اتصالتكنولوجياجازيملحق TIC

الشرطة الأوربية تحصي أكثر من 200 ألف ضحية هجوم الكتروني استهدف 150 بلدا

بقلم رابح رحماني 

ضرت هجمة الكترونية (سيبرانية) ذات بعد عالمي وغير مسبوقة أكثر من 200 ألف ضحية في أكثر من 150 بلدا يوم الجمعة 12 ماي 2017.

فمن روسيا إلى المكسيك مرورا باسبانيا وفرنسا وايطاليا وبريطانيا والجزائر، مئات الآلاف من الحواسيب تم استهدافها بأحد البرمجيات المسمى الفدية.

وقام قراصنة باستغلال نقطة ضعف في برنامج ويندوز كشف عنها في وثائق تم قرصنتها من طرف وكالة الأمن القومي الأمريكية (NSA) حسب ما أفادت به السلطات الأمريكية والبريطانية.

ودعت هذه الحكومات منذ الجمعة الماضي غلى عدم الانصياع للقراصنة وعدم الدفع لهم، وأكدت كتابة الدولة الأمريكية للأمن الداخلي بأن “دفع فدية لا يضمن إعادة الملفات”، وقالت سلطات الولايات المتحدة وبريطانيا بأنهما تخشيان من فوضى رقمية يمكن أن تترتب عن هذا الفيروس عندما يتم إعادة تشغيل ملايين الحواسيب الأخرى مع بداية الأسبوع.

وهذا البرنامج الضار الذي يطلب فدية بمسي “الرغبة في البكاء” يقوم بإغلاق ملفات المستخدمين تحت نظام ويندوز XP خصوصا ويجبرهم على دفع 300 دولار من اجل الحصول على إذن الدخول إلى بخيانتهم، والفدية مطلوبة بأموال افتراضية (Bitcoin) ويصعب تعقبها حسب اليوروبول.

واستهدف الهجوم عدة مستشفيات بريطانية، ومصنع السيارات الفرنسي رينو، والنظام البنكي الروسي، والمجمع الأمريكي للنقل واللوجستيك “فيدكس”، وشركة الاتصالات الاسبانية “تيليفونيكا”، وأيضا جامعات في اليونان وإيطاليا.

وأكد يوروبول السبت الماضي أن هذه الهجمة السيبرانية لا تستهدف أي بلد على وجه الخصوص، وشددت على السرعة غير المسبوقة لانتشار الفيروس، المعروف بتسمية (Wannacry) أي الرغبة في البكاء، الذي جمع لأول مرة بين الوظائف الخاصة ببرنامج ضار وبرمجيات طفيلية.

و”بدأ الهجوم باستهداف المستشفيات البريطانية، وانتشر بعدها بسرعة عبر إرجاء المعمورة، وبمجرد إصابة جهاز ما، يقوم الفيروس بمسح للشبكة المحلية وإصابة كافة الحواسيب التي تتسم بالضعف” وفق ما شرحه المتحدث الرسمي باسم يوروبول جان اوب غان أورث ونقلته عدة وكالات أنباء.

وحسب خريطة تم إعدادها من طرف باحثين في المؤسسة المتخصصة في الأمن المعلوماتي Avast، فإن الجزائر من بين الدول التي أصابها هذ الفيروس، في وقت نفت فيه أي مؤسسة عمومية أو خاصة أو إدارة جزائرية تعرضها لهذه الهجمة.

مخاوف من فوضى الكترونية

قال مدير يوروبول روب واينورايت لقناة تلفزيونية بريطانية بأنه “لم ير على الإطلاق أمرا مماثلا من قبل”.

وأضاف “الإحصاء الأخير أظهر تضرر أكثر من 200 ألف ضحية هي مؤسسات على وجه الخصوص في 150 بلدا، نحن نقود عمليات ضد 200 هجوم سيبراني في العام لكن لم نر شيئا مماثلا كهذا من قبل”.

وأوضح ذات المسؤول أن السلطات البريطانية والأمريكية تخشيان من ارتفاع عدد الضحايا، وفيروس الرغبة في البكاء الذي أطلق الجمعة مساء يمكن له أن يصيب أجهزة جديدة صبيحة الاثنين عندما يقوم الموظفون بتشغيل حواسيبهم.

وأكد روب بأنه مندهش لوجود عمليات دفع قليلة لحد الآن وحسبه قامت مؤسسة الأمن المعلوماتي Digital Shadows بإعداد حصيلة تبين أن 32 أل فدولار فقط تم دفعها.

لكن كتابة الدولة الأمريكية للأمن الداخلي تعيد وتؤكد على أن دفع الفدية لا يضمن استعادة الملفات، ودعت أيضا لعدم الانصياع والاستسلام أمام الابتزاز.

مايكروسوفت تحذر الحكومات

حذرت شركة مايكروسوفت التي اعترفت بمسؤوليتها في التحذير ضد الهجمات، الحكومات يومين قبل إطلاق فيروس الرغبة في البكاء، ضد محاولة إخفاء هفوات معلوماتية تكون قد لاحظت وجودها في برامجها.

وذكر المدير القانوني للشركة براد سميث هذا الهجوم كمثال، لان الرواق في نظام ويندوز XP، الذي استعمل من طرف القراصنة،كان قد تم الكشف عنه منذ مدة من طرف وكالةNSA  الأمريكية، قبل ان يقع في مجال عام من خلال ملفات مقرصنة في الوكالة ذاتها.

وبحسب براد سميث فإن “سيناريو مماثل بأسلحة تقليدية سيكون كأن يتم سرقة صواريخ توماهوك من الجيش الأمريكي”، مضيفا “أن هذا التوجه صار متناميا منذ 2014 ونحن شاهدنا هفوات محروسة من طرف السيا تظهر على ويكيليكس والآن هذه الهفوة في وكالة الأمن القومي أصابت زبائن عبر العالم”.

ووضعت شركة مايكروسوفت عدة برامج تصحيحية استثنائية كون نسخ نظام التشغيل المصابة بفيروس الرغبة في البكاء غير معنية بعملية التحيين التصحيحية التي أطلقتها، داعيا الدول إلى الحيطة والحذر جديا بالنظر للخسائر التي ترتبت عن الهجوم.

وحسب وزير الداخلية البريطاني آمبر روود على صفحات صنداي تيليغراف، بأنه من الآن يجب توقع هجمات أخرى، وربما لن نتمكن أبدا من معرفة الهوية الحقيقية للفاعلين.

لكن الناطق باسم يوروبول حاول الظهور متفائلا من خلال التأكيد على أن عد الضحايا لا يبدو أن في ارتفاع والوضعية يبدو أنها مستقرة في أوربا، مشيرا إلى أن عديد الأنظمة المعلوماتية تم تحيينها خلال نهاية الأسبوع.

وأضاف ذات المتحدث وفق ما نقلته وكالة فرانس براس، بأنه من المبكر القول من يقف وراء الهجمات لكننا نعمل على وسيلة لفك التشفير للملفات المصابة بالفيروس.

ووجب على السلطات الأمريكية والبريطانية أن تشكر شابا بريطانيا باحثا يبلغ من العمر 22 سنة، الذي سمح بالتقليل من انتشار الفيروس وحذر أيضا من أن القراصنة يمكن أن يعودوا للهجوم من خلال تغيير التشفير وعندها سيكون من المستحيل إيقافهم.

وغرد الشاب البريطاني على حسابه على تويتر بالقول “سوف لن تكونوا في مأمن إلا عندما يتم تنزيل البرنامج التصحيح في اشرع وقت ممكن”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى