أراء وتحاليلالجزائرالرئيسيةسلايدر

القايد صالح ينقذ الجزائر

الاستقالة أفضل طريقة لتطبيق المادة 102، الدعوة لجعل يوم 26 مارس يوما وطنيا للدستور

*توقع احتفالات شعبية يوم الجمعة

*الرابح والخاسر في معركة تطبيق الدستور

*دعوة لجعل يوم 26 مارس يوما وطنيا للدستور

د. محمد لعقاب

بالمختصر المفيد، بإقرار قائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح أن حل أزمة العهدة الخامسة تكمن في تطبيق المادة 102 من الدستور، يكون هذا المجاهد قد أنقذ الجزائر، وفوت الفرص على الذين راهنوا على دخول الجزائر في نفق لا مخرج له، لذلك يتوقع العديد من المحللين أن تكون الجمعة المقبلة جمعة احتفالات، يختتم بها الحراك الشعبي تظاهراته المستمرة التي طالبت بتطبيق الدستور.

ما ذا يعني قرار القايد صالح؟

إن تدخل الفريق أحمد قايد صالح القاضي بتطبيق المادة 102 من الدستور كحل للخروج من الأزمة، يعني:

1– تأكيد التلاحم بين الجيش وشعبه، حيث انتصر قائد الأركان للحراك الشعبي، ودعا إلى تطبيق الدستور.

2– أكد القرار بأن المجاهدين الأبرار لن يحيدوا أبدا على تسجيل الموقف التاريخي عندما يتعلق الأمر بمصلحة الجزائر، حيث استجاب قائد الأركان بهذا الموقف لدعوات الأحزاب والشخصيات السياسية أيضا.

3- وأد حلم فكرة المرحلة الانتقالية، التي دعت إليها عدة أحزاب وشخصيات، وكنت قد انتقدت بالتفصيل هذه الفكرة في مقالي السابق في جريدة الجزائر اليوم وكذلك في تدخلي في التلفزة الجزائرية في برنامج حوار الساعة، وفي قنوات خاصة، لأن المرحلة الانتقالية تعني أن الجزائر قد دخلت في أزمة، وتأكل رصيدها الذي تحقق في مجال التنمية والاستقرار السياسي، وتراجع صورتها ومكانتها في المجتمع الدولي.

4– إنهاء حلم فكرة القيادة الجماعية أي فكرة رئاسة جماعية أو شخصية واحدة لمرحلة ما بعد 28 أفريل، والتي دعت إليها عدة أحزاب، وهي كما قلت في مقالاتي السابقة هي غير شرعية أولا وتدخل الجزائر في أزمة جديدة بدل حل أزمة قديمة، من خلال تعقد كيفية تشكيلها وإشكالية منم يشكلها؟

5– وأد رغبة كثير من الأحزاب والشخصيات السياسية التي كانت تعمل على توريط الجيش في وحل السياسية لتحميله تبعات خطاياها على طريقة ما حدث عام 1992.

6- وقف حلم تقلد المناصب على طريق التعيين، فمن أراد المناصب عليه أن يمر عن طريق الصناديق، وتلك هي الشرعية الشعبية الحقيقية.

7- وأد حلم دعاة تشكيل “المجلس التأسيسي” الذي لا يعتبر الجزائر دولة وأمة، ويعود بها إلى مرحلة الاستقلال وربما حتى مرحلة ما قبل الاستقلال.

8- وقف إجراءات تشكيل لجان شعبية التي دعى إليها حزب العمال، فكل بلدية وقرية، وسط مخاوف من تحولها إلى جماعات مسلحة على طريقة الحشد الشعبي العراقي، وكذلك فكرة سعيد سعدي الذي دعا المواطنين إلى تنظيم أنفسهم في كل قرية وبلدية استعدادا للمستقبل.

المكاسب التي حققتها الجزائر بفضل قرار الفريق أحمد قايد صالح

إن الجزائر، بفضل قرار قائد الأركان الفريق أحمد قايد صالح، تكون قد فوتت الفرصة على كل المناورات الداخلية والخارجية التي كانت تسعى إلى ما يلي:

1-استهداف الوحدة الترابية للجزائر من خلال الدعوة إلى تطبيق نظام فدرالي، الذي يعني تفتيت الجزائر، وتحقيق الحلم التاريخي لفرنسا.

2-بث الفتنة والتفرقة بين صفوف الشعب، من خلال إبراز  رايات  عرقية مثل راية “الماك” حركة الحكم الذاتي لمنطقة القبائل، وراية جديدة لم نتعود عليها هي راية “أولاد نايل”.

3-محاولات التدخل الأجنبي في الجزائر لتحقيق أهدف تكتيكية واستراتيجيه، من خلال الفكرة الدعائية القائمة على خلق فوضى تحول الجزائر إلى دولة فاشلة، ويصبح ذلك مطية للتدخل الأجنبي، لأن الدولة الفاشلة تصبح خطرا على دول الجوار أي دول الإتحاد الأوروبي أولا ثم حلفائه ثانيا وعلى رأسها الولايات المتحدة.

-الحفاظ على تماسك الجيش، لأن كثيرا من المحللين الأجانب والعرب، تحدثوا على أن المستهدف من خلال محاولات خلق فوضى في الجزائر هو الجيش الذي يكاد في ظل قيادة الفريق أحمد قايد صالح للأركان، يتحول إلى قوة إقليمية حقيقية  له مكانة محترمة في إفريقيا ومنطقة المتوسط من حيث العدة والعتاد والاحترافية. 

على ماذا تنص المادة 102، وكيف يتم تطبيقها؟

في الحقيقة تنص المادة 102 بوضوح على كيفية تطبيق الشغور، لكنني أفضل وأدعو إلى تطبيق الشق الثاني المتعلق بالاستقالة وليس الشق الأول المتعلق بالمانع الصحي، لأن الجزائر اليوم لا تملك حكومة، ولا لجنة مستقلة لمراقبة الانتخابات، وهاتان اللجنتان لا يجيز الدستور لبن صالح تشكيلهما، لذلك ومادام الرئيس رئيسا إلى غاية الاستقالة، يتعين عليه عدم ترك الجزائر في فراغ، بل يقدم على تشكيل حكومة، ثم لجنة مراقبة الإنتخابات بالتشاور لامع الحراك والأحزاب، ثم من الأفضل أن يتم تعديل المادة 194 من الدستور لمنح صلاحيات واسعة لهذه اللجنة بهدف ضمان انتخابات شفافة ونزيهة وذات مصداقية طبقا لمطالب الجماهير التي خرجت طيلة شهر ونصف إلى الشارع، ثم يقدم الرئيس استقالته، ليترأس بن صالح الدولة بالنيابة، ويتم تنظيم انتخابات رئاسية  خلال 90 يوما.

هل يحتفل الشعب يوم الجمعة؟

لقد انتصر الشعب، وانتصر الجيش، وانتصرت الجزائر، وخسر رهان أعداء الشعب وأعداء الجيش، فهل يخرج الشعب للاحتفال يوم الجمعة بهذا النصر الكبير، لأن الجزائر أول دولة تشهد حراكا شعبيا، وتحل أزمتها عن طريق الاحتكام إلى الدستور.

دعوة لجعل يوم 26 مارس يوما وطنيا للدستور

إن الإلتزام بالدستور وبالقوانين، هي أهم عامل في بناء دولة عصرية، لذلك أدعو إلى اتخاذ يوم 26 مارس يوما وطنيا للشعب والدستور، مثل باقي الأيام الوطنية الأخرى، حتى يكون هذا اليوم بمثابة برلمان سنوي نمجد فيه تطبيق الدستور ونجلد فيه كل من يحاول المساس بالدستور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى