أراء وتحاليل

 “شخصيات وطنية” مُصنعة لضرب استقرار الجزائر

التيار التغريبي المساند للدولة العميقة يريد اختطاف حراك الشعب الجزائري بالقوة

بقدرة وخبث الدولة المُوازية، وأبواقها وبيادقها الإعلامية، أصبحنا اليوم نرى بوضوح كيف تمّ تحويل الأحمرة إلى أحصنة، وتصنيع البيادق وتقديمها على أنها شخصيات وطنية، وأصبحنا اليوم نعيش واقع انقلاب المفاهيم والصور في أقبح تجلياته، والمسؤولية هنا لا تقع على الدولة الموازية والزّوافية، التي نجحت طوال عقود من الزمن، في التحكم في كل مفاصل الدولة، بمُباركة ودعم من فرنسا على وجه التحديد، التي لم تقبل إلى يومنا هذا الاعتراف بوجود دولة جزائرية مستقلة، وعملت المستحيل عبر بيادقها عندنا على مسخ فضائنا السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي، ودعم دعاة تقسيم الجزائر وتفتيتها، قُلت إن المسؤولية لا تقع فقط على هذه الدولة المُوازية التي كان يديرها ضباط فرنسا عندنا، بتوجيه مباشر من المخابرات الفرنسية، بل إن المسؤولية تقع على التيار الوطني، الذي بفعل تشتته، سرّع عملية المسخ هذه.

إنني لا أبالغ البتة فيما أقوله، ويكفي أن نستمع لما سُمي بـ”نداء الشخصيات الوطنية للمشاركة في مسيرة الجمعة العشرين للحراك الشعبي، يوم 5جويلية الجاري”، ونعرف أسماء من أطلقوه، لنُصاب بالغثيان والرغبة في التقيؤ، فأصحاب النداء هم:”ناصر جابي، اسماعيل للماص، سمير بن العربي، فتيحة بن عبو، عبد العزيز رحابي، مصطفى بوشاشي، كريم طابو”، وهنا يجب أن نتوقف في لحظة تأمل، لنسأل أنفسنا، عن الجهة التي صنّفت هؤلاء في خانة الشخصيات الوطنية، ونسأل أنفسنا، ما الذي قدّمه هؤلاء لبلدهم حتى يُرغموننا على نَعتِهم بـ”الشخصيات الوطنية”؟، بكل تأكيد أن الإجابة عن السؤال ستُحيلنا إلى مكان آخر، وجغرافية غير جغرافيتنا، فهؤلاء، يشكلون كوكبة من بعض تزاحموا على عتبات السفارة الفرنسية عندنا في الجزائر، لتقديم آيات الولاء، والانبطاح، لذا رأينا بعضهم يدافع عن حمل رايات غير الراية الوطنية، مُعتبرين ذلك شكلا من أشكال الحرية، كما أن بعض المُقربين من هذه الكوكبة، تطاولوا حتى على الدين الإسلامي وعلى الرسول صلى الله عليه وسلّم، فكلهم تقريبا لا يحملون من الجزائر سوى الاسم، وهم مستعدون رُبّما لتقديم اعتذار رسمي، إلى فرنسا، على ما قام به الشهداء والمجاهدون إبان الثورة التحريرية، ضد الجنود الفرنسيين.

ما يحز في النفس، أن بعض الإعلاميين ممن كنا نشتم فيهم رائحة الوطنية، راحوا خلال الأيام القليلة الماضية يُهلّلون لإشاعة احتمال تعيين رحابي خلفا للوزير الأول نور الدين بدوي، وبعضهم قال بأن ذلك سيشكل بداية لحل الأزمة في البلاد، وما لاحظناه اليوم، أنهم تراجعوا بعدما شاهدوا فيديو “أصحاب النداء” ومن ضمنهم رحابي هذا، هذه الواقعة برأيي تستوجب من الجميع الحذر، وعدم الانسياق وراء ما يتم الترويج له من سموم بخاصة في بعض مواقع التواصل الاجتماعي، والمنابر الإعلامية التي تأسست بمُباركة ودعم من الدولة الموازية، التي يتواجد عدد من رؤوسها في السجن.

إننا اليوم ومع انكشاف هذه المؤامرة التي تستهدف ضرب وحدتنا واستقرارنا، في يوم عزيز على كل جزائري غيور على وطنه، أي يوم 5 جويلية عيد الاستقلال، مطلوب منّا أن نُقيم حصنا متينا، لعزل هذه الشرذمة من الخونة الجدد، وعدم السماح لها ولمُشغليها، بالعبث في بلد الشهداء الأبرار، وإنجاز هذا الحصن، يمُر حتما عبر دعم ومُساندة القيادة المُجاهدة للجيش الوطني الشعبي، التي لولاها، لما نجح الحراك في الحفاظ على سِلميته، فهذه القيادة هي التي تحمي أرواح الجزائريين، وأثبتت الأيام والحقائق أنها الأحرص على العبور بالبلاد إلى برّ الأمان، ولذلك باتت تتعرض لحملات تشويه غير مسبوقة، من قبل المُتلهّفين على إراقة دماء الجزائريين، والحال كذلك يتوجب على الوطنيين الأحرار، أن يتجندوا بقوة يوم الخامس جويلية، لقطع الطريق أمام المُغامرين والمُقاولين بأمن واستقرار الجزائر.

زكرياء حبيبي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى