اتصالتكنولوجياجازيملحق TIC

دونالد ترامب يسعى لتحديث وعصرنة الأمن الالكتروني الأمريكي 

بقلم فريد فارح

 أجمع خبراء الأمن الالكتروني الأمريكي على أن المنشآت الاستراتيجية للبلاد ستمسها هجمات الكترونية وقرصنة في المستقبل، والغالبية ستنسب لكيانات في ايران وروسيا والصين، خصوصا ما تعلق بتخريب الشبكة الكهربائية والمؤسسات المالية ونظام المراقبة الجوي.

وخلق هذا لتهديد المتعلق بالأمن الالكتروني للولايات المتحدة قلقا وانشغالا كبيرين لدى الرئيس دونالد ترامب، حيث قام مؤخرا بتوقيع مروم رئاسي لمكافحة هدمات القرصنة الإلكترونية على المستوى الفدرالي، وتضمن المرسوم انشاء اطار خاص بمتعاملي المنشآت الإستراتيجية وايضا تبادل المعلومات بما فيها تصنيف وكالات فدرالية مع شركات خاصة.

وبصورة اوضح الرئيس ترامب يريد تحسين شبكة امن الوكالات الحكومية، بعد ان تم قرصنته من طرف هاكرز اجانب في السنوات الأخيرة، وأن تكو نالشبكة الكهربائية والقطاع المالي والمصرفي أحسن وأكثر حماية ضد الهجمات الكترونية وعمليات القرصنة.

ووجب التذكير أن الشركات الطاقية في الولايات المتحدة كانت هدفا لهجمة الكترونية وقرصنة كان يمكن لها ان تتيح للهاكرز الحاق الضرر بالشركات المعنية، وفق تقرير لـ “Symantec”.

ويستعمل القراصنة طرقا مختلفة للقيام بالهجمات، على غرار رسائل بريد الكتروني بها محتوى على علاقة بقطاع الطاقة، أو جمع مواقع يتم عادة زيارتها من طرف موظفي شركات الطاقة، والهدف هو الدخول لشبكة الشركة المستهدفة.

وسمح المرسوم الذي وقعه الرئيس الأمريكي للوكالات الفدرالية المكلفة بمراقبة سياسة الدفاع والاستخبارات، على ارغام الشركات الخاصة للخضوع للإطار التنظيمي، ووفق ذات النص فغن الوكالات ستركز اهتمامها على المنشآت الإستراتيجية اين يمكن لهجمة الكترونية ان تتسبب بضرر يكون وقعه وطنيا أو جهويا على الصحة او الامن العام او الاقتصاد الوطني.

أعمال عدائية الكترونية

لقد مست عدة هجمات قرصنة معلوماتية النظام الصناعي الحيوي في الولايات المتحدة، وفي العام الماضي تعرضت بيانات نحو 2.7 مليار حساب مستخدم تتمتع بالإيواء لدى شركات مثل ياهو ودروب بوكس وماي سبايس، لتبعات الهجمات الالكتروينة.

وانتشرت كثيرا طلبات الفدية التي مصدرها هدمات سيبرانية (ألكترونية، وصارت اليوم تشكل تهديدا حقيقيا للشركات.

ومنذ 2016 تضاعف عدد هذه الهجمات بثماني مرات، وصار النووي الامريكي مصدر جلب لأطماع الهاكرز، حيث ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز، ونقلا عن تقرير مشترك ما بين هيئة الأمن القومي ومكتب التحقيقات الفدرالي (أف.بي.أي”، فإن الشبكات المعلوماتية للشركات المكلفة باستغلال المفاعلات النووية كانت عرضة لهجمات الكترونية غير معروفة خلال الشهرين الأخيرين.

واستهدفت  على وجه الخصوص شركة Wolf Creek Nuclear Operating Corporation التي تقوم بإدارة وتسيير مشاة نووية في كنساس، كما تعرض للهجمات ايضا مصنعو مفاعلات نووية وشركات طاقوية.

ولمواجهة هذه الاعمال العدائية الإلكترونية، لم يبق للولايا تالمتحدة خيار، فقد كان من الصعب جعل الاطار القانوني فعالا بسبب صعوبة التعرف على القراصنة.

ويتضمن الحل المقدم من طرف المعهد الوطني للتكنولوجيا، تركزيا حول التبادل الكامل للبيانات.

ومرسوم ترامب ذهب أبعد حين أدرج ايضا كتابة الدولة للأمن الداخلي، والمدعي العام على المستوى الفدرالي ومدير الاستخبارات الوطنية وكاتب الدولة للدفاع، لتبادل المعلومات بما فيها تلك المحفوظة في الامن السيبراني مع شركات خاصة.

وضخت الإدارة الأمريكية امولا واستثمارات ضخمة من اجل ان تكون مستعدة لمكافحة الهجمات المعلومايتة القوية التي تهدد الامن القومي والاقتصادي وأيضا الديمقراطية الإلكترونية.

واستدعى الجيش الامريكي 60 ألف جندي لمناورات معلوماتية، تحت اشراف 4 آلاف اطار متخصص، كما ان استراتيجية لحرب الكترونية تكون قيد الاعداد من طرف وزارة الدفاع االمريكية “البنتاغون”.

بدورها القوات الجوية الأمريكية تم تزويدها بهيئة مؤقتة على شكل قيادة قوات سيبرانية (الكترونية)، معتبرة ان الشبكات تشكل ساحة حرب حقيقية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى