تكنولوجياملحق TIC

استقلالية الـ “آيكان”” ICANN” لن تنهي الرقابة على الانترنت

فريد فارح 

التطور الهائل للصناعة الرقمية، الذي يعتبر سوقا تتميز بالنمو القوي للغاية، وانعكاساتها على الاقتصاد العالمي، يتجه بفضل التقارب بين تقنيات الإنترنت النقالة والثابتة، نحو جهاز واحد لتكنولوجيا المعلومات والاتصال. هذا التقدم التكنولوجي بدأ في تسريع الشروع في عملية إصلاح تشريعات حوكمة الإنترنت.

وعليه، فمنذ1 أكتوبر 2016، شرعت الجهة المسؤولة بتوزيع وإدارة “أرقام بروتوكول الإنترنت وأصل نظام أسماء النطاقات” في جميع أنحاء العالم، آيكان “ICANN”

(Internet Corporation for Assigned Names and Numbers)  رسميا في الاستقلال التام عن الإدارة الأمريكية. وأصبحت منظمة دولية مستقلة غير ربحية، غير خاضعة لكتابة الدولة للتجارة الخارجية.

وبعبارة أدق، إن الإدارة الوطنية للاتصالات والإعلام ” NTIA ”

(National Telecommunications and Information Administration) وهي الوكالة المكلفة بتقديم المشورة للرئيس الأمريكي حول سياسة الاتصالات السلكية واللاسلكية، تنازلت عن سيطرتها المباشرة على سلطة ضبط الانترنت “آيكان ICANN”. هذا الكيان لم تعد لديه مسؤولية مراقبة قواعد البيانات والأرقام المستخدمة في توجيه حركة المرور على الإنترنت، ولم تعد قادرة على خلق ما يسمى بأسماء نطاق المستوى الأعلى مثل “.COM” أو “.DZ”.

من الآن فصاعدا، عدم تجديد العقد الذي يربط بين آيكان (ICANN) و الإدارة الوطنية للاتصالات والأعلام (NTIA) المعروف بمشروع أوبت بروجكت

(Joint Project Agreement) الذي يعطي الإدارة الأمريكية حق النقض(فيتو) على إدارة الإنترنت، ويعطي سلطة اتخاذ القرار عبر إنترنت الغد، لأعضاء آيكان “ICANN”، بمعنى إعطاء هذه السلطة لممثلي الدول والشركات والمجتمع المدني في جميع أنحاء العالم. إنه بمثابة إصلاح تاريخي بالنظر إلى السعي الدائم لدى المسؤولين الأمريكان للحفاظ على رقابة شبكة الإنترنت العالمية.

تجدر الإشارة إلى أنه بفضل مشروع أوبت بروجكت، تمكن البيت الأبيض من منع الوصول إلى موقع ويكيليكس.

اليوم، آيكان” ICANN” التي تم إنشائها من طرف إدارة الرئيس كلينتون في عام 1998، في طريقها لتصبح هيئة خاصة، مما يفسح المجال أمام خوصصة كلية لمهام الإدارة الرقمية للانترنت، وإبعادها عن أروقة الأمم المتحدة.

بالتأكيد، فإن مثل هذا القرار سيقلل من الرقابة السياسية على شبكة الإنترنت ولكن لن تجعله يختفي نهائيا، لأن شركات مثل آبل، فيسبوك، وياهو، وجوجل، وأخرى لا تزال تواصل بهدوء رقابتها التقنية “النزيهة سياسيا”!

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى