أراء وتحاليلاتصالاقتصاد وأعمال

برميل النفط بـ100 دولار.. هل هذا ممكن؟

د. بغداد مندوش*

د بغداد مندوش

منذ نهاية الثلاثي الأخير من عام 2017 ، عرف سعر برميل النفط اتجاها صعوديا وإلى غاية يوم الجمعة 11 مايو، حيث وصل إلى مستوى قياسي بلغ 78 دولارًا تقريبًا، وهذا للمرة الأولى منذ عام 2014.

عزا العديد من المحللين هذه الزيادة إلى الاعتبارات الجيو-سياسية خاصة التوتر بين إيران والولايات المتحدة وخاصة قررا دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي.

في الواقع، إنه مجرد عنصر ثانوي لعب على صعود السعر، لأن العوامل الأساسية التي تحدد سعر البرميل هي دائما العرض والطلب وحالة الاحتياطات في الدول المستهلكة وقيمة الدولار مقارنة إلى العملات الأخرى.

في هذا الصدد، لوحظ أن الطلب على النفط قد ازداد منذ بداية عام 2018 بسبب الانتعاش الاقتصادي في الولايات المتحدة وفي الصين والهند وفي أوروبا من ناحية، ومن جهة أخرى سجل العرض انخفاضا بشكل مطرد منذ اتفاقية الدول المنتجة من داخل أوبك وخارجها في الجزائر، وسجل أيضا احتراما صارما حتى الآن نجم عنه تقارب بين العرض والطلب الذي يدفع تلقائياً لارتفاع الأسعار.

والسؤال الأساسي في الوقت الحاضر هو هل نتوقع سعرا في ​​الأجل المتوسط والطويل إذا أعيد فرض الحظر على إيران وتبعته جميع البلدان.

أولاً، تغير الوضع في إيران فيما يتعلق بقانون البترول، والذي أصبح جذاباً للغاية، وهو ما سمح للشركات الصينية والإنجليزية والفرنسية والهولندية والألمانية، بالتوقيع على اتفاقيات شراكة، خاصة على مستوى حقل الغاز الكبير. سيبذلون قصارى جهدهم للبقاء في الاتفاق أو محاولة إقناع دونالد ترامب بإعادة التفاوض للحفاظ على مصالحهم في إيران، من ناحية أخرى، فإن الحصار المحتمل لتصدير النفط الإيراني سوف يقابله القدرات الإضافية الممكنة المملكة العربية السعودية وكازاخستان وفنزويلاً، وخاصةً الصخر الأمريكي الذي وصلت ذروة الإنتاج 10.4 مليون برميل في اليوم في عام 2018 والتخطيط لأن تصبح الولايات المتحدة الدولة المنتجة لأول مرة في العالم ومنظماً رئيسياً لسعر البرميل.

من ناحية ثانية، التصريحات الأخيرة لدونالد ترامب، نحو منظمة أوبك، تظهر بوضوح أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد سعر برميل أكثر من 80 $ لضمان لمرونة نمو الاقتصاد الأمريكي. كما أن سعر أعلى من 80 $ ستشهد معه أوروبا زيادة في أسعار المعدات والخدمات التي لا تخدم مصلحة المنتجين والمستهلكين، دعنا نضيف أن التحول العالمي للطاقة متواصل، وأن الطلب على النفط والغاز سوف يتناقص، وعلى سبيل المثال مدينة باريس، أصبح 3٪ من أسطول المركبات الآن يعمل بواسطة الطاقة الكهربائية وليس عن طريق الغاز، وأصبحت جميع شركات صناعة السيارات تطبق إستراتيجية التحول نحو السيارة الكهربائية في المستقبل، وخاصة الطاقة المتجددة الشمسية، ونتيجة لذلك من غير المحتمل أن يعود سعر النفط إلى 100 دولار أمريكي، وهو المستوى الذي بات في حكم الماضي.

* خبير طاقوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى