اتصالتكنولوجياجازيملحق TIC

الفيديو  على الهاتف النقال:تفاؤل إيركسون يقابله امتعاض كبير للمستخدمين 

فريد فارح

ترغب شريحة الشباب في مشاهدة محتويات الفيديو والتلفاز معا على أجهزة الهواتف الذكية، ويرغب المستهلك تلفازا يتضمن رابط اجتماعيا للمشاركة، أكن أيضا الاستفادة من عرض يتضمن التلفاز ووسائل الإعلام.

نشر مؤخرا مرصد إيركسون لسلوكيات المستهلكين على موقعه على شبكة الانترنت، تقريره السنوي عن التلفزيون والإعلام، حيث يشرح هذا التقرير وبشكل معمق ومفصل الطريقة التي بواسطتها يتم الانتقال من مشاهدة التلفزيون والفيديوهات، من طرف المستخدمين، من الوسائط التقليدية نحو شبكات الاتصال النقالة.

واظهر التقرير على انه بالرغم من التحسن المسجل من طرف المصنعين فيما يخص النطاق الترددي (النطاق العريض)، الذي كان سبب في ظهور الفيديو ولقطات الفيديو حسب الطلب، إلا أن المستخدم بقي مترددا اختيار قراءة المحتويات التي تبث على الوسائط المحمولة “النقالة”.

وبالنسبة لزينب احمد مستشارة رئيسية في مرصد إيركسون لسلوكيات المستخدمين، فإنه “بعد نتائج دراستنا الموسعة، لاحظنا أن رغبة المستهلكين زادت بشكل كبير للولوج بصفة سلسة كليا لمحتوى فيديو وتلفزيون ذو جودة، بغض النظر عن الخدمة أو الجهاز الذي يتم استعماله”.

وأضافت “عموما بالنسبة للمستهلكين، وخصوصا من فئة شباب الألفية “génération Y”، فإن التمكن من مشاهدة هذا المحتوى على الهاتف الذكي يعتبر اليوم الأمر الأكثر أهمية، والمستهلك يرغب في نفس الوقت بالحصول على تلفزيون به  رابط اجتماعي للمشاركة، وأيضا الاستفادة من مرونة عرض تلفزيون/إعلام حسب الطلب، واليوم نحن في مواجهة تجربة متعددة الأوجه ومستهلكين يبحثون على محتوى جذاب وشخصي في نفس الوقت”.

200 ساعة لمشاهدة الفيديو في العام على الهاتف الذكي 

منذ سنة 2012، متوسط الزمن الخاص بمشاهدة برامج التليفزيون أو الفيديوهات على الهواتف النقالة، ارتفع بنحو 20 ساعة في السنة، وزاد بالتالي في الزمن الكلي الذي يمضيه المستهلك في المشاهدة الأسبوعية بـ 1.5 ساعة.

وتزامنت هذه الطفرة للمشاهدة على الأجهزة المحمولة (النقالة) مع تراجع المشاهدة على الشاشات الثابتة (2.5 ساعة في الأسبوع)، وهذا دون أن يتراجع الحماس والهوس بالتلفزيون والفيديو.

وتعتبر هذه الدراسة لمرصد سلوكيات المستهلكين لشركة إيركسون حول التلفزيون ووسائل الإعلام، الأوسع والكبر من نوعها، وشملت نحو 30 ألف زبون، تتراوح أعمارهم ما بين 16 و69 سنة، من 24 بلدا مختلفا.

وقدمت الدراسة بالتفصيل سلوكيات وتصرفات وحاجيات المستهلكين، فيما يخص التلفزيون ووسائل الإعلام، والأثر الكبير الذي يمكن أن تشكله هذه التوجهات على نماذج الأعمال الحالية لهذا القطاع.

وتعني هذه الدراسة تقريبا نحو 1.1 مليار مستخدم للهاتف النقال، وبينت أيضا عن زيادة كبيرة في مشاهدة الفيديو على الأجهزة النقالة، وترى إيركسون أن شروط تحول مشاهدة الفيديو المرتبطة بالصناعة السمعية البصرية التقليدية، نحو تلك المتعلقة بالشبكات النقالة قد صارت مجتمعة اليوم، وسيكون لهذا لتحول مفعول هام على الأداء التقني لشبكات متعاملي الهاتف النقال.

 

التلفزيون في مواجهة الفيديو حسب الطلب 

وحسب الأرقام التي أوردتها الدراسة، فغن حصة الوقت الذي يمضيه مستهلك في مشاهدة برامج التلفزيون أو الفيديوهات على الأجهزة النقالة (المحمولة) قد تزايد بـ بـ 85 بالمائة في غضون الست سنوات الماضية (2010-2016).

وفي نفس الفترة تراجعت هذه النسبة بـ 14 بالمائة فيما يخص شاشات التلفزيون، كما أن 40 بالمائة من المستخدمين في العالم عبروا عن اهتمامهم بعرض للبيانات النقالة يتضمن بث للفيديو غير محدود.

عدد المشاهدات الناتجة عن خوادم المحتوى المتعدد الأوساط “ملتيميديا” حسب الطلب على غرار بث الفيديو الخاص بالمسلسلات التلفزيونية وغيرها من البرامج، نتج عنه أيضا زمن للمشاهدة أطول من السابق، حيث كشف التقرير عن ارتفاع بنسبة 50 بالمائة مقارنة بسنة 2010.

تأكدت أكثر ظاهرة المشاهدة المتلازمة، حيث أن 37 بالمائة من المستهلكين الذين تم استجوابهم اعترفوا بمشاهدة حلقيتين أو أكثر من نفس المسلسل التلفزيوني في كل أسبوع، وبلغت النسبة 20 بالمائة للذين يقومون بنفس السلوك لمكن بشكل يومي، وأخيرا أظهرت الدراسة أيضا أن 40 بالمائة من الأشخاص المستجوبين قالوا بأنهم يشاهدون موقع يوتيوب بشكل يومي، و10 بالمائة يفعلون ذلك لأكثر من 3 ساعات يوميا.

ولفت تقرير إيركسون أيضا إلى أن عدم رضا كبير لدى المستخدمين فيما يخص اكتشاف محتوى الملتيميديا، ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال، 44 بالمائة من المستهلكين اعترفوا بمواجهة صعوبات يومية، في إيجاد محتوى يشاهدوه على التلفزيون الخطي، مقابل 36 بالمائة في العام الأخير.

ويستغرق المستهلكون 45 بالمائة من الوقت أكثر للبحث عما يشاهدوه عندما يستخدمون خاصية الفيديو حسب الطلب، لكن المفارقة تكمن في أن 63 بالمائة من المستهلكين الذين تم استجوابهم، اعترفوا بأنهم راضون حول اكتشاف المحتوى الخاص بخدمات الفيديو حسب الطلب، لكن النسبة لم تتعد 51 بالمائة فيما يتعلق بالتلفزيون الخطي.

وتترك هذه النتائج الانطباع انه كلما كان مسار البحث عن المحتوى يتطلب مدة زمنية طويلة فيما يخص خدمات الفيديو حسب الطلب، مقارنة بالتلفزيون الخطي، يبقى الأخير اقل إحباطا لأن المستهلك يعرف ضمنيا بأنه سيجد شيئا ما يشاهده عندما يرغب في ذلك.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى