أراء وتحاليلالجزائرالرئيسيةسلايدرميديا

باتوا يستنجدون بأمهم فرنسا..الحركى الجدد يلوحون بتدويل قضية الجزائر!

ما سبق وأن حذّرنا منه في مقالات سابقة من أن جهات عدّة في الداخل والخارج تسعى وبطرق ماكيافيلية للنيل من استقرار وأمن الجزائر ومؤسستها العسكرية التي باتت المؤسسة الوحيدة التي تحظى بالشرعية الشعبية، عبر تسخين جبهات عدة، خاصة في منطقة القبائل عبر ركوب موجة الحراك الشعبي.

فاليوم بات يتجلى وبوضوح تام، بعد أن فشل الوكلاء في الجزائر وأخص بهم بعض زعماء الأحزاب أو الحُزيبات السياسية، وزعماء جمعيات تلقى عناصرها تدريبات مكثفة في كيفية إشعال نار الفتنة والقلاقل في بلدان أجنبية، قلت بعد أن فشلوا في تنفيذ ما أُمروا به، تحرّك الأصيل هذه المرة، ليعلن ربما بداية العدّ التنازلي لتدويل قضية الجزائر.

فنهار الأمس 01 أكتوبر 2019، أوقفت مصالح الأمن في ولاية بجاية (شرق) الجزائر، نائبة رئيس حزب فرنسا الأبية، والبرلمانية الفرنسية ماتيلد بانو، بعد أن شاركت فيما يسمى مسيرة الطلبة، في وقت رفع فيه الفريق أحمد قايد صالح قائد أركان الجيش الجزائري، من نبرته منددا من أي تدخل في شؤون الجزائر.

فتحركات النائبة الفرنسية ماتيلد بانو التي تمثل تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية الجزائرية، وقبلها تصريحات رئيسة اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي، ماريا أرينا، تأتي في توقيت مُريب للغاية، كما أن مشاركة هذه النائبة يوم أمس في مسيرة الطلبة، جاءت مباشرة بعد خطاب الفريق أحمد قايد صالح، والذي أكد فيه: “أن الشعب الجزائري يرفض رفضا قاطعا أي تدخل أجنبي في شؤون بلاده الداخلية ولن يقبل أن تملى عليه أية دروس من أية جهة كانت”، كما أضاف قائلا “لقد سبق لي وأن أشرت في العديد من المناسبات أن هناك أطرافا خارجية معادية تتربص بالجزائر وتحاول التدخل في شؤونها الداخلية، بتواطؤ مفضوح مع العصابة في الداخل التي نحذرها من اللعب بالنار، وهي محاولات يائسة تهدف بالأساس إلى زعزعة استقرار وأمن الجزائر وشعبها الذي خاض ثورة تحريرية فريدة من نوعها، استرجع بفضلها وبفضل تضحيات قوافل من الشهداء، حريته واستقلاله، وهو اليوم يتمتع بكامل السيادة في وطنه”، وأن الشعب الجزائري “الأصيل والأبي تفطن منذ بداية الأزمة إلى هذه المناورات المشبوهة، وعبر من خلال مسيراته السلمية، التي شهد العالم برمته عن حضاريتها، عن رفضه القاطع لأي تدخل أجنبي في شؤون بلاده الداخلية، وأنه لن يقبل أن تملى عليه أية دروس من أية جهة كانت، كونه سيد قراراته”.

فاليوم وأكثر من أي وقت مضى، بدأت تتجلى مرامي وأهداف بعض من يريدون الوصول إلى حكم البلاد حتى ولو كان ذلك على أنقاض دولتـنا. فبرأيي أن كلام الفريق أحمد قايد صالح، شكّل بحق رسالة تحذير قوية للأطراف الخارجية التي تُحرّك بيادقها في الجزائر.

فهل خرجة هذه النائبة الفرنسية وقبلها رئيسة اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي هو تلويح بعصا التدويل؟ ونقل مشكل جزائري داخلي إلى أروقة البرلمان الأوروبي المشهود له بأدواره التخريبية في سوريا وقبلها ليبيا، وفي العديد من الدول التي لا تزال تتشبّث بسيادتها إلى يومنا هذا، فأوروبا والجميع يعلم ذلك، هي من استعمرت إفريقيا ونهبت خيراتها، وتركتها تُعاني الجوع والمرض، وهي اليوم التي تسعى إلى العودة لهيمنتها الإستعمارية، بعدما ضربتها الأزمة الإقتصادية، وللأسف الشديد، أنه برغم وضوح مرامي وأهداف الأوروبيين، إلا أن بعض أدعياء السياسة والإعلام عندنا، لا يزالون ليومنا هذا يسخنون الوضع الداخلي في الجزائر، كي يُوجدوا مشروعية لأوروبا كي تتدخل في الجزائر، وهم يتوهّمون دائما أنه بمقدورهم تحقيق ذلك في إطار مقايضة رخيصة تُمكنهم من الوصول إلى السلطة، وغاب عنهم ربّما أنّ كل الخونة الذين مهدوا لتدمير بلدانهم بخاصة في ليبيا والعراق، كان مصيرهم الإذلال والإستبعاد من السلطة، ومنهم من تمّت تصفيته بعد أدائه للمهمة، وهنا أعود لأذكر مرّة أخرى أن كل تحذيرات الفريق قايد صالح، كانت موجهة بالأساس إلى الأصيل وليس إلى الوكيل، لأن وكلاء المتآمرين عندنا لم يحققوا سوى الفشل، ولا يزالون يُراكمون الفشل، فمنذ انطلاق تنفيذ مؤامرة الربيع العربي، وهؤلاء ينعقون ليس إلا.. ولا أنتظر سوى أنهم سيواصلون نعيقهم لا غير، لأن قافلة الجزائر تسير والكلاب تنبح.

في الختام أقول أن الجيش الجزائري لا يمكن أن تمرّ عليه مرور الماء، المخططات والمؤامرات التي تحيكها جهات أجنبية، ويُستدعى لتنفيذها جزائريون مع وقف التنفيذ.

 

زكرياء حبيبي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى