أراء وتحاليلاتصال

دور شبكات التواصل الإجتماعي في تنامي الهجرة غير الشرعية

  • مساهمة 

دكتور محمد لعقاب*

في الوقت الذي تسعى فيها الدول المصدرة والمستقبلة للهجرة وعلى رأسها دول الإتحاد الأوروبي لمكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وفي الوقت الذي تسعى فيه الدول المصدرة للهجرة لمحاربة الظاهرة على اعتبار أن شبابها هم الضحية، يجري تنظيم الهجرة غير الشرعية نحو أوروبا، من خلال الترويج من الفم للأذن وحتى من خلال شبكات التواصل الإجتماعي التي تسمح ببلوغ عدد أكبر من المرشحين للهجرة، حيث يتم استخدام شبكات التواصل الإجتماعي للحصول على المعلومات والتحريض على الهجرة بتوفير غرف الدردشة والهواتف النقالة. والسؤال المطروح كيف تعمل هذه الشبكات على تشجيع الهجرة غير الشرعية من جهة، وكيف نستطيع توظيف هذه الشبكات لمحاربة هذه الظاهرة الحساسة والخطيرة؟

أولا: معطيات تثبت دور شبكات التواصل الإجتماعي في تشجيع الهجرة غير الشرعية

حسب المتتبعين لهذا الشأن توجد مئات الصفحات على شبكة الأنترنت وخاصة الفيسبوك تحرض على الهجرة غير الشرعية وبشكل علني، وتصل أسعارها حتى 10 آلاف يورو، لكن أقلها سعرا هي أكثرها خطرا.

وقدرت معطيات الأوروبول أن 90 بالمئة من المهاجرين مروا عبر شبكة إجرامية لبلوغ هدفهم، بتسهيل من شبكات التواصل الإجتماعي.

وحسب مدير الأوروبول روب وينرايت Rob Wainwright  فإن “تهريب المهاجرين هي النشاط الإجرامي الأكثر نموا في أوروبا، فالأزمة كبيرة لأن الأرباح كبيرة”.  وحسب ذات المصدر فإن تجارة المهاجرين حققت في عام 2015 ما بين 4- 6 مليار يورو.

وقد سجل المركز الأوروبي لمحاربة تهريب المهاجرين في دراسة نشرت شهر سبتمبر 2016 أن شبكات التواصل الإجتماعي أصبحت تستخدم أكثر فأكثر خلال السنوات الأخيرة في الهجرة غير الشرعية، فهي تساعد المهاجرين على التجمع، وخلق ديناميكية قوية على الحدود، وتزيد في قدرة المهربين على تنويع طرق الهجرة لمواجهة الإجراءات الأمينة المتخذة.”

في عام 2010 نظم المنتدى العربي في هولندا، بمدينة لاهاي ندوة حول الهجرة غير الشرعيةـ وأكد خلالها الباحثون أن الشباب  في بلدان جنوب المتوسط يعتمدون بشكل متزايد على تقنيات الإعلام الجديد للتواصل مع نظرائهم الأوروبيين أو المهاجرين في أوروبا بحثا عن فرص للهجرة في محاولة لتخطي الحواجز الأمنية والقانونية المتعاظمة بين بلدان شمال وجنوب المتوسط. وأوصى مؤتمر لاهاي بتدشين حوار إعلامي عربي أوروبي حول طريقة تناول هذه الظاهرة.

في 10 سبتمبر 2015 كتب موقع شبكة الشرق الأوسط للإرسال،  مقالا بعنوان الهجرة إلى المجهول: ترويج موقع فيسبوك للهجرة غير الشرعية خرج عن السيطرة، قال كاتبه أن مواقع التواصل الإجتماعي لم تعد تستخدم للعلاقات الشخصية .. بل يوجد صفحات تروج لرحلات الهجرة غير الشرعية، وأصبح الفيسبوك بابا رئيسيا لها مع عشرات من المجموعات والصفحات التي تجذب العابرين وتحمسهم للدخول بشكل غير شرعي إلى بلدان أوروبية مع وعود بأن رحلاتهم ستكون مضمونة.

وأضاف الموقع أن هناك صفحة تدعى “الطريق إلى أوروبا” كتبت عنها صحيفة الغارديان البريطانية تقريرا مفصلا، واعتبرت أن تجار البشر يستغلون موقع الفيسبوك لإغراء الناس برحلات نحو أوروبا. وتضيف ذات الجريدة أن محاربة هذه الصفحات مسألة بالغة الصعوبة والتعقيد.

وكتبت جريدة الشرق الأوسط، تقول أن رحلة الهجرة السرية إلى أوروبا تبدأ من الفيسبوك بـ 2800 دولار على يخت سياحي والانترنت بوصلة توجههم للعثور على المهربين الذين ينقلونهم لحياة أفضل.

وركزت الجريدة في مقالها على اللاجئين الذين يهربون من الحروب في الشرق الأوسط، باستخدام الفيسبوك، وتضمن لهم خرائط الأنترنت ألا يضلوا الطريق. وكيف يتحصلون على كل المعلومات في كيفية الهجرة من نقطة الانطلاق من سورية حتى الوصول إلى مكان القارب في إيزمير بتركيا أو غيرها، والسعر على قارب مطاطي 1200 يورو وعلى يخت سياحي بين 2500 و2800 يورو.

في شهر سبتمبر 2018 تحركت وزارة الداخلية المغربية، حيث حذرت من الإعلانات على الفيسبوك المشجعة على الهجرة غير الشرعية، والتي تحدد مكان الانطلاق في الشواطئ المغربية وتحديدا من مدينة الناظور، ونقطة الوصول في أوروبا، والسعر وغيرها. وفتحت تحقيقا في استغلال الفايسبوك في هذه الهجرة.

 

ثانيا: شبكات التواصل الإجتماعي: بعض الخصائص

لابد أولا من الوقوف على بعض الخصائص التي تيمز شبكات التواصل الإجتماعي حتى نستطيع فهم الدور الخطير الذي تلعبه في تشجيع الهجرة غير الشرعية.

  • – عدد مستخدميها يتفوق على عدد مستخدمي الإعلام التقليدي

– الفيسبوك مثلا أكثر من نصف سكان العالم لديهم حساب، في الجزائر أكثر من 20 مليون، وأكثر من 22 مليون مستخدم للأنترنت، أحسن جريدة تسحب 100 ألف، وكذلك أحسن قناة تتابعها بضعة آلاف.

2 – شبكات التواصل الإجتماعي عززت حرية المواطنين

أصبح نشر المعلومة سهلا، في مساحة غير محدودة، وبمختلف اللغات، وبالصور الثابتة، والمتحركة، كما أصبح تلقيها ميسرا، وسريعا، وكل ذلك بشكل مجاني تقريبا. وهذا يعني أن المحتوى أصبح يولده المستخدمون.

3 – عززت شبكة التواصل الإجتماعي التواصل العالمي: أصبح بمقدور مستخدمي هذه الشبكات التواصل على صعيد عالمي بتكلفة زهيدة.

4 – عززت هذه الشبكات التفاعلية: بمعنى هناك تفاعل أحيانا فوري مباشر أو تفاعل غير مباشر بين ملايين المستخدمين، وهذا ما لا توفره اي وسيلة إعلامية تقليدية.

5 – عززت التكيفية: أي تعديل المعلومات والمعطيات حسب الطلب أو حسب الرغبات أو حسب المستجدات. وهذا لا يتاح لوسائل الإعلام التقليدية بالشكل الذي أتيح للأنترنت.

5 – مكنت بعض التطبيقات من التواصل المرئي والمكتوب والصوتي على صعيد عالمي بشكل مجاني مثل تطبيقات واتس آب والفايبر، التي هي نفسها أصبحت شبكات تواصل اجتماعي.

6 – تسهل شبكات التواصل إعادة إنتاج المحتوى، ونشره على صعيد واسع، وأحيانا بل ربما في معظم الأحيان، لا يملك المستخدمون المؤهلات التي تجعلهم يقيّمون المحتوى: هل هو صحيح أو مغلوط أو دعاية أو تحريض أو إشاعة إلخ

7 – أصبحت مراقبة الفضاء الإلكتروني صعبة بالنسبة للحكومات. وكل مراقبة تعرض الحكومات لضغط المجتمع المدني العالمي.

ثالثا: دور شبكات التواصل الإجتماعي في الهجرة غير الشرعية

اتضح حسب العرض السابق، أن شبكات التواصل الإجتماعي تلعب دورا هاما في الهجرة غير الشرعية، سواء في ذلك من الجزائر  نحو الخارج، أو  من الخارج نحو الجزائر.. وهو ما تم التركيز عليه خلال السنوات الأخيرة خاصة منذ عام 2015.

  • دورها بالنسبة للمرشحين للهجرة:

1 – في تحقيق عن كيفية استخدام اللاجئين للفيسبوك كتب ألكسندر فيلا في مقالا يقول فيه :” بفضل التكنولوجيا الجديدة، فإن اللاجئين يتعاونون فيما بينهم، وبتبادلون المخططات الجيدة بهدف الوصول بسرعة للجهة المقصودة.”

واستجوب أكلسندر فيلا بعض الباحثين، فأكدوا له أن دراسات حديثة حول الهجرة غير الشرعية بينت أن  شبكات التواصل الإجتماعي تعتبر بالنسبة للمهاجرين الوسيلة الوحيدة لتبادل المعلومات، حيث يلاحظ أن الإتصال المباشر عبرها سهل تشارك المعلومات. كما تعتبر الهواتف النقالة وسيلة ذات أولوية قصوى، حيث يبيعها المهربون للمهاجرين بين 200 و250 يورو، لأنهم عندما يكونون على ظهر البواخر، فإنه بفضل هذه الهواتف يستطيعون طلب الإنقاذ، كما تمكنهم الهواتف النقالة من البقاء في تواصل مع أولائك الذين وصولوا، ويمكن لهم مساعدتهم على المرور والإقامة والعمل وغيرها

وفي عام 2012 أجرت دراسة لجامعة أوكسفورد، على 90 مهاجرا من البرازيل وأوكرانيا والمغرب، بحصة 30 لكل بلد، وخلصت هذه الدراسة إلى أن شبكات التواصل الإجتماعي تغير شبكات المهاجرين، وتسهل الهجرة، لأنها:

– تساعد المهاجرين على الاحتفاظ بعلاقات قوية مع العائلات والأصدقاء

– وسيلة للإتصال خلال عملية الهجرة

– تساعد على إقامة روابط جديدة

–مصدر غني بالمعلومات غير الرسمية حول الهجرة

وشرحت الدراسة أن المهاجرين الأوائل كانوا يتصلون مع عائلاتهم عن طريق الرسائل والطرود البريدية، وفي بعض الأحيان تستغرق اشهر للوصول، لكن مؤخرا أصبحت المكالمات الهاتفية الدولية الزهيدة بمثاية الغراء الذي يبقى على علاقات وطيدة بين المهاجر وأهله.

ومع تكنولوجيا المعلومات وشبكات التواصل تضاعفت سرعة وكثافة المعلومات والإتصالات. والأنترنت لم تجعل الناس مجرد متلقين بل  مستخدمين أيضا، وتضاعفت هذه الظاهرة مع تقنية واب 2.0، ثم تطورت الشبكات الاجتماعية لتصبح عبارة عن قنوات لتبادل المعلومات، بالإضافة إلى كونها وسيلة اتصال فردانية. الأمر الذي أنتج “وفاة المسافة” .

2 – تساعد شبكات التواصل الإجتماعي المهاجرين على التواصل مع الذين هاجروا من معارفهم، ويتحصلون على معلومات حول كيفية الهجرة، وبمن يتصلون من أجل الهجرة وبعد الوصول، وغيرها، فمثلا يطرح بعضهم السؤال التالي:  أيها الأخوة، إنني أرغب في الهروب من سوريا أو ليبيا أو الجزائر .. إلى إسبانيا .. ساعدوني على ذلك، وأرجو أن لا يكون السعر مرتفعا ..

3 – يبحثون عن معلومات عن طريق الهجرة: بمعني المسلك الذي ينتهجونه من نقطة الإنطلاق حتى مكان الوصول ونقاط المرور

4 –  تمكنهم من التواصل مع المهربين

5 – تسهل عليهم التواصل مع عائلاتهم وأصدقائهم خاصة بفضل التطبيقات المجانية للفايبر والواتسآب.

دورها بالنسبة للمهربين (تجار الهجرة غير الشرعية)

بتاريخ 25 ماي 2017 كتبت دانا ألبوز تقول أن شبكات التواصل الإجتماعي هي أهم حليف للمهربين. وقالت الكاتبة أن “فيدو دعائي نشر على الفيسبوك، يبين من خلاله المهرب صور مهاجرين تم تهريبهم، كي يقنع المرشحين للهجرة بأنه موثوق وآمن.

وكتب سبينسر هولتواي يقول أن تهريب المهاجرين وجد في شبكت التواصل الإجتماعي، وخاصة الفايس بوك، أرضا خصبة لترقية خدماتهم وجذب الزبائن، وهو توجه تأكد نهائيا عام 2016.

وأضاف الكاتب أن المركز الأوروبي لمكافحة الهجرة غير الشرعية ((EMSC التابع للأوروبول تلقى في عام 2016 معلومات عن 1150 حساب مشبوه على شبكات التواصل الإجتماعي، مقابل 148 فقط خلال عام 2015 تروج للهجرة غير الشرعية.

وحسب مصدر من الأوروبل استند إليه سبينسر فإن هناك عددا متزايدا من شبكات التواصل الإجتماعي للترويج الهجرة غير الشرعية تقترح خدمات متكاملة للمهاجر من ضمان دخول لبلد المقصد، إلى الإقامة، رخصة عمل، الزواج، وحتى التعليم للأطفال.

وقد لاحظت المنظمة الدولية للمهاجرين (OIM) أن عددا كبيرا من المهاجرين الذين وصولوا إلى إيطاليا واليونان تم إغراؤهم بواسطة شبكات التواصل  الإجتماعي خاصة الفيسبوك.

وحسب ذات المقال فإن عددا كبيرا من المهربين الذين يعلنون على الواب يوجدون في تركيا، لكن منذ 2016 تم اكتشاف حسابات في أـوروبا. ويستغل المهربون شبكات التواصل الإجتماعي كما يلي:

1 – يستخدمونها للإعلان عن موعد انطلاق الرحلة، وينشرون أرقام الهواتف للتواصل، وعادة يفضلون الواتسب أو الفايبر، ويعلنون عن الأسعار، للفرد، وللجماعات وللعائلات، وللأطفال.

2 – يستخدمون أسلوبا دعائيا بالإدعاء أن “الرحلة آمنة 100 بالمئة”، ونشر صور الباخرة التي تقلهم، والترويج بنشر صور الحراقة الذين وصلوا إلى مبتغاهم، قد تكون صحيحة وقد تكون خاطئة.

3 – يقدمون عبر شبكات التواصل الإجتماعي خدمات تطمين من خلال فتح بوابات التحاور مع بعض المحامين وتقدمهم على أنهم خبراء ويساعدون المهاجرين على الحصول على حقوقهم. ويعلنون مثلا أن الدفع يكون بعد الوصول وهكذا.

4 – ظهر تنافس قوي بين المهربين، من خلال الأسعار أو الخدمات، فبعض المهربين يعلنون مثلا عن تقديم وجبات وهواتف نقالة من أجل التواصل، وحتى الإقامة في مرحلة التجمع قبل الإنطلاق.

غير أن تلك العروض الدعائية ليست دائما صحيحة، فتلك المقدمة في ليبيا تتحدث عن توفير غرف ووجبات طعام، لكن تلك الغرف في الواقع هي مراكز اعتقال، يتعرض فيه المرشح للهجرة حتى للضرب والتعذيب وتعرض النساء حتى للإغتصاب.

رابعا: محاربة الهجرة غير الشرعية باستخدام شبكت التواصل الإجتماعي

1 – ملاحظات هامة:

– من العبث القول أن محاربة شبكات التواصل الإجتماعي يسهل عملية القضاء على الهجرة غير الشرعية.

– أن شبكات التواصل الإجتماعي، ليست سببا في الهجرة غير الشرعية، بل عنصر مساعد ومسهّل، وبالتالي مهما بلغت قدرة التحكم الحكومي في الفضاء الرقمي، فإنه لا يقضي على الهجرة غير الشرعية، بل قد يساهم في الحد منها.

– هناك اسباب آخرى للهجرة غير الشرعية بعضها عالمية وبعضها خاصة بكل مجتمع أو بلد، وبالتالي فإن المواجهة الحقيقية تبدأ بمواجهة الأسباب، بشكل فردي داخل كل دولة أو من خلال التعاون الدولي.

2 –استغلال شبكات التواصل الإجتماعي لمحاربة الهجرة غير الشرعية

1 – ينبغي الوصول إلى الناس المرشحين أو الراغبين في الهجرة بنفس الوسائل التي يستخدمها المهربون، وهي شبكات التواصل الإجتماعي.

2 – الحرب المضادة ضد مواقع شبكات التهريب: باستهداف حساباتهم، أو التبليغ عن حساباتهم للشركات مثل فيسبوك أو يوتيوب على أنها حسابات غير مرغوب فيها، مثل المواقع الإرهابية.

3 – توظيف جيش من المستخدمين المتميزين في العمل الشبكي للحد من توظيف هذه الشبكات في التهريب. حتى إذا اقتضى الأمر توظيف الذباب الإلكتروني.

4 – نشر الوعي الإجتماعي عن طريق هذه الشبكات باستهداف الشباب والأولياء وغيرهم، وذلك عن طريق الندوات، معارض للصور، المساجد، وسائل الإعلام الجامعات والمدارس وحتى الشوارع.

5 – التركيز على نشر الأخبار السيئة – وهي الحقيقية- المتعلقة بالمهاجرين غير الشرعيين (النهاية المأساوية: الموت، السجن، الإستعباد في الوظائف، التشرد في الدول المستقبلة، الإستغلال من قبل جماعات إرهابية غيرها..

6- كشف حقيقة المهربين :الغش الاحتيال، البواخر مهترئة، سترات النجاة غير مواتية ..

خامسا: من هو مستخدم الشبكات الإجتماعية الذي نستهدفه؟

عندما نعرف جمهورنا، نعرف كيف نخاطبه، وقد بينت الدراسات حول مستخدمي الأنترنت بصفة عامة ما يلي :

1 – إن المستخدم يبحث عن المعلومة ويرغب في الحصول عليها بشكل سريع

2 – إن المستخدم قلق وغير صبور، لا يريد موقعا بطيئا، اي تحميل ثقيل للصور والبيانات

3 – يكره المستخدمون الدعاية والنصائح

4 – يكره الكتابات الطويلة

5 – المستخدم لا يقرأ مباشرة إنما يقوم أولا بعملية مسح

سادسا: كيف نصمم الرسالة الموجهة للراغبين في الهجرة عبر شبكات التواصل الإجتماعي؟

بعدما عرفنا جمهورنا (المرشح للحرقة) نعرف كيف نخاطبه

1 – يجب تقديم المعلومة أكثر من الدعاية والنصيحة

2 – يجب أن تكون المعلومة واضحة ومفهومة

3 – يجب أن تكون المعلومة مرئية ( لأن المستخدم يقوم بعملية مسح قبل القراءة)

4 – لا ينبغي الإكثار من نشر الصور أو البيانات حتى يصبح الموقع بطئ، نكتفى صورة واحدة مؤثرة، أو نكثر الصور في مواقع مختلفة

5 – نتجنب الكتابات الطويلة

6 – إن الصور والأرقام هي الأكثر جذبا

سابعا: حدود شبكات التواصل في محاربة الهجرة: المعركة مستمرة

1 – مراقبتها عملية عبثية، إذ نظرا، لدور شبكات التواصل الإجتماعي في تشجيع الهجرة غير الشرعية، اصبحت أوروبا تدعو إلى مراقبة محتوى الواب، وزيادة التعاون مع المزودين بالأنترنت، وشركات شبكات التواصل الإجتماعي، وإلى استخدام هذه الشبكات نفسها لمكافحة الهجرة غير الشرعية.

لكن هذه السياسة تتعرض للنقد، حسب نيكول غايال، فمادامت طرق الدخول لأوروبا مغلقة، وسياسة أوروبا بخصوص الهجرة لم تتغير، فإن تجارة تهريب المهاجرين ستتطور أكثر فأكثر، وأن إجراءات أوروبا للتعاون مع شركات الأنرتنت ستفشل ( مشكلة الهجرة الإنتقائية)

2 – هناك شكاوى عديدة بالعديد من المواقع وقامت الفيسبوك بإغلاق العديد منها، لكن المهربين دائما يفتحون حسابات جديدة. وبتاريخ 3 جانفي 2019 نشر موقع H24info أن شركة الفيسبوك جندت عددا معتبرا من الموظفين لمحاربة الصفحات التي تشجع الهجرة غير الشرعية. (لكن المعركة تبقى مستمرة، حيث يتم إنشاء صفحات جديدة.

3 – الهجرة غير الشرعية تجارة مربحة جدا (7 مليار دولار سنويا)  بمعنى أن المعركة ليست بين الحكومات والمهاجرين، بل بين شبكات التهريب والحكومات، وهذه الشبكات هي دولية، ومن بين أعضائها هيئات رسمية وشخصيات نافذة، وحتى منظمات غير حكومية لحقوق الإنسان.

4 – الفجوة الرقمية: بمعنى قدرة المرشحين للهجرة على استخدام تكنولوجيا المعلومات

5 – عامل اللغة التي يستخدمها المهاجرون والمهربون قد تكون غير مفهومة لدى السلطات المكلفة بمحاربة الهجرة غير الشرعية

6 – يتم تغيير الصفحات بعد يوم أو يومين

7 – الشبكات متداخلة بين عدة بلدان

ثامنا – عوامل مساعدة على مكافحة الهجرة غير الشرعية

1 – الجيل الحالي جيل رقمي: يكره تماطل الحكومات في تحقيق رغباته وطلباته وإلا تحول إلى قوة ضغط ولوبي يستخدم شبكات التواصل الإجتماعي، معناه أن الخدمات الحكومية يجب أن تكون سريعة وفعالة.

2 – إعادة النظر في تسيير الحياة الإجتماعية: الأطفال سرقنا منهم طفولتهم من السنة 5 وهم يدرسون بدون توقف، حتى في أوقات الراحة والعطل ندفع بهم نحو الدروس الخصوصية، أصبحت بلادنا اسوأ مكان للعيش بالنسبة للأطفال والشباب.

3– تفعيل التداول على السلطة: غير معقول أن وزير ما لا يتغير لمدة 20 سنة

4 – محاربة الهجرة الإنتقائية: التي تعتمدها أوروبا والتي تستنزف الكفاءات التي أنفقت عليها الدولة من الخزينة العمومية.

 

*أستاذ الإعلام جامعة الجزائر3

(محاضرة خلال ملتقى وزارة الداخلية حول الهجرة غير الشرعية بتاريخ 19 جانفي 2019)

 

 

مراجع المحاضرة

1 – الهرجة غير الشرعية: حين تبدأ أحلام الهجرة من الأنترنت وتنتهي في أعماق البحر، في موقع دوتشيه فيله، بتاريخ 8/5/2010.

2 – الشرق الأوسط، العدد 13428 بتاريخ 3/9/2015.

3 – ألكسندر فيلا المقترح من كنال + التي بثت وثائقي بعنوان EXODE بتاريخ 5 أكتوبر 2016:

4 – تجار البشر يستخدمون شبكات التواصل الإجتماعي للترويج للهجرة غير الشرعية . في  INFOMIGANTS.NET بتاريخ 23/05/2017)

5 –  د. محمد لعقاب، مهارات الكتابة للإعلام الجديد، دار هومة، الجزائر، ط1، 2013

6 – Gaelle Nicolle ; Qand les reseuax sociaux favorisent le trafic de migrants ; dans : sputnik France du 22/12/2016

7 –  IMMIGRATION CLANDESTINE : Enquête sur les annonces diffusées sur les réseaux sociaux ; HUFFPOST MAROC du 18/09/2018.

8 – Alexandre Vella ; Comment les refugies utilisent les réseaux sociaux entre eux ; dans vice du 4/10/2016

9- Rianne Dekker and Godfried Engbersen ; How social media transform migrant networks and facilitate migration; working paper n°64: university of OXFORD:2012

10 –  Dana Alboz ;Les réseaux sociaux ; meilleur allie des passeurs clandestins ; dans : INFOMIGRANTS.NET. DU 25/05/2017

11 – Spencer E Holtway ; Les réseaux sociaux, novelle niche du trafic de migrants ;

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى