الجزائرالرئيسيةسلايدر

بوتفليقة: الجزائر ستبقى على سياستها التعليمية رغم الأزمة الاقتصادية

ابراهيم لعمري

دعا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة اليوم الجمعة بوهران الشباب الجزائري إلى الاستلهام من تضحيات شهداء الثورة التحريرية لمواجهة الأخطار التي تحدق بالبلاد والمساهمة في اجتياز المرحلة الصعبة من الناحية المالية  مؤكدا انه رغم الأزمة الاقتصادية الخانقة الى أن الجزائر أبقت على سياستها في مجال التربية والتعليم.

وقال رئيس الجمهورية في رسالة له بمناسبة اليوم الوطني للطالب إن اليوم الوطني للطالب ليس مجرد ذكرى و إنما هو وعي دائب  تتجاوز رمزيته معنى ترك الطلبة والتلاميذ مقاعدهم، وهجر مدارسهم وجامعاتهم للالتحاق بصفوف ثورة شعبهم على مغتصب أرضهم وسيادتهم، إنه فعل خلاّق تماهت فيه الأفكار بالأفعال، وتفوّق فيه الإيثار على الأنانية والمصلحة الذاتية، وارتفع إلى التضحية في سبيل قيم عليا سجلها التاريخ.

وأكد رئيس الجمهورية أن رواد الفكر والعلم والتنوير هم المرابطون في الصفوف الأولى دفاعا عن الحق والحرية وقضاءً على الآفات التي تنخر  ركائز المجتمعات رغم أن عدد الطلبة أنذاك يوضح الرئيس لم يكن يتجاوز بضعة آلاف، موضحا أن الطلبة زادو للثورة سنة 1956 قيمة مضافة على كافة الصعد، فمنهم من دعم الكتائب المقاتلة بعقول متنورة أعطت للفعل الثوري الخلاق بعدا استراتيجيا في ميدان القتال.

وقال بوتفليقة، إن قطاع الدبلوماسية والإعلام والثقافة والتوعية تطعّم بعقول تملك أدوات التحديث والأفكار النيّرة القادرة على إحباط مخططات المحتل رغم ما كان لديه من تميّز تكنولوجي وتخطيط علمي، وكفاءات عالية تعمل على تزييف الحقائق في المحافل الدولية وتسميم الرأي العام الدولي عبر الإيهام والمغالطة والمناورة مشيرا إلى أنه بفضل النخب الجزائرية الطلائعية من الطلبة تعادلت أو كادت موازين قوى الصراع على مستوى المعركة الدبلوماسية والسياسية في المحافل الدولية من ناحية، الأمر الذي أكسب الثورة ثقة عالمية دفعت بالمحتل إلى الجلوس أمام من كان يسمّيهم “فلاقة” وخارجين عن القانون، يفاوضهم بندية ومساواة في عملية تقرير المصير.

وذكر الرئيس بوتفلقة، أن الدولة الجزائرية الحديثة، بعد الاستقلال، أعطت أولوية قصوى للتعليم في كل مراحله وسنّت له تشريعات وقوانين وخطّت له برامج بيداغوجية وبنت له هياكل قاعدية وجنّدت له أطرًا وكفاءات علمية وتربوية جعلته مجانيا، من أجل اللحاق بركب التطور ومستلزمات التحديث، مبرزا أنه منذ 2003 تم أيضا إجراء إصلاحات هيكلية وبرمجية وإعادة النظر في جملة من المستلزمات للقضاء على التسرب وتحسين الأداء، ودعم التعليم المهني كحاجة ملحة للتنمية الوطنية، وتشجيع رفع المستوى الأكاديمي لأعضاء هيئة التدريس وصولا إلى رقمنة القطاع برمته، فضلا عن تغطية الاحتياجات الضرورية من مطاعم مدرسية والعمل على محو الأمية، وحماية الصحة المدرسية.

ورغم  وجود أزمة اقتصادية عالمية خانقة كان لها تأثيرها السلبي على اقتصاديات البلدان النامية أكثر من غيرها، ومن بينها الجزائر فإن سياسة الدولة حسب الرئيس بوتفليقة أبقت على رؤيتها وممارساتها في التكفل بمنظومة التربية والتعليم، وعلى خياراتها الإستراتيجية إدراكا منها للمسلّمة المطلقة أن لا وجود لدولة قوية وشعب متقدم واقتصاد مثمر لا سيما من خارج الاعتماد المطلق على المحروقات إلا بالاستثمار الجاد والفعّال في المعرفة التي يجب أن تضطلع بها الأجيال الصاعدة.

وأكد أيضا أنه من أهداف الدولة بقاء المدرسة فضاءً للتفكير والحوار وتعلّم ثقافة الديمقراطية واحترام الآخر، والخروج من الترديد والتقليد والتلقين، وإلى التفكير والمحاججة والتنفيذ. وأن يتشبّع المتمدرس بقيم الجمهورية والحداثة والتسامح، واحترام قيم الأمة وثوابتها، والاستلهام من سيرة شهدائنا وأبطالنا عبر التضحية من أجل الأهداف السامية مبرزا إن التطلعات المشروعة لشبابنا ورغبتهم في المساهمة في بناء الوطن والدفاع عنه، نابعة من وعيهم ومن حبهم لهذه الأرض الطاهرة، مثل أسلافهم الذين عزموا أن يكونوا صامدين، أقوياء وأوفياء، وفي ظل مخاطر العولمة التي تهدف إلى طمس الهوية الوطنية والثقافية ومقوماتها الرئيسة اللغوية والدينية، وإلى تكريس الهيمنة الاقتصادية، دعا الرئيس الشباب  ليستلهم من تضحيات أولئك الذين حملوا لواء الجهاد والمقاومة والاستماتة في الدفاع عن بلادهم المُفدَّى ويتسمكوا بالهوية الوطنية وموروثها الحضاري لمجابهة كل خطر يحدق بالبلاد ويضمن حصانتها.

كما أبرز الرئيس أن الجزائر بحاجة إلى طليعة الشباب  للمساهمة في شرح أسباب الأزمة، ولترقية سبل وحلول التغلب عليها في  شكل خبرات لتستعين بها الحكومة وكل الهيئات المساهمة في تسيير البلاد هو أمر ضرور. لكن وفي نفس الوقت –يضيف الرئيس — فإن معركة شرح التحديات الجديدة وما تتطلبه من عز وتجنيد في أوساط المجتمع تشكل جزءاً هاما من تعبئة بلادنا أمام الأوضاع الحالية من اجل اجتياز المصاعب المالية الراهنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى