الجزائر

إنهاء مهام القنصل العام بمرسيليا: “المنجل” يصل إلى رؤوس الفساد في وزارة الخارجية

يبدو أن “منجل” محاربة الفساد كما يحلو للناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي، قد وصل بالفعل إلى مصالح وزارة الشؤون الخارجية، بسقوط أولى الوجوه الدبلوماسية المحسوبة على العصابة التي أطاح بها الشعب في حراكه المندلع في الثاني والعشرين من فبراير المنصرم.

وفي هذا الصدد، أرجعت مصادر إعلامية إنهاء مهام القنصل الجزائري بمدينة مرسيليا، بوجمعة رويبح، من قبل رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، لأسباب لها علاقة بالحملة التي تقودها الدولة على الفساد والمفسدين، والتي أطاحت بالكثير من الرؤوس، وفي مقدمتهم سياسيين وعسكريين ورجال مال وأعمال.

وكان بيان صادر عن رئاسة الجمهورية قد أفاد بأن رئيس الدولة عبد القادر بن صالح قد أنهى مهام قنصل مرسيليا، لكن من دون أن يقدم الأسباب التي تقف خلف هذا القرار.

ووفق ما أورده موقع “أجيري باتريتوتيك”، الذي يملكه نجل الجنرال المتقاعد ووزير الدفاع الأسبق، خالد نزار، فإن القنصل الذي أنهيت مهامه من العصابة وهو من رجالات السعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس السابق ومستشاره الخاص، وتحوم حوله شبهات فساد، ولذلك تم استدعاءه للجزائر من أجل متابعة في التهم المنسوبة إليه، بحسب المصدر المذكور.

ووفق المصدر ذاته فإن هذا الدبلوماسي قام بتجديد مكتب بمساحة ثمانين متر مربع، بمبلغ خيالي قارب المليون أورو، في حين أن السعر الطبيعي لأشغال بالمواصفات التي أنجزها، لا تتعدى في 2000 أورو فقط للمتر المربع، علما أن القضية تعود إلى الفترة التي كان فيها هذا الدبلوماسي يشغل منصب قنصل عام في مدينة ليل بشمال فرنسا، وهي الممارسات التي كررها عندما انتقل إلى مرسيليا بالجنوب الفرنسي، وطالت أشغال تهيئة حديقة قصر “جولهان”، المملوك من قبل الدولة الجزائرية.

ويتحدث المصدر الذي أورد المعلومة أن قنصل مرسيليا الذي أنهيت مهامه، لم يتبع الإجراءات المعول بها من قبل مصالح وزارة الشؤون الخارجية في حالات من هذا القبيل، حيث قام بالأشغال دون أن يعود على الإدارة المركزية، كما لم يقدم ثلاثة تقييمات متباينة حول قيمة المشروع، من أجل الوصول إلى مقاربة أكثر موضوعية في تحديد سعر أشغال الإنجاز التي أطلقها، وهي الحقائق التي توصلت إليها لجنة التحقيق التي أوفدها وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقادوم بهذا الغرض، يضيف المصدر، والتي خلصت إلى حدوث تجاوزات وفساد، وتبديد لأموال عمومية فاقت ملايين الأوروهات.

وسبق للقنصل الذي أنهيت مهامه أن شغل منصب وال في الطارف، وهو ما يعني أن التحقيقات ستطال من دون شك فترة إدارته لهذه الولاية.

رابح زواوي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى