة القدم الانسحاب من انتخابات الاتحاد الإفريقي، معلنا توجيه كامل دعمه إلى باتريس موتسيبي رئيس ومالك ماميلودي صنداونز.

 وأشارت بعض التقارير إلى أن بينيك فضل عدم خوض السباق الرئاسي وعوضا عن ذلك عبر عن مساندته لمواطنه موتسيبي

ومن المتوقع أن يصدر التونسي طارق بوشماوي قراره بشكل رسمي بشأن الترشح لرئاسة “كاف” من عدمه، بعدما أعلن نيته في وقت سباق خوض غمار المنافسة، لكن رغبة الرجل ستصطدم برفض اتحاد الكرة في بلاده برئاسة وديع الجريء فكرة ترشحه ما يعني أنه لن يحصل على دعم الاتحاد المحلي لبلاده.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى