أراء وتحاليلالجزائر

تفكيك العصابة يستدعي القضاء على بيادق فرنسا في الجزائر

المتتبع للكلمات التي ألقاها الفريق قايد صالح نائب وزير الدفاع وقائد أركان الجيش الوطني الشعبي، منذ بداية الحراك الشعبي وإلى يومنا هذا، يصل لا محالة إلى قناعة أكيدة، وهي أننا بدأنا نخطو خطوات كبيرة ليس باتجاه الخروج من الأزمة التي أوقعتنا فيها العصابة، وشركاؤها من المتآمرين على الجزائر، في الخارج، وإنّما بدأنا نتلمس بوادر جدية، لإعادة قاطرة البلاد، إلى سكتها التي رسمها الشهداء بدمائهم الزكية الطاهرة.

نهار اليوم انتقل الفريق قايد صالح، إلى توجيه تحذير قوي، لمن أسماهم “أقلية قليلة جدا”، ممن اخترقوا المسيرات السلمية، وانطلقوا في التلاعب بمشاعر الشعب الجزائري، بحملهم لرايات غير الراية الوطنية التي سقتها دماء مليون ونصف المليون من الشهداء الأبرار.

وأكد الفريق نائب وزير الدفاع، بأنه تم “إصدار أوامر صارمة وتعليمات لقوات الأمن من أجل التطبيق الصارم والدقيق للقوانين السارية المفعول والتصدي لكل من يحاول مرة أخرى المساس بمشاعر الجزائريين في هذا المجال الحساس”، لأن للجزائر راية واحدة لا غير، تحذير الفريق قايد صالح هذا، حاول بعض مُمارسي التشويش على مواقع التواصل الاجتماعي، حَرفه عن سياقه ومراميه النبيلة، ووصفوه بأنه “يثير القلق والخوف” وأنه “محاولة لجرّ الحراك إلى العنف”، وما إلى ذلك من الإسقاطات المجانية.

وبالنظر إلى حدة ردود الأفعال هذه، يتجلى أن هذه الأبواق الشيطانية، لم يكن هدفها يوما ما الدفاع عن المواطنين، والمطالبة بتعزيز الحريات الفردية والجماعية، وحماية ممتلكات الشعب، والدفع باتجاه إخراج البلاد من الأزمة، وإنما كان هدفها الأساس، ركوب الحراك الشعبي، واختراقه، لتحويله عن أهدافه الحقيقية، وزرع بذور الفتن والشقاقات التي قد تمكنهم من تنفيذ أجندات مُشغّليهم، والمتمثلة أساسا في تقسيم الشعب الجزائري، والدفع بالبلاد إلى الانفجار الذي يسهل عملية تقسيمها وتفتيتها، ومؤسسة الجيش بحكم الدور المنوط بها دستوريا، مفروض عليها لزاما الدفاع عن وحدة وسلامة واستقرار البلاد، وهي بالتالي وبعد التطمينات الكبيرة التي قدمتها للشعب الجزائري، من خلال اعتقال كبار رؤوس الفساد، وهي الخطوة التي عزّزت لحمة الشعب بجيشه، انطلقت وبقوة، في تجسيد رسالة الشهداء الأبرار، والمتمثلة في الحفاظ على وحدة الجزائر.

وبرأينا أن الإجراءات التي ستُتخذ لمنع رفع الرايات الانفصالية، ستُصاحبها لا محالة حملة هستيرية ضد المؤسسة العسكرية، من قبل “الأقلية القليلة”، وأمّها “فرنسا الاستعمارية”، لأن تحقيق هذه الغاية الوطنية والدستورية، أي منع رفع أي راية غير الراية الوطنية، يمثل رسالة مباشرة وقوية للمُشغِّل الفرنسي، مُؤدّاها أن البذور الانفصالية التي تمّ زرعها إبان الحقبة الاستعمارية، قد فسدت ولا حظَّ لها بالنمو في الجزائر، وما تبقى منها سيتم إتلافه وتدميره من قبل الشعب الجزائري، بدعم من قيادة الجيش المُجاهدة، وأمر كهذا سيُوفر كل أسباب الخروج من الأزمة، وتحقيق الانطلاقة الفعلية في مجال تنمية البلاد والعباد.

 

زكرياء حبيبي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى