الجزائر

زيتــوني: العلاقات مع فرنسا لن تصبح “مـمتــازة” مـادام مــلف الــذاكـــرة عــالقــا

أحمد أمير

أكد الطيب زيتوني وزير المجاهدين، أن العلاقات الجزائرية الفرنسية لن تصبح “ممتازة” ما بقي ملف الذاكرة عالقا، مشيرا إلى أن زيارته الأولى من نوعها إلى باريس تطرقت بـجرأة لملفات المفقودين والتفجيرات النووية بالصحراء الجزائرية فضلا عن ملف استرجاع الأرشيف الوطني كاملا غير منقوص.

وأكد وزير المجاهدين، أن جرح الاستدمار الفرنسي اندمل لكن علاماته باقية والجزائر لن تتنازل عن مطالبها الشرعية دونما مركب نقص، معتبرا حملات التشويه التي تتعرض لها الذاكرة الجزائرية من قبل بعض الأشخاص بالعملية “المعزولة” و” المنفردة”، مشددا على أن التاريخ والتضحيات الجزائرية أكبر بكثير .

وكشف زيتوني، الذي نزل الاثنين 15 فيفري، ضيفا على فوروم الإذاعة الجزائرية، أن زيارته إلى فرنسا، جاءت تلبية لدعوة كاتب الدولة لدى وزير الدفاع الفرنسي المكلف بقدامى المحاربين والذاكرة جان مارك تودشيني، الذي قدم إلى الجزائر على متن طائرة رئاسية خاصة للمشاركة في احتفالات الذكرى الـ 70 لمجاز الـ 8 ماي 1945، وهو ما يعتبر مؤشر جيد على تغير الموقف الفرنسي اتجاه ملف الذاكرة منذ التوقيع على ” إعلان الجزائر” للتعاون والصداقة بين الرئيس بوتفليقة والرئيس هولاند خلال زيارته إلى الجزائر ديسمبر 2012.

وقال زيتوني، إن الزيارة أفضت إلى تشكيل لجنة جزائرية فرنسية مشتركة تفرعت عنها عدة لجان لدراسة ملفات المفقودين، التفجيرات النووية برقان وملف الأرشيف الوطني الجزائري، مشيرا إلى اجتماعين تم عقدهما في الـ 3 والـ 11 من الشهر الجاري بالعاصمة الجزائر، تطرقا إلى ملف المفقودين وملف التجارب النووية برقان التي احتفلت الجزائر في 13 فيفري بذكراها الـ 56.

 

التعويض عن تفجيرات رقان يجب أن تشمل الضحايا والمحيط والبيئة

أكد وزير المجاهدين أن المفاوضات مع فرنسا حول هذه الملفات وصلت إلى نقطة ” اللارجوع”، حيث طالبت الجزائر بالتعويضات لضحايا التجارب النووية سواء كانوا أفراد أو جماعات علاوة على تعويضات عن الأضرار التي تعرض لها المحيط والبيئة، مضيفا أن فرنسا الاستعمارية ارتكبت جريمة شنعاء لا تغتفر برقان بشهادات الفرنسيين أنفسهم والجزائر لن تتنازل عن مطالبها الشرعية دون أي مركب نقص وستدعم ملف ضحايا التفجيرات النووية بالاستعانة بخبراء  في القانون، وأطباء ، مؤكدا أن فرنسا لا تستطيع أن تنكر جرائمها في رقان، كما تقرر إعادة دراسة ملف المفقودين خلال الحقبة الاستعمارية من قبل الجزائريين، مشيرا إلى أنه التقى العائلة الثورية وأصدقاء الثورة من الفرنسيين بباريس

 

الجزائر تسلمت 2 % من الأرشيف الوطني لدى فرنسا

وبخصوص قضية الأرشيف الوطني الجزائري لدى فرنسا وتماطلها في تسليمه، أكد زيتوني أن الجزائر لن تتنازل عن أرشيفها كاملا غير منقوص منذ بدء الاحتلال سنة 1830، مشيرا إلى أن الجزائر تسلمت 2 % فقط من أرشيفها الوطني، بينما تبقى ما نسبته 98 % بين أيدي الفرنسيين، مشددا على ضرورة استرجاعه كاملا حتى ذلك الذي يحمل صفة “سري للغاية”.

وقال زيتوني إن اللجان المشتركة بدأت في عملها حديثا ونحن في بداية المفاوضات لاسترجاع الأرشيف كاملا دون استثناء، مضيفا أن ملفا التفجيرات النووية والمفقودين لا يمكن مناقشته بمعزل عن ملف الأرشيف لأن الملفات الثلاثة مرتبطة ولا يمكن فصلها فالحديث عن المفقودين أو مواقع التفجيرات النووية -وحتى خرائط الألغام على خطي شال وموريس-  مستحيل دون العودة إلى الأرشيف الوطني الجزائري لدى فرنسا، لكن هذا لم يمنع الجزائريين والمؤرخين من توثيق جرائم فرنسا الاستعمارية منذ وطئت أقدام الاحتلال أرض الشهداء كاشفا في هذ السياق أن الجزائر أحصت 1212 مركز للتعذيب و1312 مقبرة شهداء آخرها تم اكتشافها بخنشلة التي ستحتضن الاحتفالات الرسمية باليوم الوطني للشهيد الموافق لـ 18 فيفري تحت شعار “حتى لا ننسى إخواننا الشهداء” .

وعبر وزير المجاهدين عن استيائه والأسرة الثورية والمجاهدين من حملات التشوية التي تتعرض لها الذاكرة التاريخية الجزائرية، وصنفها في خانة ” المعزولة” و”المنفردة”، مشددا على أن التاريخ والتضحيات الجزائرية أكبر بكثير، موضحا أن الثورة التحريرية كانت شعبية وليست مؤطرة في مدارس عسكرية ومن الطبيعي أن تتخللها سلبيات لكن إيجابياتها كانت أعظم ويكفي فخرا أنها هزمت الحلف الأطلسي بعدته وعتاده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى