الجزائرالرئيسيةالعالمسلايدر

أخرج علاقاته مع الصهاينة إلى العلن: محمد السادس على خطى الحسن الثاني

بقلم - عبد الخالق المحمدي  

وصلت طائرة “العار” إلى المغرب قادمة من الكيان الصهيوني، وعلى متنها قيادات إسرائيلية يتزعمها صهر الرئيس دونالد ترامب المنتهية ولايته، جاريد كوشنر عراب الاختراقات الأخيرة في مسار التطبيع العبري- العربي.

وهبطت، الطائرة الإسرائيلية التي تضم الوفد الإسرائيلي الأميركي المشترك، في مطار العاصمة الرباط، في أول رحلة تجارية مباشرة بين تل أبيب والرباط، حيث تزينت الطائرة التي حملت وفدا أميركيا-إسرائيليا إلى المغرب، برمز الـ”خميسة” مما يعني طرد العين ضد المطبعين.

وضم الوفد، كبير مستشاري الرئيس الأميركي، جاريد كوشنر، والمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، آفي بيركوفيتس، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي، مائير بن شبات.

وطبع على الطائرة الإسرائيلية رمز الـ “خميسة”، إلى جانب عبارة “السلام” بالعربية العبرية والإنجليزية، وأعلام المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة.

عمالة متأصلة

قالت العرب قديما “من شابه أباه فما ظلم”، مقولة تنطبق حرفيا على ممارسات الملك  الذي قرر اللجوء إلى الاحتماء بالكيان الصهيوني، واستهداف الجارة الشرقية مرة أخرى، كما فعل والده الراحل الحسن الثاني، الذي فتح أبواب مملكته للكيان الغاصب لاستهداف الجزائر وهو وليا للعرش خلال خمسينات القرن العشرين، وهذه المرة بوضع أراضي المملكة تحت تصرف الكيان الصهيوني ليستهدف أخر قلاع جبهة الصمود والتصدي – الجزائر- من خلال قاعدة “جرادة” الواقعة على مرمى حجر من الأراضي الجزائرية، وبالضبط للتجسس على أكبر قاعدة بحرية في البحر الأبيض المتوسط والعالم العربي وهي قاعدة المرسى الكبير والتي تمثل أكبر شوكة في حلق المغرب والصهاينة والحلف الأطلسي والاستعمار عموما.

سجل أسود من الخيانات

إن إلقاء نظرة فاحصة في علاقات النظام المغربي بالكيان الصهيوني في النصف الثاني من القرن العشرين، تكشف أن تورط المخزن في التحالف مع الكيان الصهيوني، وصل إلى درجة التآمر ضد كل الدول العربية، حيث فتح الملك المغربي الراحل اراضيه لنشاطات الموساد الإسرائيلي بحرية تامة وقبلها مكن اليهود المغاربة من الهجرة إلى الكيان الصهيوني، بل وطالب دعم ومساندة حكومة الاحتلال الصهيوني في الحرب على الجزائر عام 1963 كما حصل على دعم من اسرائيل في حربه ضد الشعب الصحراوي الأعزل.

الحسن الثاني يملك أكبر حزب في إسرائيل 

ينقل الكاتب المصري الكبير محمد حسنين هيكل عن الملك المغربي الحسن الثاني، رحمهما الله، قوله في عدة مناسبات خلال لقاءاتهما ” أنا لدي حزب في إسرائيل.. أنا عندي 200 ألف مهاجر من يهود المغرب داخل اسرائيل، إنهم حزب مؤثر وهم من يحكمون بالفعل، لأن عدد كبير من قادة احزاب اسرائيلية ينحدرون من اصول مغربية”.

ويضيف هيكل في إحدى شهادته المسجلة، أن الأمير الحسن (قبل وصوله إلى العرش) بدأ يتصل منذ أن كان والده في المنفى، بعناصر الموساد الاسرائيلي، لأن الجالية اليهودية بدأت تنزعج بسبب عزل السلطان محمد الخامس، وتعيين مكانه سلطان آخر آختاره الفرنسيين من العائلة الشريفية، وهو السلطان محمد بن عرفة، وبدأت الجالية الهيودية تشعر بقلق من تصرفاته لأن أوضاع الحكم تغيرت والجالية اليهودية أصبحت ترى في ذلك تغيرا في غير صالحها، لأنها كانت تريد حماية المصالح التي كانت لها مع السلطان ومع الأمير الحسن (ولي العهد).

يهود المغرب الذين أوصلوا الحسن الثاني إلى العرش

أستثمر الأمير الحسن في يهود المغرب الذين هاجروا الى الكيان الصهيوني عام 1948، وسارع إلى التواصل معهم لربطه بيهود اسرائيل عموما وأيضا باللوبي اليهودي المتنفد جدا داخل الولايات المتحدة الأمريكية، والذي يملك تأثيرا قويا على السياسة الأمريكية. وهو ما دفع بالأمير الحسن إلى أن يشعر بالإحساس بأن هذا هو الطريق الوحيد لاستعادة العرش. فعلا لم تطل فترة النفي بعدها عن سنة ونصف، ليستعيد السلطان وابنه الأمير عرش المغرب.

يقول محمد حسنين هيكل، أن هذا الإنجاز أعتبر في المشرق العربي انتصارا للقومية العربية ومطالب الجماهير، في حين يرى الأمير الحسن أن العودة إلى المغرب سببها ليس كل تلك القناعات التي يعتقدها العرب، وإنما سببها ما فعله هو شخصيا، وبالتالي بدأ الأمير يأخذ مكانة قوية حتى بالنسبة لوالده السلطان بعدما عاد إلى العرش، وصار يتصرف على أساس أنه أكبر من مجرد ولي عهد، وأصبح قائدا للقوات المسلحة المغربية ومسؤول كل أجهزة الأمن، بل ويعتبر نفسه القائم على أمور المملكة كلها.

الحسن الثاني يتآمر على الثورة الجزائرية وقادتها

يكشف محمد حسنين هيكل، أن الأمير الحسن، كان يريد الوصول إلى تسوية بخصوص الثورة الجزائرية، وكذلك في شأن الأسلحة التي كانت موجهة للجزائريين في مركب “أتوس”، لأنه لم يكن مقتنعا بتلك الأساليب (؟) لأنه كان يعرف جيدا تصور الفرنسيين للجزائر، وأن المسألة الجزائرية غير قابلة للحل وغير قابلة للاستقلال على نمط ما جرى للمغرب وتونس.

الأمير الحسن، يؤكد هيكل، لم يكن بعيدا عن تسريب أمر سفر قادة الثورة الجزائرية إلى تونس، بل أنه هو بالتحديد من أقنع السلطان بأن يفصل بين طائرة القادة الجزائريين الخمسة وطائرة والده محمد الخامس. مما يجعله – الأمير الحسن – غير بعيد عن خطف قادة الثورة الجزائرية يستخلص هيكل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى