الجزائرالرئيسيةسلايدر

جحافل شبابية ترافقه أينما حل وارتحل: ظاهرة رشيد نكاز!

*"الظاهرة النكازية"، إن صح استعمال المصطلح، تشبه كثيرا ظاهرة ايمانويل ماكرون وحركته الجمهورية إلى الأمام!

تحولت الزيارات المكوكية التي يقوم بها المترشح المرتقب للانتخابات الرئاسية المقبلة، رشيد نكاز، إلى لغز حقيقي وقضية باتت جديرة بالمتابعة.

نكاز رشيد، أينما حل وارتحل استقبل من قبل جحافل من الشباب في مشاهد تذكر الجزائريين ببداية التسعينيات، عندما كان الانفتاح الديمقراطي في بداياته والشارع متعطش لممارسة دوره الانتخابي والسياسي.

مر نكاز، الذي سبق له وأن ترشح للانتخابات الرئاسية التي جرت في العام 2014، على العديد من الولايات، مثل تلمسان والشلف، خنشلة وقالمة وسكيكدة وعنابة وميلة، وكان استقباله حافلا من قبل المئات إن لم نقل الآلاف من الشباب.

الفيديوهات المتداولة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، للزيارات التي يقوم بها رشيد نكاز للولايات، تبين أن هذا الشاب المرشح المفترض يحظى بقاعدة جماهيرية ليست بالعادية، والاهم فيها أن من يخرج لحضور زياراته هم من الشباب، وهم من أعمار متقاربة جدا.

وانطلاقا من هذه المعاينة، يمكن القول إن نكاز قادر على توسيع قاعدته بشكل لا يتوقع، لأن الشباب يشكلون غالبية الجزائريين، كما أن طاقتهم على النشاط متفجرة مقارنة بغيرهم من فئات المجتمع.

رشيد نكاز، الذي ولد في 9 يناير 1972، بمدينة شوازي لو روا(Choisy-le-Roi)، الفرنسية، لم يمر على بلاطو في تلفزيون عمومي أو خاص، كما لم يجر حوار مع صحيفة من الصحف التقليدية كما هو الحال بالنسبة للمترشح الآخر، اللواء المتقاعد علي غديري، لكنه يعرف كيف يستغل ما هو أهم وأكثر إقناعا وتأثيرا من وسائل الإعلام التقليدية، ألا وهو الإعلام الرقمي وشبكات التواصل الاجتماعي، التي باتت لغة التواصل الجديدة في المتجمعات المتطورة، وهي الدعاية التي استطاع من خلالها نكاز النفاذ إلى قلوب عشرات الآلاف من الشباب الجزائري.

“الظاهرة النكازية”، إن صح استعمال المصطلح، تشبه كثيرا ظاهرة ايمانويل ماكرون وحركته الجمهورية إلى الأمام، التي أوصلته إلى قصر الاليزيه في منتصف 2017، بارتكازه الشديد على شبكات التواصل الاجتماعي وعلى جميع الحساسيات المجتمعية والسياسية بدون إقصاء ولا تهميش، وهو ما يقوم به الشاب المثقف ورجل الأعمال الناجح رشيد نكاز.

في الرئاسيات التي جرت قبل خمس سنوات أقصي رشيد نكاز بطريقة لا تزال محل تساؤلات، أما اليوم فالوضع يبدو مختلف تماما، فالرجل قرر الاحتماء بالشارع، وهو قادر بسهولة، من خلال ما تظهره فيديوهات التواصل الاجتماعي، على جمع التوقيعات المطلوبة، ومن ثم فمن الصعوبة بمكان التعامل معه وفق ما جرى في  2014، لأن نكاز بات له مناصرون قادرون على حماية مشروعه إذا ما قرر توظيفهم لذلك.

رابح زواوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى