أراء وتحاليلالرئيسيةالعالم

ترامب في الرياض لإطلاق “ناتو سني” ضد إيران؟

وليد أشرف

يجتمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد 21 مايو، في العاصمة الرياض قادة ما يناهز 50 دولة سنية من العالم الإسلامي، في خطوة وصفت بأنها شروع ترامب في تنفيذ تعهداته بإشعال الحرب بين المسلمين السنة والمسلمين الشيعة لصالح إسرائيل.

المشكلة التي قد تعترض المسعى الأمريكي الإسرائيلي الخليجي المدمر للعالم الإسلامي والشرق الأوسط خصوصا، هو رفض بعد القادة في الدول الإسلامية الانخراط في المخطط السني ضد إيران، وتكرار حرب إيران والعراق.

لن يكون من السهل إنخراط دولة مثل سلطنة عمان، والجزائر وحتى باكستان في اللعبة من منطلق أن هذه الدول لها خصوصيات منها عدم انخراطها في لعبة التطبيع مع إسرائيل إلى اليوم بالنسبة للجزائر، وموقف الحياد الايجابي بالنسبة لعمان، وتعداد المسلمين الشيعة في باكستان، وهو حال العراق التي أعلنت مشاركتها في القمة من خلال الرئيس فؤاد معصوم، مع التلميح إلى عدم دخولها في أي حلف ضد طهران، من منطلق الواقع الجديد في العراق بعد صدام حسين.

ستتحول باكستان نفسها إلى حلبة للقتل والدمار في حال انخرطت في اللعبة الأمريكية الإسرائيلية السعودية الخليجية.

من السهل غواية بعد البلدان المسلمة الفقيرة في الانخراط في اللعبة سواء بالمال أو بالضغوط الأمريكية، لكن سيصعب كثيرا ترويض دولة مثل الجزائر حصلت على استقلالها مقابل 6.5 مليون شهيد.

لقد بات في حكم المؤكد أن دول الخليج والولايات المتحدة يرغبون من خلال الاجتماع توجيه رسالة مباشرة لإيران، من جهة ورسكلة إسرائيل وتعويمها في محيطها من خلال ربط قنوات اتصال مباشرة بين عدة دول خليجية وإسرائيل التي قد تصل إلى فتح تمثيل تجاري وخطوط طيران وفتح أجواء الخليج  لعبور الطيران الإسرائيلي.

هناك حديث منذ أسابيع حول سعي دول الخليج ومنها السعودية لعقد صفقة لشراء منظومة ثاد (THAAD) الصاروخية الإسرائيلية الاعتراضية والتي يعني نسرها في السعودية حماية مزدوجة للسعودية وإسرائيل ضد ضربات صاروخية إيرانية محتملة في حال نشوب حرب على إيران.

وإلى جانب منظومة الصواريخ الإسرائيلية، تحدثت العديد من المصادر الرسمية عن صفقة التسليح المتوقع إبرامها بين الرياض والولايات المتحدة بقيمة تناهز 100 مليار دولار وهي أكبر صفقة في التاريخ، والتي ستسمح لصقور الإدارة الأمريكية ولوبيات تجارة السلاح بتأخير مهلة تطبيق قانون “قاستا” الذي يعد بمثابة السيف المسلط على السعودية بتحميلها تبعات هجمات 11 سبتمبر 2001.

سيجتمع ترامب بقادة عرب ومسلمين في الرياض، ليس من أجل مطالبته بالكف عن التدخل، فهذا ليس من عادتهم، سيلتقون ترامب وفي أيديهم أوراق وأقلام لتسجيل أوامر ترامب تحت طائلة فقدان المناصب، ولا يستبعد أن تكون من بين الأوامر بحسب الكاتب البريطاني روبرت فيسك، في الاندبندت البريطانية: “إعداد المسلمين السنة في الشرق الأوسط للحرب ضد المسلمين الشيعة، وبالتأكيد بمساعدة إسرائيل”، وحتى بالنسبة لأولئك الذين يستخدمون جنون القيادة العربية فإن القمة العربية الإسلامية (السنية) في السعودية هي أبعد من الفهم، فمن باكستان والأردن وتركيا ومصر والمغرب، سيأتون حتى يتمكن السعوديون المغامرون والطموحون من قيادة حملتهم الإسلامية ضد البعض الآخر، فحقيقة أن معظم “الإرهابيين” في الشرق الأوسط من تنظيم “داعش” الإرهابي وتنظيم القاعدة، ومن يعرفون أيضا باسم جبهة النصرة هم لهم قاعدة أساسية في الدولة التي يسافر فيها ترامب، يتم التغاضي عنها وهي الحقيقة التي يتم تجاهلها، ففي واقع الأمر لم يحدث من قبل في تاريخ الشرق الأوسط مثل هذه “الكوميديا “.

وتابع فيسك: “وعلى رأس هذا كله، يجب أن يستمعوا إلى ثورات ترامب التي تتحدث عن السلام والتطرف الإسلامي، ومن المؤكد أن هذا هو الخطاب الأكثر توسعاً الذي ينطق به رئيس أمريكي لأنه سيتعين عليه أن يدعي بأن إيران متطرفة، وسيتناسى الوهابية التي أسست تنظيم “داعش” الإرهابي والتي تدمر سمعة الإسلام في جميع أنحاء العالم، أي إن ترامب في كل هذا يشجع على الحرب”.

واستطرد فيسك بالقول: يريد نائب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (من الآن فصاعدا) أن يقود قبائله السنية – بالإضافة إلى العراق إن أمكن- بغية تأسيس تحالف ضد إيران وسوريا وحزب الله اللبناني وحركة أنصار الله في اليمن”.

قد يتحول في الاجتماع داعش الإرهابي إلى حمل وذيع والقاعدة إلى منظمة خيرية، فقط لأن دول الخليج التي ترعى داعش والقاعدة تملك ثروات هائلة التي هي الدين الوحيد الذي يحترمه دونالد ترامب، وخاصة أن دول الخليج وإسرائيل ليس لها من حلم سوى تدمير إيران وسوريا وحزب الله والحوثيين – وهذا يعني أن ترامب سيعقد صفقات بمئات ملايير الدولارات وهذا هو مغزى إنشاء ناتو سني ضد المسلمين الشيعة..لننتظر.. سنرى ما تخفيه الأيام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى