اقتصاد وأعمالالرئيسيةسلايدر

بالأسماء: لماذا يتسابق رجال الأعمال الجزائريين لامتلاك طائرات خاصة؟

يوسف محمدي

(info-aljazairalyoum) ربما لم يعرف الملايين من الجزائريين، أن العديد من رجال الأعمال الذين صنعوا ثرواتهم خلال العشرين سنة الأخيرة، دخلوا في سباق محموم لشراء طائرات خاصة التي باتت جاهزة للإقلاع في كل لحظة، ولا يعرف السواد الأعظم من الشعب أن أثرياء ما بعد الأزمة الأمنية باتوا لا تستهويهم الأرض بل راحوا يحلقون في السماء.

المعلومات التي بحوزة “الجزائر اليوم”، تشير إلى أن أغلب أثرياء الجزائر الذين دخلوا نادي الطائرات الخاصة، يفضلون التملك وليس الكراء، وأن أغلب الطائرات المملوكة لأثرياء الجزائر مسجلة في تركيا وإسبانيا ودول أوروبية أخرى، وهذا بعد أن بلغت درجة الغنى في السنوات الأخيرة إلى حدود الثراء الفاحش بفضل التعاقدات في مجال الصفقات العمومية والتجارة الخارجية والاستفادة من عمليات خوصصة الشركات الحكومية.

وتشير مصادر “الجزائر اليوم”، إلى أن عدد أثرياء الجزائر الذين يملكون طائرات خاصة، بات يناهز 15 ثريا، في الوقت الذي تثار تساؤلات خطيرة عن طريقة تحويل الأموال إلى الخارج لشراء هذه الطائرات ولا عن آليات دفع حقوق العاملين عليها وضمان الصيانة والتسجيل في الخارج، على اعتبار أن الأموال المستعملة في شراء الطائرات كلها أموال ناتجة عن عمليات في الجزائر التي تمنع جميع قوانينها شراء أملاك بالخارج من حصيلة نشاطات داخل البلاد (ناتجة عن استثمارات داخل الجزائر).

ومعلوم أن 99.9% من مجتمع الأعمال الجزائري ينشط داخليا ولا يتعدى عدد المصدرين المنتظمين 100 مصدر بحاصل لا يتعدى 500 مليون دولار سنويا.

 

طائرات خاصة بـ2.5 مليون أورو

وأنطلق سباق محموم لشراء طائرات خاصة بين الأثرياء الجدد منذ 2010 رغم ارتفاع أسعار تلك الطائرات، حيث يتراوح سعر الطائرة 2.5 و10 مليون دولار للطائرات التي تتسع لـ6 ركاب واستقلالية تبلغ 3200 كم، ويرتفع السعر كلما زاد عدد الركاب والتصميم الداخلي وحالة الطائرة وتاريخ دخولها الخدمة ويمكن الحصول على طائرة خاصة بأقل من 1 مليون أورو ولكنها دخلت الخدمة قبل 1980.

ويتراوح سعر الطائرة الخاصة الجديدة الكبيرة الحجم من 15 إلى 35 مليون أورو مع استقلالية تبلغ 6400 كلم وعدد ركاب يصل إلى 12 مقعد.

وبالإضافة إلى سعر الشراء، هناك تكاليف ورسوم أخرى يتوجب دفعها سنويا ومنها التأمين وأسعار الوقود والطاقم العامل على الطائرة ورسوم المطار، إضافة إلى رسوم الإقلاع والهبوط ورسوم الاستخدام عن كل راكب، حيث هناك شركات متخصصة للتكفل بهذه الخدمات التي تكلف سنويا بين 80000 و150000 أورو سنويا.

ولتقليل التكاليف الباهظة للطائرات الخاصة، يقوم بعض الملاك بعرض طائراتهم للكراء عندما لا يستخدمونها، حيث تتكفل شركات الطيران المتخصصة بكراءها لمستعملين آخرين.

وتتضمن قائمة الأثرياء في الجزائر من المتهافتين على شراء طائرات خاصة علي حداد رئيس منتدى رؤساء المؤسسات ورئيس مجمع الأشغال العمومية والبناء والري (OTRHB) الذي يمتلك طائرة خاصة مسجلة في تركيا، وصحراوي عبد المالك النائب في المجلس الشعبي الوطني، رئيس مجمع بتروسير(PETROSER) المتخصصة في إنتاج المواد الطاقوية، إلى جانب مراد عولمي، الرئيس المدير العام لشركة سوفاك (SOVAC) الذي دخل مجال تركيب السيارات في الجزائر بالشراكة مع مجموعة فولكس فاغن، بالإضافة إلى رئيس شركة IVPP  لاستيراد وتوزيع وتصنيع المنتجات الصيدلانية بوهران ، وكذا رئيس مجموعة بوركايب المتخصصة في إنتاج مواد البناء، والعديد من رجلا الأعمال النشطاء في منطقة غرب البلاد، إلى جانب رجل الاعمال رئيس مجمع طحكوت، محي الدين طحكوت.

وقال مصدر “الجزائر اليوم”، إن رئيس منتدى رؤساء المؤسسات علي حداد ورئيس مجموعة بتروسار صحراوي عبد المالك، هما الأكثر استعمالا لطائراتهما في الجزائر، بالنظر إلى تنقلاتهما العديدة داخليا وخارجيا.

 

من يمنح التصاريح الخاصة بالهبوط والإقلاع؟

تلزم قواعد الطيران المدني، جميع أنواع الطائرات بالحصول إلى تصاريح خاصة من مديرية الطيران المدني سواء للإقلاع أو الهبوط في المطارات الجزائرية، ويتم تبليغ هذه الهيئة بجداول طيران يتم الموافقة عليها أي تحرك للطائرة.

يذكر أن الهيئات المخولة لوزارة النقل، قامت بتفعيل إجراءات منع إقلاع وهبوط طائرات خاصة تابعة لرجال أعمال في مختلف مطارات البلاد، طبقا للإجراءات القانونية السارية المفعول، وهذا على صلة بالاحداث التي تعرفها البلاد والتي دفعت إلى استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.

ملاحظة: الموضوع نشرته الجزائر اليوم في 24 فبراير 2018 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى