الجزائرالرئيسيةسلايدر

خطير/ العقيد المتقاعد العربي الشريف:” فرنسا كانت مسيطرة على جهاز الاستعلامات والأمن”!

القايد صالح رفض طلب الفريق توفيق السماح باستخدام مطار تمنراست من قبل الطائرات العسكريةالفرنسية

كشف العقيد التقاعد عبد الحميد العربي الشريف، معلومات غاية في الخطورة بخصوص درجة الهيمنة الأمنية الفرنسية على الجزائر ومدى تحكمها في مصير الجزائر منذ سنوات طويلة جدا من خلال تمكنها من السيطرة ومراقبة جهاز الاستعلامات والأمن منذ عقود طويلة.

وقال العقيد عبد الحميد العربي الشريف، في منتدى جريدة الحوار ليلة أمس، إن فرنسا عرفت كيف تلعب على الوتر الحساس في الجزائر من خلال الهيمنة على مفاصل الدولة الجزائر وذلك من خلال تغللها في جهاز المخابرات الجزائرية وكيف سيطرت على جهاز الاستعلامات والأمن وأصبحت فرنسا يضيف العقيد العربي الشريف أن فرنسا أصبحت تدير جهاز الاستعلامات والأمن لصالحا وذلك أن معلومات حساسة كانت تصل إلى فرنسا قبل وصولها إلى القيادة الجزائرية.

ويروي العقيد العربي الشريف، قصة حصلت بعد تعيين محمد بتشين على رأس الجهاز عام 1989 وفي إحدى زياراته الميدانية لإحدى المراكز العملياتية، وجد مكتبا مغلقا، ففتح المكتب ودخل فوجد أن هذا المكتب هو مكتب التعاون الاستخباري مع فرنسا، ففي اليوم الثاني أرسل لجنة تحقيق التي توصلت إلى معلومة أن هذا المكتب كان يعمل في اتجاه واحد، يعني أن كان يسلم وفقط معلومات للطرف الفرنسي ولا يحصل على أي معلومات من فرنسا لصالح الجزائر، والغريب أن محمد بتشين وجد أن عمل المكتب يحصل بدون علم القيادة، فقام بإحالة الضابط المسؤول عن المكتب إلى التقاعد.

وكشف العقيد المتقاعد، أن المفارقة أنه بعد 5 أشهر تقريبا من إحالة هذا الضابط على التقاعد أعادة الجنرال العربي بلخير (مدير ديوان رئاسة الجمهوية) وقتها إلى الخدمة والغريب أنه تدرج في المراتب العسكرية ووصل إلى رتبة لواء في جهاز المخابرات وقاد مديرية حساسة داخل جهاز الاستعلامات والأمن، وهي يضيف العربي الشريف صورة عن الهيمنة الفرنسية على الجزائر المستقلة، وهو وما يعني أن فرنسا أمسكت بزمام جهاز حساس مثل الاستخبارات والأمن فهذا شيء خطير للغاية بل ولا يوجد ما هو أخطر من ذلك في دولة تدعي السيادة والاستقلال.

استهداف بلمختار لقنصلية الجزائر بغاو كان بدعم مخابراتي فرنسي ومغربي

وأضاف العقيد المتقاعد، أن فرنسا لم تكتفي بذلك، وهو ما تكشفه أحداث تاريخية قريبة جدا ومنها سيطرة الإرهابي مختار بلمختار بداية شهر ابريل 2012 على قنصلية الجزائر بغاو المالية بدعم مطلق وتوجيه دقيق من المخابرات الفرنسية والمغربية ومخابرات دولة عربية (تحفظ العقيد المتقاعد عن ذكرها بالاسم).

ووصل مختار بلمختار، أمير كتيبة الملثمين ضمن تنظيم القاعدة بالساحل، إلى مدينة ”غاو” في شمال مالي، أين أجتمع مع رجال الدين والقبائل في المنطقة التي أغدق عليهم بالمال الذي منحته له المخابرات الفرنسية تحت غطاء الفدية التي كانت تدفعها له. ومباشرة توجه بلمختار نحو قنصلية الجزائر بمعية قافلة سيارات كانت معه.

ويكشف العقيد العربي الشريف، كيف أن من أدار معركة الاعتداء على القنصلية هي المخابرات الفرنسية والمغربية، وشاركت معهم دولة خليجية. والخطير يقول العربي الشريف، أن الطرف الجزائري من خلال جهاز المخابرات على علم بالعملية ولكنه لم يحرك ساكنا ما يطرح جملة من التساؤلات الخطيرة عن أسباب امتناع جهاز الاستعلامات والأمن الجزائري بقيادة الفريق توفيق عن التدخل لحماية الدبلوماسيين في القنصلية في مدينة غاو.

ويؤكد العربي الشريف، أن مخابرات الدول المشار إليها مع مختار بلمختار لما دخلوا إلى القنصلية قاموا بالاحتفال بشرب الشاي داخل القنصلية على طريقة الفاتحين المنتصرين مع المجموعة الإرهابية للمقبور مختار بلمختار.

عملية تغنتورين

يضيف العقيد المتقاعد، أن العملية الثانية التي تثير الكثير من الأسئلة هي عملية الاعتداء عن مركب الغاز الطبيعي تغنتورين من طرف نفس الدول الثلاث المخططة للعملية أي فرنسا والمغرب ودولة خليجية كانت تهدف إلى إخراج الجزائر من سوق الغاز الأوربية. حيث تم الالتقاء بالإرهابي مختار بلمختار بمقر القنصلية بغاو وأمر بالتوجه إلى ليبيا بعد سقوط القذافي، وتم تأمين الطريق له وتحضير عملية الهجوم على تغنورين بهدف ضرب صناعة الغاز الجزائرية وإخراجها من سوق الغاز الأوروبية لصالح جهات معروفة. وإلى غاية هذه المرحلة المفصلية، يضيف العقيد المتقاعد عبد الحميد العربي الشريف، وفي عام 2015 تمت عملية إحالة الفريق توفيق على التقاعد بالطريقة التي يعرفها الجميع، وحل جهاز الاستعلامات والأمن.

استرجاع الدبلوماسيين الذين اختطفهم مختار بن مختار بقنصلية غاو بعد تعين الجنرال يوسف بوزيت على رأس مديرية الأمن الخارجي

يكشف العقيد المتقاعد كيف تمكن مدير الأمن الخارجي يوسف بوزيت الذين عين على رأس المديرية الحساسة في جهاز المخابرات، بعد تنحية الفريق توفيق، من استرجاع الدبلوماسيين الجزائريين الذين اختطفهم مختار بن مختار من قنصلية غاو بمالي، وهذا في ظرف 3 أشهر من تعيينه على رأس جهاز الأمن الخارجي وهو من خارج دائرة محمد مدين، وبدون أن يعلم رئيس دائرة الاستعلام والأمن، وهو ما أصاب فرنسا بالجنون كما جن جنون الفريق مدين أيضا، بعد استرجاع الدبلوماسيين وبدون أن تدفع الجزائر ولا دولار واحد فدية للجماعات الإرهابية التي اختطفت الدبلوماسيين، وهو أحد الانجازات الحساسة التي دفع من أجلها اللواء يوسف بوالزيت ثمنا غاليا، حيث انتقمت منه العصابة أيام قبل رحيلها، حيث قامت بإنهاء مهامه من على رأس جهاز الأمن الخارجي وعينت مكانه اللواء بن داود المعروف بعلاقته القوية بعائلة بوتفليقة حيث سبق له العمل في سويسرا وعمل سنوات طويلة بباريس الفرنسية.

ويؤكد العقيد العربي الشريف، أن فرنسا اشترطت على العصابة في إطار الترتيبات الجديدة قبل رحيلها أن لا يبقى اللواء يوسف بوزيت لأنه لقنها دروسا لن تنساها في مالي وليبيا واستطاع في ليبيا حاضرة بقوة لأنه أهتم بقوة بالفضاء الحيوي للجزائر الذي هو جنوب ليبيا، حيث أرسل الجيش الشعبي الوطني من إرسال مساعدات طبية وغذائية لأبناء الجنوب الليبي الذين يعيشون متاعب كبيرة منذ سقوط الدولة، وكسب الجزائر ود هؤلاء وأصبحت حاصرة في الملف الليبي من جديد وهو ما ترفضه فرنسا وأمريكا ودول خليجية جملة وتفصيلا.

ويضيف العربي الشريف، أن الجزائر التي غيبت في الفترة الأخيرة بسبب الحراك، أسعد كثيرا فرنسا وأمريكا ودول خليجية، وكله يصب في النهاية ضد مصلحة الجزائر في حال وصول خليفة حفتر إلى الحدود الجزائر لأنه يملك حقد على الجزائر ويريد إعادة رسم الحدود بين البلدين للسيطرة على المياه الجوفية الجزائرية والسيطرة على حقول الغاز خدمة لمصالح شركة توتال الفرنسية التي سيطرت على الثروات النفطية الليبية بعد سقوط القذافي.

القايد صالح يرفض طلب الفريق توفيق استخدام مطار تمنراست من قبل الطائرات الفرنسية

من المعلومات الخطيرة للغاية التي كشفها العقيد المتقاعد، تلك المتعلقة بالطلب الغريب الذي تقدم به الفريق محمد مدين، المدعو توفيق، إلى قائد الأركان الفريق أحمد قايد صالح، والمتعلق بالسماح للطائرات العسكرية الفرنسية التي تهاجم مالي، باستخدام مطار تمنراست.

وهو الطلب الذي رفضه الفريق قايد صالح جملة وتفصيلا، رغم إعادة تقديمه من الفريق توفيق بعد شهرين للمرة الثانية في عام 2014 وهي السنة التي أصيبت فرنسا بالفزع الشديد من درجة تسليح الجيش الجزائري فسارعت يقول العقيد المتقاعد العربي الشريف إلى مطالبة أعوانها في الجزائر بإقناع قيادة الأركان بشراء طائرات رافال الفرنسية وشراء فرقاطات فرنسية، إلا أن قيادة الأركان والتزاما لعقيدتها الثابتة توجهت إلى شراء طائرات متعددة المهام سوخوي 30 من روسيا وشراء فرقاطات من ألمانيا.

سر العداء والحقد الفرنسي الاعمى ضد قايد صالح

ويكشف العقيد المتقاعد كيف أن الفريق أحمد قايد صالح تعرض إلى ضغط كبير حتى من رئاسة الجمهورية لشراء الأسلحة من فرنسا، ولكنها رفض إطلاقا وذهب إلى روسيا لشراء سوخوي وإلى ألمانيا لشراء الفرقاطات متعددة المهام. كل هذا بات يشكل عداء شديدا من فرنسا العميقة ومن شبكاتها ضد الجزائر وضد الجيش الجزائري وضد قيادة الاركان على وجه الخصوص.

وليد أشرف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى