اتصالاقتصاد وأعمالالرئيسيةسلايدر

طمار يقود حملة “تطهير” في حق زملائه السابقين في وزارة السكن

*بعد تردي الأوضاع في قطاعات التربية والصحة والتعليم العالي، تساؤلات عن مصير المشاريع التي أطلقها عبد المجيد تبون!

سليمة مجابير

أدرج وزير السكن والعمران لأول مرة في زيارة ميدانية لوزير القطاع، ورشة سكنية تابعة لوزارة الدفاع الوطني بأدرار، في خطوة غير مفهومة الحسابات و الخلفيات خاصة وأن هذا النوع من المشاريع لا يعرف عموما تأخرات أو عراقيل بيروقراطية، بينما لم يسلم وزير القطاع عبد الحميد طمار أية وحدة سكنية لسكان أدرار، في حين تشتعل كل أضواء القطاع باللون الأحمر، خ بسبب حالة الركود التي تعيشها المشاريع في الولايات الأكثر تأزما في قطاع السكن، والسخط الكبير وسط كوادر الوزارة، حيث تؤكد مصادرنا “وجود حملة انتقامات يقودها وزير القطاع الجديد وسط زملاء تمت ترقيتهم معه من قبل وزير القطاع الأسبق عبد المجيد تبون”.

واستنادا لذات المصادر فإن وزير السكن الحالي يتعرض إلى ضغط كبير من السلطات العليا لتحريك القطاع، بعد الجمود المحسوس الذي يعرفه منذ تعيينه على رأس القطاع بموجب التغيير الحكومي شهر أوت 2017.

واستنادا للعارفين بقطاع السكن، وحساسيته، وأهميته الاستراتجية في استقرار الوطن، فإن الوزير طمار لم يكن في مستوى الرهان الذي توليه الدولة لهذا القطاع، إذ يلاحظ المتتبعون أن “الانتقامات غير المفهومة” ضد زملائه من إطارات القطاع ممن تمت ترقيتهم مع الوزير الحالي في عهد وزير السكن الأسبق عبد المجيد تبون، هيمنت على انشغالاته.

وحسب العارفين بالملف، فإن تمار يفسر إقدامه على تلك الإجراءات بحجة “نسب ركود المشاريع لبعض المدراء المركزيين”، بينما يفسر آخرون هذه الإجراءات بكون المعنيين المستهدفين لا ذنب لهم سوى أنهم معينون من قبل وزير القطاع الأسبق، الأمر الذي يثير حاليا في أروقة الوزارة استياء كبيرا.

أما المختصون في القطاع، فيحلّلون آداء الوزير بعد الشهر الثامن من تعيينه بأنه لم يتمكن من تقديم لمسة شخصية أو قيمة مضافة مقارنه بآداء الوزير الأسبق، بل إن المكتسبات التي تحققت أضحت مهددة فعلا بكل انعكاساتها المحتملة على الدولة والمجتمع.

فمن خلال المقارنة، لأنه بالأضداد تتميّز الأشياء كما يقول المثل العربي، يتساءل الكثيرون في محيط الوزير عن خلفيات برمجة زيارات خارج الوطن بدون أن تكتسي أهمية كبيرة بالنسبة لقطاع السكن، مثل (روسيا وفرنسا) بينما لم يسبق لوزير السكن الأسبق عبد المجيد تبون زيارة أي بلد ماعدا تمثيله لرئيس الجمهورية في كيتو عاصمة الإكواتور.

كذلك يتسرب من أروقة وزارة السكن معلومات عن زيارات متكررة وتوصف بالمبالغ فيها من الوزير طمار “إلى مدينة فالانس الاسبانية وباريس الفرنسية وكأنه مقيم هناك.

وتنبئ هذه الحالة المتردية في العلاقة بين الوزير وكوادره في القطاع بتعطل كبير في سير المشاريع السابقة التي تعرف تأخرا ملحوظا خاصة مشاريع الترقوي العمومي، وبدلا من أن يقوم الوزير باستكمال المشاريع السابق لأنها مشاريع الدولة وليست مشاريع “تبون” قام الوزير طمار ببعث صيغة جديدة إسمها “الترقوي المدعم”، والحقيقة أن هذه الصيغة هي قديمة تعود لعام 2008 في عهد وزير السكن نورالدين موسى.

أما الزيارة التي قادته مؤخرا (الأسبوع الأول من مارس الجاري) لتفقد مشروع سكني تابع للجيش بأدرار، فيعتبره الملاحظون، مجرد مناورة غامضة الأهداف والخلفيات، خاصة وأنه لم يسبقه إليها أي “وزير مدني” برغم كثرة مشاريع الجيش سواء في قطاع الصحة أو قطاعات أخرى والتي تسير وفق ماهو مخطط لها ولا تحتاج إلى تدخل أي وزير لاعلاقة له بقطاع الدفاع الوطني.

وعلى هذا الأساس، يتسائل العديد من المراقبين، عن مستقبل المشاريع التي أطلقها عبد المجيد تبون، والتي جعلت الجزائر تحقق أهداف الألفية قبل الآوان، وعن مستقبل الإطارات التي اشتغلت مع الوزير الأسبق نفسه، وهل وصل الوضع بمستوى قطاع السكن إلى هذا الوضع، بعد التعفن الذي ينخر قطاع التربية والصحة والتعليم العالي؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى