أراء وتحاليلالجزائرالرئيسيةسلايدر

تصريحات الإرهابي “أبو الدحداح” تفضح الدور الفرنسي الخليجي في ضرب الجزائر بواسطة الحراك

بقلم - محمد يوسفي

نشر التلفزيون الجزائري مساء الأربعاء 17 فبراير الجاري، مقطع فيديو تضمّن اعترافات الإرهابي “أحسن زرقان” المدعو “أبو الدحداح” الذي ينتمي لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والذي أطلقت سراحه المخابرات الفرنسية من مالي الخريف الماضي في الصفقة الشهيرة مع حكومة باماكو.احسن زرقان ابو الدحداح

وقال الإرهابي “أحسن زرقان” المدعو “أبو الدحداح” إن “هدفنا كان نشر فكرنا الجهادي والمسلّح عبر المدعو أمير ديزاد والعربي زيتوت ومراد دهينة” وهم أشخاص ينتمون لحركة رشاد المنتمية عضويا لمنظمة الكرامة المدعومة قطريا وتركيا والمرتبطة إيديولوجيا مع الفكر الجهادي.

 توقيف “أحسن زرقان” المدعو “أبو الدحداح” بجيجل

تمكنت مفرزة للجيش الوطني الشعبي، في 16 ديسمبر 2020، خلال عملية تطويق وتمشيط بمنطقة تامنجر بجيجل، من إلقاء القبض على الإرهابي الخطير رزقان أحسن المدعو “أبو الدحداح” الذي التحق بالجماعات الإرهابية سنة 1994.

وأوضحت وزارة الدفاع الوطني في بيان لها، أنه “في إطار مكافحة الإرهاب ومواصلة لعملية البحث والتمشيط بمنطقة واد بوعايش قرب بلدية العنصر بجيجل بالناحية العسكرية الخامسة، بتاريخ 01 ديسمبر2020، والتي قضت على إثرها مفرزة للجيش الوطني الشعبي، على ثلاثة  (03) إرهابيين وضبطت ثلاثة (03) مسدسات رشاشة من نوع كلاشنيكوف وكمية من الذخيرة وأغراض أخرى.

وأظهر الجيش الوطني الشعبي وضع يده على 80 ألف يورو بمخابئ الإرهابيين خلال عملية تامنجر قرب بلدية العنصر بولاية جيجل في ديسمبر الماضي، جدية التهديد الذي يشكله دفع الفرنسيين لفدية مقابل تحرير رهائن، على الأمن الداخلي للبلاد، وفضح الدور الحقيقي لباريس في استهداف الجزائر وضرب استقرارها بكل السبل بما فيها إعادة بعث العمليات الإرهابية انطلاقا من ليبيا ومالي والنيجر والمغرب.

حجز 80 الف اورو بجيجل والدور الفرنسي في تمويل الإرهاب بأموال الفدية

وأعلن الجيش الوطني الشعبي، في ديسمبر الماضي، حجز 80 ألف يورو تمثل جزءا من “الفدية التي كانت محل صفقة في شهر أكتوبر بمنطقة الساحل”، في إشارة إلى صفقة تحرير الرهائن بين مالي ومسلحين ينتمون لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي.

وجاء في بيان وزارة الدفاع الوطني، أن قوات الجيش “كشفت ودمرت خمسة مخابئ للإرهابيين واسترجعت مبلغا ماليا مقدرا بثمانين ألف يورو (80  ألف اورو)، والذي تبين أنه يمثل دفعة أولى من عائدات الفدية التي كانت محل صفقة في شهر أكتوبر الماضي بمنطقة الساحل، وكانت ستستفيد منه فلول الجماعات الإرهابية المطاردة من طرف المصالح الأمنية بشمال الوطن”.

وجاء ذلك “خلال عملية بحث وتمشيط اليوم الاثنين بالقرب من بلدية العنصر بجيجل بالناحية العسكرية الخامسة”.

وسبق أن انتقدت الجزائر بشدة الإفراج في أكتوبر الماضي عن 207 مسلح مقابل أربع رهائن بينهم العاملة في المجال الإنساني الفرنسية صوفي بيترونان، بعد مفاوضات بين الحكومة المالية ومسلحين تحاربهم فرنسا منذ سنوات.

ووجه الجيش الوطني الشعبي عملية استباقية ضخمة بولاية جيجل في ديسمبر الماضي، لمنع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، من إعادة تنظيم صفوفه بعد مقتل زعيمه عبد المالك دروكدال، في يونيو الماضي، شمالي مالي.

وتتهم الجزائر فرنسا بأنها قدمت ما بين 10 و30 مليون يورو فدية لجماعة “نصرة الإسلام والمسلمين”، التي يعد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، أحد أركانها الأربعة.

حيث تم إطلاق 207 من المتهمين بالإرهاب كانوا معتقلين لدى السلطات المالية، في أكتوبر الماضي، مقابل تحرير 4 رهائن بينهم سيدة فرنسية.

وتمكنت عناصر إرهابية جزائرية منهم “حسين زرقان” المدعو “أبو الدحداح” من العودة إلى الجزائر في محاولة لإعادة بعث النشاط الإرهابي في مناطق شمال البلاد، كما تمكنت مصالح الأمن التابعة للجيش من توقيف عنصر إرهابي خطير بولاية تلمسان كان يحاول الالتحاق بالمغرب لتنظيم عمليات إرهابية ضد الجزائر انطلاقا من التراب المغربي.

تصريحات “أبو الدحداح” تكشف العلاقة مع “رشاد” و”الكرامة” العاملتان على تحويل الحراك إلى تنظيم إرهابي مسلح

وقال”حسين زرقان” المدعو “أبو الدحداح” إن “هدفنا كان نشر فكرنا الجهادي والمسلّح عبر المدعو أمير ديزاد والعربي زيتوت ومراد دهينة”.

ومعروف على نطاق واسع أن العربي زيتوت وزميله مراد دهينة، هم قادة رشاد ومنظمة الكرامة، الناشطة من دول أوروبية (لندن وباريس وجنيف وتركيا) والتي سبق لأحد قادتها الإرهابي المقيم بتركيا رضا بودراع، الدعوة إلى تسليح الحراك في إطار ما اسماه “بتوازن الرعب بين الشعب والدولة” من أجل “الدفاع عن النفس” وهو ما يؤكد بالدليل المادي العلاقة بين هذا التنظيم والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.

وحاول العديد من قادة رشاد والكرامة وبعض من يزعمون معارضة النظام في الجزائر تحت يافطة الانتماء إلى الحراك مهاجمة نشر تصريحات الإرهابي ” ابو الدحداح” واتهام الجيش الوطني الشعبي بتخويف الجزائريين بالطريقة ذاتها التي كانت منتهجة خلال تسعينات الماضي، و قالوا إن العملية هي مسرحية، وهذا بعد فضحهم بالأدلة المادية وفضح مشغليهم من مخابرات فرنسية ومغربية وغربية وخليجية.

وقالت مصادر أمنية مختصة في رصد وتعقب تحركات المجاميع الإرهابية في الساحل ومنطقة شمال افريقيا والشرق الأوسط، أن تصريحات زرقان أحسن ( أبو الدحداح) تبين أن دعوة الإرهابي المقرب من جبهة النصرة، وعضو منظمة “الكرامة” التي مقرها جنيف السويسرية، كانت جدية جدا ونية حقيقية في تحويل الحراك الذي أنطلق في 22 فبراير 2019 سلميا إلى العمل المسلح على شاكلة ما يحصل في سوريا وليبيا.

منظمة “الكرامة” مولت الإرهاب في سوريا وليبيا منذ اندلاع “الربيع العربي”

كشف العشرات من التقارير الاستخبارية أن منظمة “الكرامة” التابعة لدولة قطر تقوم منذ انطلاق موجة “الربيع العربي” بتمويل المجاميع الإرهابية في سوريا وليبيا ودول عربية عديدة منها الجزائر، مستهدفة بالثورات الملونة التي يدعمها في المنطقة كل من الكيان الصهيوني ودول خليجية بقيادة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والموساد وتركيا.

وتؤكد تقارير رسمية عديدة أن “الكرامة” ينتمي إليه كل من حسن الدقي الإرهابي الإماراتي الذي أسس في 2013 معسكرا  لتدريب الإرهابيين التابعين لمليشيا لواء الأمة، وقائد الجيش الحر في سوريا رياض الأسعد و محمد العربي زيطوط، ويرأسها مراد دهينة الذي يتزعم أيضا حركة “رشاد” التي تسعى منذ فترة ليست بالقصيرة إلى السيطرة على الحراك في الجزائر بعدم قطري تركي إسرائيلي فرنسي مغربي مكشوف.

ولا تخفي قطر فتح خزائنها لتمويل ما تسميه بالثورة في كل من سوريا وليبيا، كما لا تتوانى في تسخير قناة الجزيرة لدعم الإرهابيين في هذه الدول.

وأعقب تصريحات الإرهابي رضا بودراع ضد الجزائر، قيام حكومة اردوغان بنقل ألاف الإرهابيين العرب من سوريا إلى ليبيا، فيما يتم العمل محليا على استغلال وباء كورونا لخلق فوضى عبر دفع الجزائريين إلى التمرد والعصيان المدني بحجة الامتعاض من تدهور الأوضاع الاجتماعية.

وشرعت عدة مجموعات على صلة بالحركات المذكورة التي مقرها دول أوروبية وشرق أوسطية من خلال صفحات على شبكة التواصل الاجتماعي مخصصة لدعم الحراك في التحريض ضد الجزائر والدعوة لعودة الحراك بحجة عدم تحقيق المطالب التي خرج من اجلها، وهذا للتغطية على الهدف الحقيقي الذي هو إسقاط الجزائر في دوامة الفوضى.

وبينت تصريحات “أبو الدحداح” التي نشرها التلفزيون الوطني، أن قرارا اتخذ على مستوى غرف العمليات التي تدير ثورات الربيع العربي، وهو الانتقال وبسرعة إلى تطبيق النموذج السوري والليبي بالقوة المسلحة بتحريك من نفس الجهات وباستخدام نفس العملاء المقيمين في لندن وباريس وسويسرا وقطر وتركيا والمغرب والكيان الصهيوني، وهو ما لم يبقى خافيا على أحد حيث يتم العمل منذ فترة غير قصيرة على احتواء الحراك وتزعمه من طرف حركة “رشاد” رأس حربة تنفيذ أجندة الربيع العربي في الجزائر.

لماذا تريد مخابرات قطر وتركيا والمغرب سيطرة “رشاد” على الحراك؟  

تقاتل الاستخبارات التي تقف وراء الحراك بشراسة، من أجل عدم خروج منظمة “رشاد” وحركة الماك (MAK) الانفصالية من الحراك مهما كلف الثمن، على اعتبار أن تحييد “رشاد”  وحركة الماك (MAK) يعني خسارة جهود حوالي 20 سنة من استثمار الدول التي تقف وراء مشروع الشرق الأوسط الكبير ومناوليهم في المنطقة وعلى رأسهم قطر وتركيا وإسرائيل والمغرب وزبائنهم من القيادات التي صنعتها هذه الدول داخل الحراك وإبرازها محليا قبل فضح هذه المنظومة المتكاملة من قبل الدكتور أحمد بن سعادة في كتابه «من هؤلاء الذين نصّبوا أنفسهم قادة للحراك الجزائري؟».

أحمد بن سعادة يحطم الواجهة الديمقراطية المغشوشة لحركة “رشاد”

حطم الدكتور أحمد بن سعادة، الواجهة الديمقراطية المغشوشة لمنظمة ” رشاد” والمتمثلة في بعض المحسوبين على التيار الديمقراطي في الجزائر ومنهم مصطفى بوشاشي وزبيدة عسول ومحسن بلعباس وكريم طابو، وأحزاب ما يسمى البديل الديمقراطي، حيث تم فضحهم وفضح زواجهم المنافي لقوانين الطبيعة، بين تنظيمات “الكرامة” و”رشاد” الإسلامية والقريبة من الحركات الإرهابية في سوريا وليبيا مثل جبهة النصرة وغيرها، وأحزاب ديمقراطية في الجزائر على غرار التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية وحركة الماك (MAK) الانفصالية العلمانية، وحتى بعض حركات اليسار، مما يفضح انخراط هؤلاء في مخطط استهداف الجزائر وجرها نحو مشروع الشرق الأوسط الكبير وهو ما يعري حقيقة الحراك ونية التيار الذي يصر على بعثه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى