أراء وتحاليلثقافة

ألا أيتها الوطنية تجلي …

خليفة ركيبي

حدثان أحزا في نفسي و نفوس الملايين من الجزائريين –على ما اعتقد- ، الأول كان مسح اسم شيخ المؤرخين أبو القاسم سعدالله من لافتة جامعة الجزائر 2 والثاني كان وفاة المتسابقة الجزائرية في مسابقة تحدي القراءة العربي والتي استشهدت وهي في الطريق إلى العاصمة ،   لتمثل الجزائر وترفع العلم الوطني عاليا شامخا في سماء الإمارات ولتدل على أن الجزائريين محبين وعاشقين للقراءة ، ولكن بكل أسى وحزن ، تريد بعض الأطراف في الجزائر وهي معروفة للعام والخاص أن تغيب اسما شامخا كابو القاسم سعدالله وكأنها استكثرت عليه تسمية جامعة باسمه ، و في الوقت نفسه ، غيبت اسما كان حاضرا لكن لقي ربه وهو في طريق لتشريف بلده.

الحقيقة أن ميزان الوطنية في الجزائر أختل ، و ميزان النظرة الى الرموز ايا كانت اختل واختفى فلسنين ليست بالبعيدة بدان نشعر ولكن هنالك سياسة لمحي كل الرموز الوطنية من ذاكرة الاجيال ،و ان هذا التغييب مقصود و تأكد في أكثر من مناسبة خاصة في السنوات الاخيرة ،و في المقابل ، تلعب بعض الأذرع الإعلامية نفس اللعبة بتسويد و تشويه الكل حتى يتساوى الطالح مع الصالح ، ويصبح الفساد عملة وطنية بامتياز .

أن أبو القاسم سعد الله رمز من رموز  الجزائر، أفنى عمره كله في خدمة العلم و صيانة الذاكرة الوطنية من اي تشويه ، و انه لمن العار ولمن المخزي أن يغيب اسمه بهذه الطريق الفجة و كان الذي قام بذلك يريد ان يوجه لنا جميعا رسالة واضحة المعالم مفادها ان الرموز الوطنية و القامات العلمية للجزائر ستمحى عن قصد و انكم يعني ايها المواطنون ستكتفون بالمشاهدة و الفرجة تماما كما نتفرج على الانتخابات و التي  حولت المواطنين الى سلبية  مقيتة انعكست على سلوكه و عممت الاحساس بالسلبية اتجاه  أي قضية ، و لكننا مع الحدثين السابقين لسنا اما اي قضية بل إنها “القضية ” الأساسية ، قضية الحفاظ على الرموز و قضية احترام من سيكون “رمزا” و ان عمليه التدمير و التصفية الممنهجة  التي يمارسها البعض  ترمي الى فصل الجزائريين عن رموزهم في الماضي حتى لا يتسنى لهم ان يحلموا برموز في المستقبل لتكون نبراسا لهم للنهوض بهذا البلد . لذلك فنحن اليوم تماما مثلما كنا  قبل  اندلاع ثورتنا التحريرية ، أما المفاضلة بين “الوطنية ” أو “الاندماجية والتبعية” ، ونحن اليوم و حتى بعد اكثر من نصف قرن من الاستقلال ، أما  نفس المفاضلة ، فالا أيتها الوطنية تجلي…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى