الجزائرالرئيسيةسلايدر

حكومة منبوذة تستنجد بصور بوتفليقة لرفع نسبة المشاركة في الانتخابات

أحمد أمير

استنجدت الحكومة باستخدام صور ضخمة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لحمل أكبر عدد ممكن من المواطنين على المشاركة في الانتخابات التشريعية لـ 4 مايو القادم.

وانطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية بالتعاون مع الولاة في تنصيب صور ضخمة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة في الساحات العامة وفي اللوحات الإشهارية المتواجدة في مختلف المحاور الطرقية الرئيسية لتشجيع المواطنين على الإقبال بكثافة على مكاتب الانتخاب.

وحسب مصادر “الجزائر اليوم” فإن المعطيات التي بحوزة الحكومة من مصادر أمنية تشير إلى نسبة عزوف عالية متوقعة بالنظر إلى المستوى الهزيل للعديد من القوائم وفضائح المال الفاسد التي تورط فيها العديد من الأحزاب على غرار جبهة التحرير الوطني وتورط الامين العام جمال ولد عباس ونجله في بيع القوائم.

وإلى جانب الفساد الذي تورط فيه الامين العام لأكبر حزب في البلاد ونجله، زاد قتامة المشهد إضمحلال مستوى الخطاب السياسي الذي جانب تناول الشأن العام الذي يهم حياة وانشغالات الجزائريين والاجابة على تطلعاتهم وخاصة في ظل الازمة المالية التي بدأت تتحول إلى أزمة اقتصادية هيكلية.

فلا ولد عباس، الذي بشر الجزائريين بحكمهم 100 سنة أخرى، ولا المرشحين في حزبه رفعوا من مستوى الخطاب، بل إنه قال في العديد من المناسبات أن الحزب سيفوز بدون حملة إنتخابية، وكأنه يريد القول أن الإدارة ستزور الانتخابات لصالح الحزب.

وتعيد هذه الخطوة إلى الأذهان خطاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في ماي 2012 من ولاية سطيف، والذي كان له أثر عميق على نسبة المشاركة، ولكنه من جهة أخرى يؤكد مدى اقتناع الحكومة بفشلها وفشل أحزاب المعارضة والموالاة مجتمعة، في إقناع المواطنين على الإقبال على الصناديق.

وتحاول حكومة عبد المالك سلال، إنقاذ ما يمكن إنقاذه من خلال المشاركة في الحملة الانتخابية التي كان يفترض أن تقوم بها الأحزاب المتسابقة للانتخابات، وليس الوزير الأول الذي لم يترشح في سباق التباري على مقاعد البرلمان.

ودخل الوزير الاول، إلى جانب عدد من وزارئه الذين ترشحوا بدون تقديم استقالتهم من الحكومة، في سباق ضد الزمن لاقناع المواطنين بالانتخاب، في ظل خوف مسيطر من إنعكاسات أزمة مالية بدأت تلقي بضلالها الحقيقية على واقع المواطنين الذي أزداد صعوبة منذ 2014.

وأنكشف ظهر الحكومة بسبب غياب خطابات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، حيث كان الحضور القوي للرئيس يكفي للتغطية على عجز وهزال العديد من الوزراء الذين وجدوا في الحضور القوي للرئيس داخليا وخارجيا، فرصة مناسبة للتغطية على مستوياتهم  الحقيقية السياسية والتقنية المتواضعة جدا، بل والمنعدمة بالنسبة للبعض.

وإلى جانب توسع رقعة الامتعاض من خطاب الحكومة الجاف والفتور التام للحملة الانتخابية، بات اللجوء إلى لعب ورقة صورة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة هو المخرج الوحيد في انتظار رسالة الرئيس بمناسبة عيد العمال 1 مايو، الذي سيكون بمثابة حبل نجاة للحكومة بخصوص نسبة المشاركة.

وقال مختصون في فن الخطاب، أن الحكومة الحالية تعاني من ضعف هيكلي في هذا المجال الحساس في توجيه الرأي العام والتاثير في الجماهير وخاصة في وقت تعتبر الجزائر في أمس الحاجة إلى هذا النوع من وسائل التواصل لملئ الفراغ الذي خلفه انزواء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بسبب الظرفية الصحية التي المت به منذ 2013.

ويضيف هؤلاء، أن محاولات البعض التغطية وأحتواء مكان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة كللت بالفشل الذريع وتحولت في كثير من الأحوال إلى مايشبه النكتة لدى الرأي العام.

يذكر أن خطاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في سطيف يعتبر من الخطابات التاريخية التي رسخت في أذهان الجزائريين ودفعت بالملايين نحو صناديق الانتخاب في مايو 2012.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى