أراء وتحاليل

جائزة أعظم امرأة

بقلم عزالدين بوكحيل

يسجل التاريخ أن المغارة التي ذكرها وكيل الجمهورية لدى محكمة الشراقة في بلاغه الصادر هذا الأسبوع سيمحي من مخيلة القراء العرب والعجم ما جاء في حكايات وقصص تروي ما حوته مغارة علي بابا في بغداد من سلع أصبحت مضربا للأمثال في شرق الدنيا وغربها.

شخصيا لا أعرف، ولم أسمع ، بمحل للمجوهرات في الجزائر العاصمة، زين واجهته بمثل هذه الكم من المجوهرات النفيسة والذهب، أو خبأ في خزائنه الفولاذية مثل هذه المبالغ التي عدت بالعملة المحلية وبالعملات الصعبة، وصدق من سماها كذلك لأنني وغيري من الحلمين بها يدركون مدى صعوبة الحصول عليها.

وما دفعني لكتابة هذه الخاطرة هو ورود اسم سارق واسمه والده في نفس اللائحة، وضع الأول في الحبس، ويستعد الثاني للالتحاق بسجن الحراش، و ما يحز في نفسي احتمال أن يوضع في زنزانة ضمت، خلال الثورة التحريرية أبطالا من طينة عبان رمضان، أو محمد السعيد معزوزي، الذي يصور هذا السجن بدقة متناهية من الداخل، لمن أراد معرفة المزيد، في مذكراته المعنونة: ” عايشت الحلو والمر”  قبيل أن توافيه المنية .

الأب السارق هذا استوزره بوتفليقة بعد أن زار ولاية الشلف التي كان يتولى شؤونها. عرفه الناس في قسنطينة، وعرفوه أيضا في عنابة، فعرفوا انه ليس بالرجل الذي يحفظ الأمانة، ولا بالأمين الذي يصون الوديعة، ولذلك جعل من لسانه سلما لبلوغ المجد.

ولما كان الإطراء والتملق للشخص أفضل من التفاني و الكد في خدمة الوطن، وأقرب طريق لبلوغ الهدف، قدم اقتراحا فدا وفريدا، سبق به ما قدمه الدكتور المجاهد جمال ولد عباس، حين كان يزور مقبرة بن عكنون، ويوصي حارسها خيرا بنزيلات أحد القبور، وحين كان لا يهدأ له بال وهو يسعى لجلب جائزة نوبل إلى هنا، إلى هذا البلد، ليتوج بها من ترأسنا خلال عشرين سنة.

أما ما اقترحه السارق الذي استوزره فخامته فكان يقضي بأن يتم استحدث جائزة لأفضل أم، تفوز بها، بالطبع، أعظم أم، ومن تكون غير العزيز ؟ لأنها أنجبت أعظم رجل في تاريخ الجزائر .

أما أنت يا أم عميروش، ويا أم بن مهيدي، ويا أم لطفي فلكن الله، ولكن دعواتي أنا العبد الضعيف، ودعوات  من يحب هذا الوطن بالرحمة وفسحة الجنان، فأبناؤكن سقوا هذا الوطن بدمائهم ، واستشهدوا ولم يتركوا، لا أبنائهم ولا لنسائهم لا حليا ، ولا مجوهرات ، ولا منازل تؤمنها قوات أمن الدولة ، ولا مغارات جديرة بأن تعدها موسوعة غينس كأغلى مغارة في العالم.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى