اقتصاد وأعمالالرئيسيةسلايدر

الدينار ينهار وغموض حول السعر المرجعي في مشروع موازنة 2018

نسرين لعراش

هوى الدينار الجزائري لأقل مستوى له منذ أعوام مقابل العملات الرئيسية وفي مقدمتها العملة الأوروبية الموحدة.

وقفز سعر صرف العملة الأوروبية الموحدة في سوق الصرف الرسمية، الثلاثاء 29 أغسطس، 131.56 دينار (مقابل 82.25 دج نهاية 2008)، وهو أعلى مستوى في تاريخ الأورو.

وفقدت العملة الوطنية حوالي 15% من قيمتها مقابل الأورو منذ بداية العام الجاري من جراء تعافي اقتصاد منطقة الاورو من جهة، ومن ناحية ثانية السياسات النقدية التي ينتهجها البنك المركزي الجزائري الرامية للحد من الواردات.

ويقوم بنك الجزائر بتعديل آلي لسعر صرف الأورو بناء على حركة هذه العملة في الأسواق الدولية، حيث يفترض أن تتراجع الواردات كلما تراجع سعر صرف العملة الوطنية باعتبار أن أزيد من 70% من واردات الجزائر تأتي من منطقة الاورو، فيما سيسمح تعزيز الدولار لمكاسبه مقابل الدينار من تعويض جزء من خسائر أسعار النفط.

وفي السوق الدولية تجاوز سعر العملة الأوروبية الموحدة مستوى 1.20 دولار، حيث اكتسب

اليورو دعما من موجة بيع للدولار مقابل عملات رئيسية، وصعد الاورو أكثر من 14 % منذ بداية العام.

وفي مقابل الدولار الذي يعتبر عملة التصدير الرئيسية للجزائر 111.51  دج وهو أعلى مستوى أيضا في إنتظار موقف أكثر وضوحا من الحكومة التي تقوم باعداد مشروع قانون الموازنة للعام 2018.

وبحسب مختصين فإن المستقبل الغامض بشأن أسعار النفط والتراجع القياسي في مستوى الاحتياطي من العملة الصعبة سيدفع بالحكومة إلى تغيير السعر المرجعي للدولار في مشروع قانون الموازنة للحد من العجز وفرملة الواردات.

وفي ميزانية العام الجاري تم اقتراح قيمة موحدة لسعر صرف الدولار للفترة 2017-2019 إلا أن استمرار تراجع أسعار النفط سيرغم الحكومة على تطبيق مراجعة جديدة لسعر صرف الدولار في إعداد المشروع.

وفي حال أستمر سعر صرف الدينار في التراجع في السوق الرسمية فإن الفارق بين سعر الصرف الرسمي والسوق الموازية سينتهي إلى التقارب في نهاية المطاف بحسب مختصون باعتبار الدينار كان يتداول بأكثر من سعره الحقيقي لسنوات طويلة بحسب قراءة خبراء صندوق النقد الدولي الذين أوصوا الجزائر بتخفيض قيمة الدينار.

وفي السوق الموازية للعملة، حاولت العملة الأوروبية الحفاظ على مستوياتها عند 189 دج (115 دج للأورو نهاية 2008) بسبب تراجع الطلب من جهة، ومن ناحية ثانية ارتفاع السعر في السوق الرسمية، معه توقعات بالمزيد من التراجع مستقبلا كلما اقترب الدينار من مستوى سعر الصرف الحقيقي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى