تكنولوجيا

إطلاق قمر صناعي أوروبي لرصد تموجات الجاذبية والزمن في الفضاء

ايرين كلوتز – رويترز

انطلق صباح يوم الخميس 3 ديسمبر صاروخ (فيجا) حاملا قمرا صناعيا أوروبيا تجريبيا للبحث عن تموجات في الفضاء قد تكون ناجمة عن اندماج ثقوب سوداء وهي نظرية لم يتمكن عالم الفيزياء البرت اينشتاين من البرهنة عليها قبل 100 عام.

وقالت وكالة الفضاء الأوروبية إن الإطلاق تم الساعة 04 و4د بتوقيت جرينتش من قاعدة في جويانا الفرنسية وستقضي مركبة الفضاء الأوروبية الصنع المعروفة باسم (ليزا باثفايندر) نحو ستة أشهر لاختبار تقنيات رصد موجات الجاذبية والزمن في الفضاء الخارجي ما يضيف منظورا جديدا للتعرف على الكون وفهمه.

وتتكلف المهمة نحو 400 مليون يورو (423 مليون دولار).

ومن المتوقع أن يتسنى للمركبة الأوروبية أن تمهد من موقعها بالفضاء على ارتفاع 1.5 مليون كيلومتر السبيل بحثا عن موجات الجاذبية الناجمة عن أجرام كونية تندمج من بعضها وهي تتحرك بسرعات عالية مثل الثقب الأسود.

وتوجد الثقوب السوداء وسط أجرام كونية نائية تسمى النجوم الفلكية (كوزارات). وهذه الثقوب عبارة عن حيز في الفضاء به مادة مكثفة للغاية لا تسمح حتى لجسيمات فوتونات الضوء بسرعتها المطلقة بالنفاد من خلالها وتفادي جاذبيتها. ويجري رصد الثقوب السوداء من خلال الآثار الناجمة عنها على المجرات القريبة والنجوم والغبار الكوني.

وتسير الجاذبية في موجات مثلها مثل الضوء لكن -بخلاف الضوء- فإن موجات الجاذبية تميل إلى إحداث انحناء في النسيج المتشابك للفضاء-الزمان (الزمكان) وهي نظرية وضعها مفاهيمها ألبرت اينشتاين في النظرية النسبية العامة.

ووضع اينشتاين النظرية النسبية العامة بغية تعميم مفاهيم نظريته الخاصة لإضافة مفهومي التسارع والجاذبية. وتقول النظرية العامة بأن قوانين الكون واحدة لكل الأجسام بصرف النظر عن حالات حركتها وأن الحركة غير المنتظمة (المتسارعة) مثلها مثل الحركة المنتظمة وكلتاهما حركة نسبية وتقول أيضاً بأن المادة هي التي تتسبب في انحناء منظومة الفضاء-الزمن (الزمكان) ويزيد هذا الانحناء بزيادة كثافة المادة في الفضاء وكلما زاد الانحناء أبطأ الزمن من سيره.

وقبل نظرية اينشتاين كانت علوم الفيزياء تقول إنه إذا غابت الشمس يوما ما فان سكان الأرض سيشعرون بذلك في التو لكن اينشتاين يرى أن آثار غياب الشمس لن يشعر بها أحد قبل ثماني دقائق وهو نفس الزمن الذي تستغرقه موجات الضوء وموجات الجاذبية وهي تقطع المسافة بين الشمس والأرض.

وكان من المقرر إطلاق المركبة يوم الأربعاء لكن تأخر بسبب مشاكل فنية.

وباءت بالفشل حتى الآن جميع محاولات رصد موجات الجاذبية بالاستعانة بأجهزة رصد على الأرض.

وتميل الأجرام الكونية الهائلة مثل الثقب الأسود إلى أحداث تحدب في الفضاء والزمان بدرجة أكبر من أجرام صغيرة مثل الشمس.

ويجري إنشاء مرصد تجريبي لموجات الجاذبية وهو ما يستلزم إطلاق ثلاثة أقمار صناعية تطير في تشكيل مثلث وتصل المسافة بين كل واحد منها إلى مليون كيلومتر. وتحتوي هذه الأقمار على مكعبات معدنية صغيرة تسير بشكل ترددي مثل موجات الجاذبية.

ومن خلال الاستعانة بأشعة الليزر لقياس التغير الطفيف في المسافة بين هذه المكعبات يأمل العلماء برصد حجم التقعر الدقيق الذي سيطرأ على الفضاء والزمن وسترصد المركبة (ليزا باثفياندر) ذلك من خلال مكعبين معدنيين تفصل بينهما مسافة 38 سنتيمترا داخل مركبة فضائية أخرى.

وتصل المركبة إلى مدارها المقرر في غضون ستة أسابيع وستمضي ثلاثة أشهر أخرى قبل أن تستعد للقيام بمهامها العلمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى