ثقافة

الشاعر الفنان لونيس آيت منڤلات: نصف قرن من العطاء(1967- 2017)      

الدكتور محمد أرزقي فراد*

(*) باحث في التاريخ 

إذا كان المصريون يتطلعون كلّ صباح إلى بروز “هرم جديد” ينضاف إلى مجد مصر -على غرار الأديب نجيب محفوظ الحاصل على جائزة نوبل للآداب- فمن حقنا أن نعتبر لونيس آيت منڤلات “قمة” مضافة إلى جبال “جرجرة” الشاهقة. وليس من باب المبالغة إن عُدّ ضمن نوابغ الشعر الأمازيغي الحديث، فقد طوّع الكلمة المنظومة بطريقة عجيبة، حتى صار الشعر ينساب على لسانه كالماء الرقراق. واعترف شاعرنا أن قوّة فنّه تكمن في الكلمة المتميّزة، أما الموسيقى فقد كانت في البداية بسيطة تعتمد على آلات القيثارة والدربوكة والطار فقط، لكنها لم تلبث أن تحسّنت بفضل لمسحة نجله جعفر.

تميّزت أغراضه الغنائية بالتنوع سايرت مراحل عمره، فبدأ بالأغنية العاطفية والاجتماعية، ثم تلتها الأغنية السياسية الملتزمة، وفي الأخير توّج مساره بأغنية الحكمة ذات المدلول الفلسفيّ. وكان لونيس آيت منڤلات خلال هذا المسار الطويل، يوظف الكلمة الراقية والعبارة الرمزية المستعصية على الفهم أحيانا، ذات صوّر بلاغية متنوّعة أضفت عليها جمال المبنى، تُبطن “نقدا” مُضمرا لأفكار ولجهات معيّنة، لا يدركه كلّ الناس. وعبّرت أغانيه عن ثلاثة موضوعات: الواقع المعيش- أحلام الشباب-  رسالة الأمل.  هذا ولا يختلف اثنان أن شخصية لونيس آيت منڤلات أكبر من أن تختزل في الغناء فقط، فهو شاعر متميّز، بمثابة “ضمير” المجتمع، يمارس وظيفة النقد إلى درجة جلد الذات أحيانا، من أجل هزّ النفوس الجامدة، والتطلع إلى مستقبل أفضل.إنه سفير الأغنية القبائلية الأمازيغية إلى الثقافة الإنسانية.

بداية المسار

ذكر لونيس آيت منڤلات في أحاديثه، أن الأغنية قد سكنته منذ طفولته المبكرة، منذ أن جلب عمّه مبارك أيت منڤلات (والد ابن عمّه وهّاب) أوّل مذياع إلى مسقط رأسه (قرية إغيل بواماس بولاية تيزي وزو)، وكان يستمع لكل الأغاني دون تمييز، علما أن المذياع كان يشكّل في خمسينيات القــرن الماضي، الوسيلة الوحيــدة للقرويين للتواصل مع عالم الغناء. وظلت الأغنية الأولى(أثَـاقـرْيَـتسْ للفنان عمّوش مُحَندْ)  التي سمعها  لونيس أيت منڤلات حيّة في ذاكرته. أمّا احتكاكه بآلة القيثارة فقد كان بمحض الصدفة، اثر جلب أخيه هذه الآلة إلى المنزل وهو لا يعرف العزف، فأخذ لونيس يداعبها إلى أن تعلم العزف بطريقة عصامية. وفضلا عن ذلك كان لونيس مغرما في شبابه – بصفة خاصة- بأغاني الفنان طالب رابح.

الشعر بلسم

والشعر عند لونيس آيت منڤلات ليس غاية للمتعة الخاصة فقط، بل جعله منبرا لبناء مجتمع متماسك، قويّ بالقيم الإنسانية كالحرية والكرامة والعدل والتسامح والمروءة والإيثار والشهامة، أراده وسيلة لترقية الذوق الجمالي والتعبير عن الأحاسيس والعواطف الجياشة، بلغة راقية تنمّ عن العراقة في تذوق البلاغة بأصنافها المتنوّعة. وجعله وسيلة لممارسة وظيفة النقد في المجتمع قصد تحريك الأوضاع نحو حياة أفضل، وطال “سوط” نقده كلّ مجالات المجتمع، لكن السياسة نالت منه حصة الأسد، بسبب ظاهرة “الاستبداد” التي أهلكت البلاد والعباد في الجزائر، معتبرا الحكم الفردي المتسلط خيانة  للشهداء الذين حرّروا الوطن بدمائهم الطاهرة. ومن الجماليات التي زيّنت أغاني لونيس آيت منڤلات، ذكره للحكم والأمثال التي ينضح بها شعره الغنائي:[ ذلمَلحْ إڤْ زَرْع أفُوسِيوْ- يَـتسْـرَاجُو أرَّبْحْ أثِينَالْ.] (من الوهم أن ينتظر زارع الملح ثمرة.)

بصمة الرومانسية

يحمل الشاعر الفنان لونيس آيت منڤلات في نفسه شيئا من الرومانسية المتميّزة بطغيان العاطفة وحبّ الطبيعة بمسحة تشاؤمية. ولعل نفوره عن المدينة وزحامها، واختياره مسقط رأسه(قرية إغِيلْ بْوَامَاسْ الواقعة في أحضان جبال جرجرة الشامخة) مقرا للإقامة، لدليل على ذلك. اتخذ الشاعر الفنان لونيس آيت منڤلات حياة الريف الهادئة مصدرا للإلهام، ونجح في توظيف مظاهر الطبيعة في الإبداع الشعري، كنجوم السماء ونور القمر وضياء الشمس ورحابة الأفق وجمال الغروب وسحر الشفق، والماء الزلال، وأسراب الطيور، والبساط الطبيعيّ الأخضر، فأنتج فرائد أدبية تأسر الألباب، لعل أروعها أغنية “بلادي قلائد في أعناق الجبال” (ثَمُورْثِيوْ ذِزُرَارْ غَفْ إذُورَارْ)، جاء فيها على الخصوص:

  • بلادي… قلائد في أعناق الجبال
  • إلى السماء موثوقة بغير الحبال

الموهبة والتقاطع

يرى الشاعر الفنان لونيس آيت منڤلات أن قرض الشعر مرهون بالموهبة، الموصولة بالإلهام الجامح الذي لا يخضع لإرادة الشاعر، فهو يأتي ويختفي في كلّ مكان وزمان بدون استئذان. ومن سمات هذا الإلهام “تقاطع الأفكار” بين المبدعين في العالم، ظهر ذلك جليّا في شعره المتقاطع  مع العديد من الشعراء الكبار في العالم عن طريق “توارد الأفكار”، كعمر الخيام، والمتنبي، وجبران خليل جبران، وأبي القاسم الشابي، بل وحتى مع “الشيخ الأكبر” الصوفي محي الدين بن عربي  في قوله: << تحيي إذا قتلت>>، حين قال الفنان لونيس أيت منڤلات: << قد يكون السيف القاتل هو محيينا>>!

الرمزية الشعرية

تعتبر “الرمزية من السمات البارزة في سجل الشاعر الفنان لونيس آيت منڤلات، لذا كثيرا ما تستعصي أغانيه على الفهم، لكونها تحتاج إلى تفسير، وتحتمل أكثر من تأويل. ولا شك أن هذا النوع من الكتابة يستبطن بعض الأفكار المضمرة التي فضّل الشاعر الفنان-لأسباب معيّنة- التعبير عنها بالتورية.

هذا ولا أخفيكم أنني أعجز أحيانا عن فهم بعض مقاصد تعابيره الشبيهة باللغة الصوفية الموغلة في الرمزية، خاصة وأن الفنان الحكيم لونيس أيت منڤلات لا يريد البوح بكل أفكاره، فترك بعضها ملفوفا في لُبُوس “التورية” يناجيها في خلوته. أوَلَمْ يذكر في إحدى أغانيه أن في قلبه من الأفكار – لو أطلق سراحها-  ما يسمع الأصم وينطق الأبكم؟

الأغنية العاطفية

    بدأ الشاعر الفنان لونيس آيت منڤلات مساره الفني بالأغنية العاطفية كغيره من الشباب، ونجح من الوهلة الأولى في إضفاء لمسته الخاصة عليها. وجاز لنا توصيف رصيده الغنائي في هذا المجال بلقب “ترجمان الأشواق”. ومن فتوحاته الإبداعية في هذا المجال أغنية “ثَـايـْرِي”(الحبّ) التي قال فيها ما معناه:

  • لم يعد سِفر الحب يذكرني
  • كأن مَـتْـنَـهُ
  • ليس من بنات أفكاري
  • كأنه مسطور بأنامل غيري
  • لم أعش ذلك الحبّ
  • الذي كنّا به نخجل
  • والآن صرتَ مسافرا بيننا
  • باسمك الجديد “ثايري”
  • واسمك القديم عندي أجمل
  • **********
  • كيف تركتني أيّها الحب
  • في مفترق الطرق؟
  • هل تذكر أيام التلاقي
  • كيف كنا ننعم بالإشراق؟
  • الأيام التي غابت الآن
  • صرتُ لها فريسة
  • لكلّ يوم منها معاناة
  • وحيدا كابدتها
  • من المكابدة لا أزال أعاني
  • **********
  • أتحدث عنكِ
  • كأن الوقت قد توقّف
  • ملامحك لا تفارقني
  • كأن الزمن قد توقّف
  • دعيني أصدّق المنام
  • واعذريني في مرادي
  • أنا لا أملك إلاّ الحلم
  • فلا تحرميني من الحلم
  • فالحياة بدونه عدم
  • ***********
  • لا شيء أجمل منكِ
  • لا شيء أمرّ منكِ
  • في أيام التلاقي
  • أدركت معنى الأمل
  • حين مددت إليّ يدك
  • ضاع شبابي في حبّك
  • وعلى حياتك ارتدّ ضياعي
  • والآن توارى ذكرك في دهاليز العمر

التحدّي من أجل الديمقراطية

لم يكن مسار الشاعر الفنان لونيس آيت منڤلات مفروشا بالورود، فقد عانى من التضييق والإقصاء من أجل إسكات صوته، فتعرّض للسجن لقمع شعره الغنائي السياسي التنويري الذي كان يقلق الحكام. رغم المعاناة ظل صامدا صمود الجبال، يواصل نضاله الديمقراطي بثبات. لكن سمة التواضع جعلت الفنان الشاعر لونيس آيت منڤلات يصرّح بأنه بعيد عن السياسة، والحقيقة أنه وقف موهبته الشعرية والغنائية من أجل الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية بمعانيها الواسعة. صحيح أنه لم يتحزّب في أيّ حزب سياسيّ وبالتالي فهو لا يقدم الحلول للمشاكل السياسية، لكنه كان ولا يزال حارسا أمينا للقيم الإنسانية، يكشف عورات الاستبداد.

تعتبر أغنية “عندما رأينا النور”(ثَـافَـاثْ مِي تسْـنَـزْرَا) بمثابة نشيد التحدي، ذكّرتني  بقطعة شعرية للشاعر اللبناني خليل مطران دافع فيها عن الحرية، جاء فيها قوله:

  • كسّروا الأقلام، هل تكسيرها <<<>>> يمنع الأيدي أن تنقش صخرا ؟!
  • قطّعوا الأيدي، هل تقطيعها <<<>>> يمنع الأعين أن تنظر شـزرا ؟ !

ومن الطبيعي أن تتقاطع أفكار المبدعين في الموضوعات المتعلقة بالحرية والكرامة الإنسانية. وهذه ترجمة لمقطع من أغنية التحدّي:

  • إن أمرتم بالتراجع
  • إلى الأمام نسير
  • إن أمرتم بالوقوف
  • حطّمنا الحواجز
  • مهما كان إصراركم
  • فلن تصدّونا عن شق الطريق
  • وإن قطعتم الغصن
  • سنبعث الجذر
  • إن محوتم خطابنا
  • كتبناه بدمائنا
  • إن دفنتم حاضرنا
  • سنبعث ماضينا
  • فنحن أحياء … أحياء… أحياء

المسألة الأمازيغية

شكّلت المسألة الأمازيغية أمّ الهواجس التي شغلت لونيس آيت منڤلات، باعتبارها مكوّنا جوهريا في الهوية الوطنية. لذا وقف موهبته للمرافعة عنها، فأبدعت قريحته أغان سياسية راقية المستوى عميقة المعاني بمقاربة رزينة وهادئة، دون أن يدّخر جهوده من أجل إنقاذ الثقافة الأمازيغية من النسيان والإقصاء. ولا تكاد تخلو جلّ أغانيه من لفتة إن بالتصريح أو بالتلميح إلى القضية الأمازيغية كقوله:

– الأمازيغية الغالية

– أمانة لا تنسى

– لا ترهن ولا تباع

  اعتبر لونيس آيت منڤلات المرأة – باعتبارها المدرسة الأولى للناشئة- طرفا مهمّا في الجهود الرامية إلى إنقاذ الأمازيغية:

  • تمسّكي بالأصالة
  • حذاري أن تضيع منك
  • في الغد فسحة للأمل
  • ستشرق الشمس
  • ويطل الفجر
  • يا وطني…
  • أرني أين أجد هويتي
  • لقد حفظ الأجداد على معالمها
  • تلك المعالم التي تبعث اللسان
  • إن لم نسرع إلى حفظه
  • سنفيق ذات يوم.. وقد ضاع

أدرك لونيس آيت منڤلات أهمية تدوين الثقافة الأمازيغية، لصيانتها من الاندثار:

  • حافظوا على لغتكم
  • المنقولة عبر الأجيال شفويا
  • الآن صارت مكتوبة
  •  تدركها أجيال الخلف 

البعد التاريخي

تميّزت أغاني لونيس آيت منڤلات بصلتها الوثيقة مع الماضي الذي نهل منه، فاستحضر بعض رموزنا التي تركت بصماتها في التاريخ، كطارق بن زياد الأمازيغي (فاتح الأندلس)، الذي وظفه لونيس توظيفا رائعا في سياق رفضه للخيانة:

  • أناديك يا طارق
  • أن تسرع إلى حرق السفينة
  • التي تغريني بالفرار

واستحضر لونيس آيت منڤلات أيضا شخصية ” أحمد اُومَرِّي” كرمز للشجاعة والمروءة، الذي تحدّي الاستعمار الفرنسي بمفرده في مطلع القرن العشرين، لكنه قتل غدرا. كما استحضر لونيس أيضا أحداث الحرب العالمية الثانية ( 1939- 1945) في أغنية “غربة 1945″، باعتبارها سببا هاما في ازدياد عدد المهاجرين الجزائريين إلى فرنسا للمشاركة في إعادة بنائها بعد الحرب.

البعد الفلسفي 

انفرد الشاعر الفنان لونيس آيت منڤلات بميزة إضفاء المسحة الفلسفية بعمق على الأغنية الأمازيغية، من خلال إعمال النظر في ماضي الإنسان والغوص في أسرار الحياة، مكتشفا أن جوهرها ثابت، والمتغيّر فيها هو المظهر، على أساس الصراع بين الخير والشرّ. وأجرى شاعرنا لونيس آيت منڤلات أفكاره الفلسفية على لســـان “أمغار”(الشيخ المسنّ) المحنّك، وعلى لسان المجنون أحيانا أخرى كما هو باد في أغنية: “سَرَّحْ إوَمَانْ أذلْحُونْ”(دع الماء ينساب). والمتمعّن في مقاربته الفلسفية يدرك أنها تحمل بصمات الفلسفة الفارسية المتأثرة بالفلسفة الهندية، البادية في كتابات ابن المقفع  والشاعر عمر الخيام، وتحمل بصمات الصوفية من خلال حِكَم الشيخ مُحَندْ وَلْحُسين، وفيها أيضا بصمة “الفلسفة الوجودية” من خلال إشارته إلى ضرورة تلافي تعكير صفو الحياة الجميلة بهاجس الموت، الذي لا يعني الموتى وفق هذه الفلسفة.

 

البعد الروحي

كانت منطقة آث منڤلات(عين الحمام حاليا) التي ينتمي إليها شاعرنا، مهدا للثقافة الإسلامية أنجبت علماء كثيرين ذاعت شهرتهم في المغرب والمشرق. وبرز في مجال التصوّف الوليّ الصالح الشيخ مُحَندْ وَلحُسين المتوفى ىسنة 1901م، الذي ترك تراثا شفويا مفعما بالحكمة، في قوالب لغوية منظومة ومنثورة، استفاد منه خلق كثير. لذلك فمن الطبيعي أن تحمل بعض أغاني لونيس آيت منڤلات مسحة روحية”. واللافت للانتباه أن هذه البصمة قد برزت بوضوح في بداية مساره، وهذه نماذج منها :

– أغنية ” وَكْلَغْ رَبِّي”(أوكلتُ أمري لله)جاء فيها: إليك أتوجّه ربّي/  لإنقاذي من هاجس الخوف/  فأنت المنقذ  في الضراء/  إليك اللّهمّ أشكي همي.    

– <<أسْـثَـغْـفِـرَ الله أرَبِّي>> الواردة في أغنية “حوار مع الهموم”.

– << المُومْنِينْ أذَحْلُونْ- إمْشُومَنْ أذمْسَڤـلُونْ>>:(المؤمنون بظلال الشفاء يستظلون، أما الأشرار فإلى الجحيم يترافقون.)

– << أصلاّح إبحرين>>. (توسل بأولياء الله الصالحين المقيمين في الواجهة البحرية، أي منطقة آزفون).

– << كْرَا نْوِي يْهَلْكَنْ ذِي صُورُا، يُوغالْ ذاقْرِيبْ نْ- رَبّي.>> ( إذا اعتلت صحة الإنسان، صار حبيبا لله.) يتقاطع هذا المعنى إلى حدّ ما مع قوله تعالى: [ وإذا مسّه الشّر فذو دعاء عريض. فصلت:51].

تاج التواضع

رغم سموّ مكانة الحكيم لونيس آيت منڤلات بين أهله، فقد نأى بنجوميته عن الغرور، فهو يتحلى بالتواضع والإيثار والكرم، يقيم بين أهله في قريتة “إغيل بواماس” بأعالي جبال جرجرة(ولاية تيزي وزو)، واضعا تجربته الفنية في خدمة الشباب والصالح العام.

ومن مظاهر تواضعه أنه يعتبر نفسه مجرد فنان (أمَدَّاحْ)غير معصوم، نزع عن أعماله الفنية صفة الكمال والقدسية، ورفع الحرج عن منتقديه. وأنه ظل -رغم تفوّقه على الأساتذة- متواضعا ينحني أمام إبداعات الجيل الرائد(سليمان عازم- الشيخ الحسناوي- طالب رابح- الشيخ نور الدين- الشريف خدام- حنيفة- شريفة- زروقي علاوة- وغيرهم)، ويُشيد بفضلهم عليه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى