العالم

الكاتب الامريكي روبرت. ف. كينيدي: الأسد رفض مشروعا لنقل الغاز فأشعل حرباً ضده

كشف الكاتب الأمريكي “روبرت ف. كينيدي” أن الحرب السورية قد أطلقتها أجهزة الاستخبارات والحكومات الغربية خدمة لمصالح شركات النفط، وبعد أن رفض الرئيس بشار الأسد مشروعاً يضم قطر وتركيا لضخ الغاز القطري إلى أوروبا.

وأكد الكاتب في مقال له في موقع “Politico.eu” إن بلاده هي من أكبر المسؤولين عن اندلاع الحرب في سورية، مضيفاً أن رفض الأسد لمشروع تركي قطري لنقل الغاز، واتخاذه قرار حماية المصالح الروسية والإيرانية، قد تسبب باشتعال فتيل الحرب الإقليمية.

ويقول كينيدي في مقاله: “إن حربنا ضد الأسد لم تبدأ مع المظاهرات السلمية للربيع العربي في 2011. بل إن البذور الأولى لهذه الحرب تعود إلى عام 2000 عندما اقترحت قطر مشروعاً لنقل الغاز إلى أوروبا، يضم كلاً من السعودية وسورية والأردن وتركيا. حيث أن لقطر حقلاً مشتركاً مع إيران، يعد أكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم. وكانت العقوبات تمنع إيران من بيع الغاز إلى الخارج، فيما لم يكن بالإمكان إيصال الغاز القطري إلى أوروبا إلا بالبواخر وبعد إسالته. وهو ما يتسبب برفع تكاليفه بشكل دراماتيكي. ولهذا كان المشروع يهدف إلى الوصول مباشرة إلى سوق الغاز في أوروبا مع تقديم عمولات لمحطات النقل. وبالتالي كان المفروض أن تغدو قطر الحليف الأقوى للولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط، علماً أنها تستضيف قاعدتين أمريكيتين جاهزتين على أراضيها”.

وعن تأثير المشروع على روسيا وإيران، قال الكاتب: “الاتحاد الأوربي يستمد 30% من حاجاته من الغاز الطبيعي من روسيا. وهو بحاجة إلى مشروع الخط القطري المذكور الذي سيؤمن نفس النسبة تقريباً. وبالتالي كانت أوروبا تطمح أن تتخلص عبر الخط القطري، الذي سيؤمن الغاز بسعر أرخص، من الهيمنة الاقتصادية والسياسية للطاقة الروسية وللرئيس فلاديمير بوتين. أما تركيا فإنها ثاني أكبر زبون للغاز لدى روسيا. وهي تريد أن تتخلص من التبعية لروسيا التي يوجد عداء تاريخي بينهما، وأن تربح الأموال السهلة من مرور الغاز من آسيا إلى أوروبا عبر أراضيها. أما السعودية فكانت تهدف إلى خلق نفوذ لها في سورية التي فيها وجود شيعي وازن. كما تشمل الأهداف الجيوبوليتيكية للسعوديين عدوهم الأول إيران ذات الأغلبية الشيعية، والحليفة القريبة للأسد. لقد بدأ الحكم السعودي، بعد أن أحس بتضاؤل أهميته بعد تسليم الولايات المتحدة الأمريكية الحكم في العراق إلى مجموعات شيعية (ورفع العقوبات الاقتصادية عن إيران في زمن قريب)، بشن حرب ضد طهران على الأراضي اليمنية، عبر استهداف قبيلة الحوثي القريبة من إيران، ونفذت مجازر خطيرة ضدها”.

ومضى الكاتب قائلاً: “بالطبع رأت روسيا التي تبيع 70% من غازها إلى أوروبا أن خط الغاز القطري التركي يشكل تهديداً على مستقبلها. وبحسب وجهة نظر بوتين فإن خط الغاز القطري هو مشروع مصَمَّم من قبل حلف الناتو لتغيير التوازنات في المنطقة، وأنه أداة لقطع علاقة روسيا مع حليفها الأساسي، وضرب الاقتصاد الروسي، وكسر القوة الروسية في سوق الطاقة الأوربي. وكان السوريون قد صرحوا في 2009 أنهم لم يقبلوا التوقيع على مشروع خط نقل الغاز، وذلك للحفاظ على علاقاتهم مع حلفائهم الروس”.

وأكمل الكتب “روبرت كينيدي ج ر” بالإشارة إلى أن “الأسد مضى خطوة إضافية بمواجهة حكام الخليج الذين جنوا من غضبهم، وصمم مشروعاً بديلاً لنقل النفط. وبحسب هذا المشروع سيتم نقل النفط والغاز الإيرانيين عبر سورية ولبنان إلى الأسواق الأوروبية. وهكذا ستكتسب إيران حجماً وقوة على حساب قطر، وستصبح بلداً أكثر فاعلية في الميدان الدولي. وقد أعلنت إسرائيل، بشكل مفهوم تماماً، أنها ستمنع قيام هذا الخط الإسلامي مهما كان الثمن. إذ أن زيادة قوة أخطر عدوين لها، وهما سورية وإيران، سيعني حكماً ازدياد قوة امتداديهما، حزب الله وحماس”.

*  بانوراما الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى