اقتصاد وأعمالالرئيسيةسلايدر

أسعار خط الجزائر باريس بـ 800 أورو: لهذه الأسباب تعزف الجالية الجزائرية عن قضاء عطلتها بوطنها

هل تدعم الدولة حقيقة أبناء الجزائر من المهاجرين الذين يقيمون في فرنسا وفي أوروبا عموما، من أجل ربط الجسور بوطنهم وذلك عبر حثهم على قضاء عطلهم في بلادهم ومن ثم الاستفادة من عائداتهم بالعملة الصعبة، كسياح للنهوض بهذا القطاع المتداعي بسبب السياسات الفاشلة للحكومات المتعاقبة.

هذه الحقيقة المرة، لا تحتاج إلى عناء كبير في التفكير، ويمكن الوقوف عليها من خلال الأسعار التي تطبقها شركة الخطوط الجوية الجزائرية عبر الخط الرابط بين الجزائر وباريس، والذي يعتبر الأغلى في العالم بالنظر لمسافته القصيرة مقارنة بمسافات أطول لكنها أقل تكلفة.

ولمن يريد الدليل يمكن الاستئناس بمقارنة بسيطة بين خطي الجزائر باريس والجزائر القاهرة، فسعر الخط الأول يتراوح ما بين 600 و800 أورو، في حين أن الخط الثاني أي الرابط بين الجزائر والقاهرة، فلا يتعدى سعره 150 أورو فقط، وذلك بالرغم من  المسافة التي تفصل الجزائر وباريس لا تتعدى المسافة بين العاصمة وتمنراست في أقصى الجنوب الجزائري، في حين أن المسافة بين الجزائر والقاهرة تقدر بآلاف الكيلومترات.

هذه الظاهرة كتبت عنها الصحافة واشتكى منها المتضررون من أبناء جاليتنا، غير أن الجهات الوصية لم تحرك ساكنا، في موقف بقي من دون تفسير، فمن جهة تناشد السلطة الجزائرية جاليتها بالخارج قضاء عطلها في الجزائر كصنف من أصناف السياحة، وبالمقابل تضع أمامها العراقيل من خلال الأسعار التي تطبقها على التنقل عبر الخطوط الجوية الجزائرية.

وتشكل هذه الظاهرة استثناء بالنسبة للجالية الجزائرية، مقارنة بالجاليتين التونسية والمغربية، اللتان يقضيان عطلتيهما في بلديهما، بفضل السياسات الحكيمة لبلدانهم، على العكس من الجزائر، التي دفعت بجاليتهما من حبق تدري أو لا تدري، إلى قضاء العطلة إما في المغرب أو تونس أو في بلدان أخرى.

تداعيات هذه السياسة البائسة يمكن الوقوف عليها أيضا من خلال التحويلات نحو الجزائر بالعملة الصعبة من قبل الجالية الجزائرية، والتي تبقى الأضعف في المنطقة، بالرغم من أن عدد الجالية الجزائرية أكبر بكثير من الجاليتين المغربية والتونسية.. الأمر لا يحتاج على المزيد من الشرح، فحتى جثث الجزائريين في فرنسا تحرق لأنه ليس هناك من يتكفل بها.. أي هوان هذا؟

رابح زواوي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى