الجزائر

بوشافة: “الحكومة لا تملك إستراتيجية واضحة لتجاوز الأزمة”

يوسف محمدي

أكد الأمين الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية، عبد المالك بوشافة، السبت17 سبتمبر، بأن الجزائر بإمكانها الخروج من الوضعية الصعبة التي تعيشها اليوم، وذلك بإشراك كل فئات المجتمع في تحمل عبء الأزمة، مشددا على أن الحكومة لا تملك استراتيجية واضحة لتجاوز الازمة الخطيرة التي تمر بها الجزائر.

وقال بوشافة في كلمة له خلال الندوة الوطنية الاقتصادية والاجتماعية بالعاصمة الجزائر، إن وضعية البلاد اليوم جد صعبة ولكنه يمكن لنا الخروج منها من خلال تحمل الجميع لعبء الأزمة من كل فئات المجتمع والدولة بصفة عادلة وضمان الحماية الفعلية للفئات الهشة.

وأكد بوشافة، أن الندوة الاقتصادية والاجتماعية، تنعقد في ظرف جد صعب، يتميز بتفاقم الأزمة الهيكلية والمتعددة الأبعاد التي تعيشها الجزائر، خاصة بعد الانهيار الفادح والمستديم لأسعار المحروقات. إن هذه الوضعية كشفت الستار عن منظومة حكم مشلولة، تنعدم لرؤية اقتصادية مستقبلية  وخارطة طريق واضحة المعالم.

وأضاف بوشافة، ان هذه الأزمة هي نتاج للتسيير الأحادي والتسلطي لشؤون البلاد وتعد دليل صارخ على فشل السياسات المنتهجة من طرف النظام القائم والإصلاحات التي باشرتها الحكومات المتعاقبة على تسيير شؤون البلاد  منذ الاستقلال إلى اليوم.

وطالب بوشافة في كلمته بضرورة الوصول إلى إستراتيجية سياسية وتعاقدية من أجل الخروج من الأزمة، مشددا على أن حزبه سيواصل البحث عن السبل والوسائل التي تمكنه من بناء إجماع وطني رغم كل المقاومات والحواجز التي يلاقيها، على الرغم من أن الحزب يعمل من أجل بناء مشروع اقتصادي واجتماعي توافقي.

وأكد بوشافة، أنه لا مفر من الإجماع الوطني وثقافة الحوار لمواجهة الأزمة الراهنة وبناء غد أفضل، لأن أزمة البلاد هي أزمة سياسية في المقام الأول ثم أزمة اقتصادية اجتماعية في المقام الثاني، لذلك فإن حلولها يجب أن تكون سياسية بالدرجة الأولى.

ولا يمكن تحقيق نمو اقتصادي ولا تنمية شاملة دون توفر شروط سياسية مسبقة ودون بناء إجماع قوي ومقبول من قبل كل الفاعلين السياسيين، الاجتماعيين والاقتصاديين، مشيرا إلى أن كل محاولات التخلي عن الاقتصاد المبني على الريع النفطي باءت بالفشل، نتيجة  لـهشاشة الاقتصاد الوطني وإصابته باختلالات هيكلية وغياب الإجماع بين الشركاء الاجتماعيين والسياسيين والاقتصاديين.

 

الجزائر تعيش مرحلة صعبة

أكد بوشافة، أن التنمية غائبة، والجزائر تعيش حاليا مرحلة صعبة ومحفوفة بالمخاطر، بسبب عدم الفصل في مسألة الشرعية وغياب الاستقرار واللحمة والتجانس الوطنيين، وغياب الإنصاف الاجتماعي، مشددا على أن هذه الأسئلة لازالت تتلقى إجابات غير حيادية وجزئية  من طرف السلطة في حين كان من الأجدر أن تطرح هذه المسائل في إطار نقاش وطني ديمقراطي ومواطناتي من اجل اجتناب أي انشقاق في المجتمع.

 

تدهور إجتماعي

على الصعيد الاجتماعي، رسم بوشافة، صورة مغايرة لتلك التي تقدمها الحكومة، مشيرا إلى أن فئات واسعة من المجتمع تعاني من ويلات الفقر، البطالة، التهميش، مشاكل السكن، الصحة والتعليم،.وهي المشاكل التي سيزيد من حدتها انهيار قيمة الدينار التي سينجم عنه غلاء المعيشة والتضخم الغير مسبوق الذي يثقل كاهل العامل البسيط الذي أضحى غير قادر على توفير أدنى ضروريات العيش لعائلته، بالموازاة مع ذلك تعرف الموارد الأساسية للدولة تراجعا رهيبا وتأكلا سريعا بسبب سوء التدبير ، الرشوة ،النهب المقنن والمستمر وما الفضائح الأخيرة إلا الجزء الظاهر من جبل الجليد وما خفي قد يكون أعظم، مما قد يمهد للاضطرابات الاجتماعية ويهدد المصالح الوطنية والاستقلال والأمن القومي في ظل الاضطرابات الجيوسياسية التي حصلت في منطقتنا وفي العالم والتي دون شك لديها وقع حقيقي على بلادنا.

أين هو النموذج الاقتصادي الجديد؟

وقال الأمين الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية، سمعنا كثيرا عن نموذج اقتصادي جديد. أين هو هذا النموذج ؟ ماهي ملامحه؟ مضيفا، لحد الآن لم يتم الكشف إلا على إجراءات لا وطنية ولا شعبية، فرضت عنوة على الجزائريات والجزائريين دون علمهم مع كل الظلم وعدم المساواة التي ترافقها.

وأضاف المتحدث، لحد الآن لم يتم الكشف الا على نية تحميل المواطنين البسطاء نتائج و العبء الناتجين من الأزمة، لحد الآن لم نسمع سوى لاحتمالات اللجوء إلى المديونية الخارجية الناتجة عن تنامي العجز المسجل، لم نشهد سوى خطابات متناقضة تارة مطمئنة وتارة ، معترفة بالأمر الواقع. كل هذا لدليل قاطع عن غياب استراتيجية واضحة لتجاوز الأزمة.

وخلص بوشافة، إلى التأكيد أن جبهة القوى الاشتراكية لا تؤمن بإصلاحات تقوم على القمع السياسي والقانوني والقمع الاقتصادي، ولا تؤمن بالنظام الاقتصادي الجديد أين لا توجد إلا سياسات التقشف،  لا نؤمن بنظام اقتصادي لحكومة ليس باستطاعتها الإعلان بصفة واضحة على سياستها المالية والاقتصادية، داعيا إلى قول الحقيقة كاملة للجزائريين والجزائريات حول الوضعية السياسية والاقتصادية لبلدهم، حتى نتمكن من الخروج من هذا المأزق لأنه لا يوجد شيء لا يمكن تجنبه ولا رجعة فيه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى