أراء وتحاليلالجزائرالرئيسيةسلايدر

في فلسفة “التبرديع”  !

بقلم : عبد الجبّار الطيّب  – ظهر مصطلح “التّبرديعْ” كمصطلح مضاد لعبارة “لحاسي الرونجاس” التي أضحت تُقذف في حق كل من “يتجرّؤُ” من الشعب الجزائري ، تأييدَ جيشه الوطني سليل جيش التحرير الشريف، التبرديع كمصطلح مشتقّ من البردعة وهي نسيج من الحَلْفاء المغلّف بالكّتان، ويوضع على ظهر الحمار -عفاكم الله- لئلّا يتألم من ثقل الأحمال.

مصطلح “التّبرديعْ” اقتحم عالم التنابز الحاصل في الجزائر، خصوصا بعد استقالة الرئيس بوتفليقة وتصدّر رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي نائب وزير الدفاع الوطني للمشهد المرافق للحراك الشعبي، وإذا كانت عبارة “لحاسي الرونجاس” قد وُلدت من رحم المنادين بالفترة الانتقالية والدّوس على الدستور ورفض الانتخابات ، فقد جاءت العبارة المضادّة وهي التّبرديع ، لتلخّص حجم التلاعب الكبير الحاصل بالرأي العام الجزائري، الذي يتماهى ويتأثر بمخابر صناعة و توجيه واختراق الحراك الشعبي، بما يخدم عرّابي الفتن والحكم من وراء ستار بِمِعْول المجالس التأسيسية والفترات الانتقالية، ذلك أن كُنهة مصطلح التبرديع هاهنا، تعني بشكل أوضح الإستحمار و في أحسن الأحوال الإستبغال !

انطلاق حرب المصطلحات باستهداف الجيش و صورته الناصعة مؤخرا  في الوعي والشعور الجمعي للشعب الجزائري ، عبر عبارة لحاسي الرونجاس كانت بمثابة عملية جراحية خبيثة لتثبيت مصطلح الرونجاس كشيء أقرب للخيانة ، هي حربٌ تخفي من ورائها عملا كبيرا و آلة دعائية ضخمة و محترفة ، تعمل على تجييش غالبية الشعب ذا النية الحسنة و المتطلّع للتغيير، الشعب الذي نخره الفساد ، الشعب الذي سُرقت أمواله و نُهبت ، الشعب الفقير في جزائر الثروات ، هذا الشعب الذي يُراد له أن يُقادَ بسحر المخابر هاته ، إلى حتفه وإلى المسلخ ، كيف ذلك ، يتسائل سائل ؟

الجواب هنا تختصره أحداث جمعة الرابع و العشرين من مايو ، حيث صدحت الحناجر  -المُقادة- عاليا بتخوين الجيش الوطني الشعبي ، و رئيس أركانه الفريق المجاهد أحمد قايد صالح ، الهتافات التي تركّزت في العاصمة و عبر مدن أخرى ، تم تداولها على نطاق واسع في الفايسبوك ، و قد شكّلت صدمة للملايين من الجزائريين الذين رأوا كيف تمّ إهانة جيشهم و قائده بلمسة حقدٍ واضحة جدّا للمحرّكين !

هنا انتقلنا من لحاسي الرونجاس إلى التصعيد التكتيكي نحو تخوين الجيش و قائده ، لنتساءل بهدوء ماذا و من خان الجيشُ ؟ ماذا و من خان رئيسُ أركانه قايد صالح ؟ لن أجيب على الأسئلة هاته لأترك للقارئ الكريم تخيّل الإجابة !

إن تخوين الجيش من خلال قائده ، ألعوبة خطيرة يراد بها استهداف المؤسسة العسكرية التي رافقت الحراك الشعبي بكل مسؤولية ، و كان لها أن ترجّح كفّة المطالب الشعبية إلى التنفيذ، بدءًا باستقالة الرئيس الأسبق ، ثمّ اعتقال وسجن و محاسبة كبار المسؤولين من شقيق الرئيس إلى كبار القادة الأمنيين و شخوص سياساوية متورطة في المؤامرة الشهيرة على أمن الدولة وسلطة الجيش ، الألعوبة هنا هي تماهي استهداف مؤسسة الجيش و قادتها مع هجوم غير مسبوق لدوائر فرنسية إعلامية و سياسية ، و أخيرا الخرجة “الغريبة”  لقناة “فرانس 24″، التي استضافت قائد التنظيم الإرهابي المُسمىّ القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ، استضافته بدون مناسبة هكذا ! ، و من بين ما تحدّث عنه “ضيف القناة الفرنسيةّ” ، هو إعطاؤه لرقم  100 ضابط كبير في الجيش الجزائري ، و رافق كلامه هذا  توعّدٌ بالويل !

الواضح أن اللعبة مكشوفة جدّا جدّا ، و قل لي من هو عدّوك أقول لك من أنت ، وسلمونا على الخيانة وعلى “البرْدَعَة” !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى