سلال أمام الثلاثية: “الجزائر تقاوم جيدا وستبقى واقفة”

عبد الوهاب بوكروح

أكد الوزير الأول عبد المالك سلال، الأحد 5 جوان، أن الجزائر تقاوم رغم السياق الاقتصادي الصعب الناجم عن انهيار أسعار النفط في السوق العالمية منذ 2014 الذي كبد البلاد خسارة أزيد من نصف مواردها المالية.

وكشف سلال أنه على رغم “الذين أعمى الحقد بصيرتهم فإن الجزائر ستبقى واقفة وإذا كانت أسعار البترول قد انخفضت فإن وحدة الشعب الجزائري  وعبقريته ثروة لن تفقد أبدا قيمتها”.

وقال سلال،خلال افتتاح أشغال الاجتماع الـ 19 للثلاثية (حكومة-المركزية النقابية-منظمات أرباب العمل) “أقولها دون ديماغوجية: الوضع صعب والعوائق حقيقية والغد غامض، إلا أن الجزائر تقاوم جيدا”.

وتكابد الجزائر منذ سنتين كاملتين بسبب انهيار أسعار النفط السريع والحاد، مما تسبب في  تراجع موارد البلاد المالية بأكثر من النصف، غير أن الجزائر تقاوم رغم هذا السياق الصعب وتطوره غير الواضح، بحسب المتحدث.

وأشار سلال، إلى أن دولا أغنى قامت بمضاعفة أسعار الوقود وتقليص الدعم الاجتماعي وقطع الماء والكهرباء وإحالة الموظفين إلى البطالة التقنية بسبب تدهور أسعار النفط.

وأستطرد سلال، قائلا أن هناك من راهن على تزعزع سريع للجزائر، وفر آخرون من السفينة كي لا يحاسبوا على غرق كان يبدو لهم حتميا.

وأشاد الوزير الأول “بحكمة الشعب الجزائري وعبقريته الذي رفض دائما خطاب الخوف والهلع والمغامرة السياسية والذي أكد في كل مرة خياره من اجل الاستقرار والتنمية وثقته في الرجل الذي فوضه بكل سيادة لتسيير البلاد”.

وأكد الوزير الأول، على أن “الثلاثية أصبحت أكثر من مجرد أطار للتشاور بل فضاء حقيقي للابتكار في خدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في بلادنا”، مشيرا إلى توصيات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي طلب من المشاركين في هذه الجلسات العمل الجماعي لـ”تجسيد النموذج الاقتصادي الجديد الهادف إلى بعث النمو والاستثمار خارج المحروقات مع الحفاظ على التماسك الاجتماعي في إطار العدالة الاجتماعية ودولة القانون”.

وكشف سلال، أنه سيتم خلافا للعادة، استحداث لجنة لمتابعة لتنفيذ قرارات اجتماع هذه الثلاثية، مشيرا إلى أن “استحداث لجنة لمتابعة القرارات التي سيتخذها اجتماع الثلاثية ستكون في توصيات أشغال الاجتماع”.

استعداد الحكومة للتشاور والحوار

جدد سلال استعداد الحكومة للتشاور والحوار حول كل القضايا ذات الاهتمام الوطني في إطار الاحترام الصارم للقانون والتنظيم.

وقال سلال، إن العدالة الاجتماعية معترك يتعين يوميا على الدولة تجسيده بين فئات المجتمع في كل الميادين وذلك بالمساواة أمام القانون وتوازن الأقاليم وتكافؤ الفرص وكذا الإنصاف في تطبيق النظم والمعايير.

وبحسب المتحدث، فإن واجب العدالة الاجتماعية خط ثابت في عمل الجهاز التنفيذي وسنلتزم به خلال التعديلات التشريعية القادمة لقانون العمل ومنظومة التقاعد بعد تحقيق الإجماع في الثلاثية، مضيفا أنه ينبغي ضمان الحقوق الاجتماعية للعمال دون استثناء للحفاظ على المنظومة الوطنية للتقاعد المبنية على التضامن بين الأجيال وهذا ما يفرض علينا القيام بإصلاحات عادلة.

وشدد سلال على أن نجاحنا يتطلب وضع قواعد عادلة وبسيطة تقبلها الأغلبية وتطبق على الجميع بكل إنصاف وشفافية.

وأثنى الوزير الأول على العمال والإطارات وأرباب العمل، الذين تميزوا خلال السنوات الأخيرة بنضج سياسي ونقابي يشرف الجزائر، موضحا أن ممثليهم تمكنوا دون التراجع عن التزامات القواعد من تجاوز المواقف النقابية والعمل بتنسيق مع الحكومة من أجل تحقيق الهدف الأسمى المتمثل في تنمية البلاد، مضيفا أن نتائج العقد الاقتصادي والاجتماعي من أجل النمو الذي صادقت عليه الثلاثية في 2014 بدأت في الظهور وأنه ينبغي علينا تدعيمها وتعزيزها.

الجزائر تكافح للحفاظ على استقلال قرارها

أكد سلال بأن الوطن آمن ومستقر ويقوده المجاهد الذي اختاره المواطنون والذي تقف خلفه بكل التزام كل مؤسسات الدولة، مضيفا أن الجزائر حرة وسيدة في قرارها السياسي والاقتصادي، على الرغم من الصعوبات الاقتصادية والتي لم تدفعها للتنكر أبدا لالتزاماتها مع من يبدؤون حياتهم العملية أو الذين يعملون اليوم وكذا أولئك الذين هم في راحة مستحقة بعد سنوات طويلة من الجهد في إشارة إلى المتقاعدين، داعيا الجزائريين جميعا إلى رفع تحديث القرن الـ21، قائلا، إن الجزائر باشرت مسارا هائلا في التجديد الوطني.

وشدد سلال على أن الجزائر يبنيها كل أبنائها، وأنه ينبغي على كل جزائري له مكانة في بلاده أن يساهم في بنائها، مشيرا إلى أن المطالبة بهذه المكانة تستدعي الاعتراف أيضا بحق الآخرين وذلك جوهر رسالة المصالحة الوطنية التي زكاها الشعب بسيادة والتي من واجبنا ألا ننحرف عنها أبدا، مضيفا “بفضل إرادة الجميع وجهودهم المخلصة سنتمكن من النجاح” .