الجزائر

خالد نزار: “يجب محاربة داعش بكل الوسائل”

أحمد أمير

دعا القائد السابق لأركان الجيش الجزائر وزير الدفاع، الجنرال خالد نزار إلى محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي، منتقدا ما سماه بنفاق الدول الغربية محملا إياها وإسرائيل مسؤولية ما يحصل اليوم في العالم من جراء دعمها المباشر وغير المباشر للتنظيمات الإرهابية، محذرا من حرب حضارية.

وقال نزار، إذا كان هذا الإرهاب الجديد يتمدد بسرعة ليصل إلى استهداف الغرب، فلأنه يمتلك جذور بعيدة تعود إلى الاستعمار. يجب العودة إلى هذه المرحلة التي كانت الشعوب تعتبر من درجة ثانية وبثقافة مغلوطة تقول أن أجدادنا هو الغوليين. إن درجة الاحتقار كانت عميقة إلى درجة أن كل النساء كن عبارة عن “فاطمة”.

وأوضح نزار الذي كان أول من حارب الإرهاب الوهابي والتشدد في بداية تسعينات القرن الماضي، في حوار مع موقع “الجزائر الوطنية http://www.algeriepatriotique.com/” أن أصل التطرف الاسلاماوي بدأ في بداية ثمانينات القرن الماضي في حرب أفغانستان ضد الاتحاد السوفيتي من خلال ثنائية العداوة بين الشيوعية والإسلام التي دعمتها ورعتها الولايات المتحدة التي شرعت في استقطاب “المجاهدين” من كل مكان.

مضيفا أنه بعد خروج الاتحاد السوفيتي من أفغانستان كان على هذه المجموعات العودة إلى بلدانها الأصلية لإعلان “الجهاد”.

الجنرال خالد نزار أوضح أن الجزائر كانت أول أهدافهم. وكانت أول دولة في العالم تحارب التطرف الاسلاماوي ودفعت الجزائر الثمن غاليا.. ولم يسلم من ضربات المتطرفين السلفيين الجهاديين لا قوات الأمن ولا مثقفين ولا صحفيين وكانت النساء هدفا مميزا لضرباتهم..وتعرضت المداشر والقرى للسياسة الأرض المحروقة، مثل بن طلحة والرايس وبني مسوس وسيغ.

ولماذا هذا الخلط المقصود، يجيب نزال أن اللعبة مقصودة. فعندما نتحدث نحن عن الحرب ضد المدنيين، يتحدثون هم عن الحرب الأهلية على الرغم من أن مسؤولين كبار في الدولة ذهبوا إلى العواصم الغربية لشرح الظاهرة الإرهابية لكنهم تمسكوا بفكرة أننا انقلبا على الصندوق وأوقفنا المسار الانتخابي..إلى غاية اليوم الذي أصبحوا يعدون الضحايا من أبنائهم يوم 13 نوفمبر في مسرح باتاكلان وستاد فرنسا، من أجل ـ ربماـ يفهمون.

وحمل المتحدث الدول الغربية المسؤولية بخصوص عدم حل القضية الفلسطينية العادلة التي هي قضية كل المسلمين لأنها قضية القدس، لأنه من غير المفهوم للمسلمين كيف تصبح ثالث مكان مقدس في الإسلام وأولى القبلتين، ممنوع عليهم زيارته.

مضيفا أن الغرب الذي يعطينا دروس ما انفك يساند سياسية إسرائيل في فلسطين..مشيرا إلى انه من غير المعقول وسم حماس بالإرهاب  وهي تواجه الغطرسة والقوة الاسرائيلة.

وقال نزار، إن مقولة بن مهيدي مثال حي في هذا المجال: “أعطونا طائراتكم ودبابتكم نعطيكم قنابلنا”..في إشارة إلى ضرورة حل القضية الفلسطينية ثم القول أن الكرة في ملعب حماس والفلسطينيين والعرب.. ليخلص إلى القول إن هناك علاقة بين قضية الشعب الفلسطيني والإرهاب الاسلاماوي.

وقال نزار إن حل عادل للقضية الفلسطينية سينهي الإرهاب، مضيفا أن التحيز الأمريكي في هذه الموضوع لا يحتمل في نظر المسلمين عموما.

وبالعودة إلى أحداث باريس وهجمات داعش التي قال إنها تتغذى من فكر تجاوزه الزمن، مشيرا إلى انه تنظيم ممول من البترودولار، دعا نزار إلى ضرورة الإحاطة بهذا العدو والإحاطة بآلياته ومحاربته بكل الإمكانيات المتاحة.

وشدد على أن الضربات الجوية لا تكفي. لأن “داعش” يتوفر على مساحات كبيرة لقد أصبح يضرب على أبواب الغرب، في المغرب وفي الساحل وفي إفريقيا وفي كل مكان من العالم، لقد حان الوقت للحسم وتحطيمه من خلال الانتقال لمرحلة أخرى بضرورة وجود قوات على الأرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى