أراء وتحاليلالجزائرالرئيسيةسلايدر

سقوط حلم المرحلة الانتقالية: عودة الرئيس تبون ترعب العصابة

بقلم- وليد أشرف

ليس سرا القول إن بعض الولاة والمسؤولين على كل المستويات بما فيها المركزية والمحلية يعملون بلا هوادة منذ نجاح الانتخابات الرئاسية قبل عام على وضع القنابل والألغام على طريق تنفيذ المشروع الإصلاحي الذي جاء به الرئيس عبد المجيد تبون.

رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، كان صريحا جدا خلال اجتماع مجلس الوزراء الأخير متحدثا بلغة مغايرة للنبرة التي كانت سائدة في زمن العصابة التي أحكمت سيطرتها على مقدرات البلاد لسنوات طويلةّ، حيث خصص الاجتماع الأول بعد عودته من رحلته العلاجية بألمانيا لتقييم عمل حكومة الوزير الأول عبد العزيز جراد، وهو الاجتماع الذي تزامن مع الذكرى الأول لتنصيب الحكومة في 2 يناير 2020، حيث وجه رسالة واضحة لبعض المندسين و”المؤلفة قلوبهم” ممن حاولوا الانعطاف بسرعة البرق وبدرجة 180°  خلال مرض الرئيس بعد إصابته بفيروس كوفيد 19 وذهابه في رحلة العلاج إلى ألمانيا لمدة قاربت الشهرين، و أولائك الذين صدقوا كذبة العصابة بأن الرئيس لن يعود، وأطلقوا الريح لأرجلهم مهرولين نحو آلهتهم التي يعبدونها من عقود طويلة، وهم بالمناسبة جلهم أو غالبيتهم “من الذين آمنوا بعد الفتح”.

رسائل مجلس الوزراء

عقد اجتماع مجلس الوزراء في الذكرى الأولى لتعيين الحكومة له أكثر من دلالة وهو بحد ذاته إجابة وصفعة للعصابة المتواجدة في السجن ولأتباعها خارج السجن وللذين تمكنوا في ظرف قياسي من التموقع من جديد ولعب دور “أولياء الله الصالحين” والمحبين وأنصار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وأعوانه في تنفيذ برنامجه والتزاماته الـ54، وماهم في الحقيقة سوى جنودا لتخريب البرنامج وتعطيله وضربه من الداخل.

لقد عملت العصابة منذ خطاب أداء القسم في 19-12-2019 على ترويج خطاب محبط وأفكار هدامة مفادها أن الرئيس عبد المجيد تبون، لن يتمكن من إتمام سنته الأولى في رئاسة الجمهورية وخاصة بعد أن انطلقت محاكمات العصابة المتواجدة في السجون والتي لم تتوانى في تحريك اذرعها المالية والسياسية لاستهداف رئيس الجمهورية وبرنامجه والتشكيك في الوعود والالتزامات التي قطعها والتي انتخب على اساسها ومنها استرجاع المال المنهوب واتخاذ مواقف قوية تجاه العدو الفرنسي التاريخي وإعلان مواقف حازمة في قضايا وملفات دولية منها الوضع في ليبيا ومالي والصحراء الغربية وفلسطين المحتلة وقضية الهرولة نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني.

في منتصف العام الأول وفي ظل جائحة وباء كورونا اشتدت الهجمات ضد الرئيس عبد المجيد تبون من داخل السجون ومن خارجها ومن اذرع العصابة المالية ومن صعاليك مأجورين يدعون المعارضة من فرنسا وبريطانيا وتركيا وسويسرا، أغلبهم تدفع المخابرات  الفرنسية والإسرائيلية والمغربية والقطرية رواتبهم، وتدفع لهم أيضا العصابة من الاموال التي هربتها أو التي لا تزال تهربها حتى وهي داخل السجون بالجزائر.

لم تكتفي العصابة بتحريض اذرعها المحلية وفي الخارج، المالية السياسية والإعلامية، بل نقل عن مصادر موثوقة جدا، أن أحد أكبر وجوه الفساد الموجودين بالسجن أبلغ أتباعه عبر قنوات معينة، بضرورة الصبر والثبات لبعض الأشهر، لأن الرئيس تبون لن يكمل عامه الأول في قصر المرادية، وأكثر من ذلك شرع بعض رؤساء المؤسسات المحبوسين في بيع أملاكهم لإيهام الراي العام أن الرئيس عبد المجيد تبون غير قادر على استرجاع الأموال المنهوبة التي وعد بها الشعب.

ثورة مضادة

لم تتوقف مؤامرات ودسائس العصابة وشبكاتها على جميع المستويات في تأليب الرأي العام ضد الرئيس من خلال حملات التشكيك في شرعيته وفي طريقة انتخابه والزعم بأن الفريق نائب وزير الدفاع المرحوم أحمد قايد صالح فرضه بالقوة على الشعب، بل وصلت خطط العصابة التآمرية إلى تحريض بعض الولاة على تعطيل كل شيء وخاصة باستعمال جهاز البيروقراطية الادارية الرهيب لقيادة حملة مقاومة شرسة لمنع التغيير باستعمال كل الادوات والإدارات الممكنة  لتعطيل وضرب المسار، منها الإدارة العمومية والمؤسسات الاقتصادية والبنوك ودفعها للعمل على تعطيل مصالح المواطنين لدفعهم نحو ثورة ثانية ضد الرئيس عبد المجيد تبون، لقد أعلنها رئيس المحكمة العليا صراحة بأن هناك ثورة مضادة.

صدمة العصابة وأذيالها  

الرسالة القوية الأخرى التي أراد الرئيس عبد المجيد تبون تمريرها لمن يهمه الأمر، تتعلق ببعض “المؤلفة قلوبهم” الذين انقلبوا على عقبيهم خلال مرضه ونقله للعلاج في ألمانيا، ممن زعموا وصدقوا زعمهم وروجوا لأمانيهم، بأن الرئيس عبد المجيد تبون، أصبح من الماضي، وأن البلاد تتجه نحو مرحلة انتقالية كما تريده أمهم الأبدية فرنسا، لم يستطع بعض أشباه المعارضين والحاقدين ومناضلي الصالونات اخفاء سعادتهم شهر اكتوبر بعد سماعهم خبر مرض الرئيس متجردين من أدني الاعتبارات الانسانية التي تلزم أي بشر سوي بعدم التشفي في المرض. ولهذا كانت عودة السيد الرئيس إلى ممارسة مهامه بقوة وحزم، بمثابة صدمة، أفسدت حسابات أعداء الخارج الذين تتزعمهم فرنسا والصهيونية العالمية والمخزن المغربي، وامتداداتهم الداخلية المتمثلة في العصابة وأدعياء الديمقراطية ومنظمات حقوق الانسان المغشوشة المتحالفة مع دعاة الربيع العربي والثورات الملونة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى