الجزائرالرئيسيةسلايدر

حتى أكلة “الكاشير” قاطعوها: مشاورات بن صالح في مهب الريح!

خسر رئيس الدولة، عبد القادر بن صالح، كل فرص إنجاح اللقاء التشاوري الذي يعتزم تنظيمه اليوم مع الأحزاب والشخصيات الوطنية، من أجل البحث عن الحلول التي يمكن الدفع بها لمواجهة الأزمة السياسية والدستورية التي تعصف بالبلاد.

دعوة بن صالح لهذا اللقاء لم تلق التجاوب المأمول من قبل الفاعلين في المشهد السياسي، حتى من الأحزاب التي كانت محسوبة على ما كان يسمى “معسكر الموالاة”، والتي يفترض أنها الأقرب إلى بن صالح، لكونه يعتبر من مخلفات نظام الرئيس السابق، عبد العزيز بوتفليقة.

فأحزاب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، بالإضافة إلى حزب عمار غول، تعاني من أزمات هيكلية ومؤسساتية، بعد سقوط مشروع العهدة الخامسة، التي عملوا كل ما بوسعهم من أجل تمريرها، ويبدو أن مشاكلها الداخلية أدخلتها في دوامات باتت معها غير قادرة على التفكير في قضايا أخرى.

الأمر يتعلق هنا بالحزب العتيد الذي يعيش إرهاصات انتقال المسؤولية فيه من هيئة التنسيق التي يقودها رئيس المجلس الشعبي الوطني، إلى قيادة جديدة ستفرزها الدورة الاستثنائية للجنة المركزية التي تلتئم هذا الثلاثاء، أما التجمع الديمقراطي، فأمينه العام أحمد أويحيى، يوجد في وضعية لا يحسد عليها، بعد استدعائه للتحقيق في قضايا فساد، بالإضافة إلى الحركة التصحيحية التي استهداف، إثر انقلاب أقرب المقربين منه، الناطق الرسمي باسم الحزب، شهاب صديق، عليه.

وقد جاء رفض عمارة بن يونس رئيس الحركة الشعبية، تلبية الدعوة، ليزيد من متاعب بن صالح، وذلك في بيان برر من خلاله موقفه بكون السياق الذي جاءت فيه الدعوة، لا ينسجم والتطلعات التي عبر عنها الشعب من خلال المسيرات التي جابت مدن البلاد على مدار أزيد من شهرين.

 

وكان من الطبيعي أن تواجه دعوة بن صالح التي وجهها للأحزاب والشخصيات الوطنية، التي اصطفت مع الحراك الشعبي، بالرفض.. وهو حال موقف حركة مجتمع السلم، وجبهة العدالة والتنمية لعبد الله جاب الله، وحزب طلائع الحريات لرئيس علي بن فليس، وحركة النهضة، وحركة البناء، وجبهة القوى الاشتراكية، والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، وحزب العمال، والجبهة الوطنية لموسى تواتي.

بالإضافة إلى العديد من الشخصيات الوطنية ذات الوزن الثقيل، على غرار كل من وزير الخارجية، الأسبق، أحمد طالب الإبراهيمي، ورئيس الحكومة الأسبق، أحمد بن بيتور، والحقوقي مصطفى بوشاشي، ورئيس حكومة الإصلاحات، مولود حمروش..

أما الذين لبوا الدعوة فهم وإن كانوا يعدون على أصابع اليد الواحدة، فهم أيضا من “أكلة الكاشير”، كما يصطلح على أنصار نظام بوتفليقة، في صورة من عبد العزيز بلعيد رئيس جبهة المستقبل وعبد العزيز زياري وميلود براهيمي.. كل هذه المعطيات تشير إلى أن مصير هذه المشاورات سيكون عكس ما كان يتمناه بن صالح.

رابح زواوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى