اقتصاد وأعمالالرئيسيةسلايدر

اتفاق أوبك: الجزائر تفاجئ العالم

وليد أشرف

لم تخف الصحافة العالمية الخميس 29 سبتمبر، دهشتها والصدمة التي خلفها نجاح الجزائر في الخروج باتفاق “تاريخي” لمنظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” بتقليص الإنتاج، مما دفع الأسواق نحو الصعود حتى قبل معرفة تفاصيل وفحوى الاتفاق.

وزادت دهشة الصحافة العالمية التي كانت متسرعة لإصدار حكم بالفشل على اللقاء التشاوري الذي عقد على هامش المنتدى العالمي الـ15 للطاقة، عدما سقطت تخمينات الخبراء والمحللين وخاصة الغربيين في الماء.

ولم تتوقع وسائل الاعلام الدولية على الاطلاق أن تنجح الجزائر في الخروج بنتيجة، لإعتقادها بوصول العلاقات الايرانية السعودية إلى مرحلة القطيعة.

ونجحت الجزائر ودبلوماسية رئيسها ووزيره للطاقة في تحويل اللقاء التشاوري، إلى لقاء استثنائي بقرارات ملزمة وصف بالتاريخي.

وبحلول عصر الخميس 29 سبتمبر، بلغ سعر برنت لعقود نوفمبر 48.9 دولارا للبرميل، فيما قفز الخام الأمريكي إلى 47.42 دولار.

وسمح الاتفاق لشركات النفط بتحقيق مكاسب، حيث قفز سهر توتال وبي بي 4% فيما زاد سهم روايال دوتش شل، أزيد من 6 %.

وأجمع المراقبون في الجزائر وخارجها على الدور الكبير الذي لعبته الدبلوماسية الجزائرية في إنجاح الاجتماع على أكثر من صعيد، بداية من إقناع إيران والسعودية على طاولة واحدة، ثم تحويل اللقاء التشاوري إلى إجتماع استثنائي بقرارات ملزمة وإقرار خفض هو الأول من نوعه منذ 2008، ومن المفارقات أنه أيضا عقد بمدينة وهران غرب الجزائر.

وقالت قناة “بي أف أم تي في” الفرنسية، “إن الجزائر نجحت في لعب دور تصالحي داخل أوبك، ما يسمح بتعاظم دورها داخل المنظمة”، مؤكدة على دور الدبلوماسية الجزائرية والموقف القوي لوزير الطاقة نورالدين بوطرفة.

من جهتها، أكدت القناة العمومية الإسبانية “أر تي في إي”، أن الجزائر أخرجت “مدفعيتها الثقيلة”، بعد أن قام وزير الطاقة بتحضير الأرضية بجولات مكوكية إلى إيران وقطر وروسيا.

وكالة أنباء رويترز، لم تتردد في وصف الاتفاق بالتاريخي خاصة وأنه الأول للمنظمة منذ سنة 2008 ومرة أخرى بالجزائر.

قالت وكالة رويترز، إن منظمة أوبك، اتفقت يوم الأربعاء على خفض إنتاجها النفطي في أول اتفاق من نوعه منذ عام 2008 مع قيام السعودية أكبر منتج في المنظمة بتخفيف موقفها حيال غريمتها إيران وسط تنامي الضغوط الناجمة عن هبوط أسعار الخام.

ونقلت الوكالة، تصريح وزير النفط الإيراني “بيجن زنغنه” الذي اختلف مرارا مع السعودية في الاجتماعات السابقة “اتخذت أوبك قرارا استثنائيا اليوم… فبعد سنتين ونصف السنة توصلت أوبك إلى توافق على إدارة السوق”، وأضاف الوزير الإيراني “قررنا خفض الإنتاج نحو 700 ألف برميل يوميا”.

من جهتها وصفت قناة فرانس 24 توصل الدول المصدرة للنفط المجتمعة في الجزائر الى تخفيض إنتاج النفط إلى مستوى يتراوح بين 32,5 و33 مليون برميل يوميا بـ”الاتفاق التاريخي”.

كما تناولت قناة “روسيا اليوم” اتفاق منظمة أوبك على خفض إنتاجها النفطي للمرة الأولى منذ 2008، مضيفة أن أسعار النفط قفزت بأكثر من 6% في التعاملات إثر توصل المجتمعين في الجزائر إلى وضع الأساس لاتفاق على كبح الإنتاج في نوفمبر.

وأضافت القناة الروسية أن التوصل لاتفاق جاء بعد تراجع في حدة التشنج السعودي – الإيراني الذي كان قطع أي أمل في إمكانية التوصل إلى اتفاق يعيد التوازن إلى أسواق البترول.

من جهتها قالت وكالة الأناضول ان أعضاء منظمة أوبك توصلوا إلى اتفاق لتثبيت سقف الإنتاج في 32.5 مليون برميل يوميا خلال اجتماع الجزائر “غير الرسمي”، الذي تحول إلى اجتماع استثنائي قراراته ملزمة ووصف بأنه “تاريخي”.

أما قناة “بي بي سي” البريطانية فقالت ان أسعار النفط قد حققت ارتفاعا كبيرا بعد قرار وزراء الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط “أوبك” خفض الإنتاج لأول مرة منذ 8 سنوات، واصفة القرار بالاستثنائي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى