أراء وتحاليل

قراءة في اعتراف الامارات بإسرائيل

كتبه : عمر خالد

بعد بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى :”الاعراب اشدّ كفرا ونفاقا” .. هذه الاية الكريمة انما هي قاعدة عامة يجب أن نسترشد بها في قراءتنا للأوضاع في الخليج

في الخليج هناك مجلس تعاون يضم دولا ستة الامارات وقطر والكويت والبحرين وعمان والسعودية ,وقد طلبت هذه الدول من المغرب والأردن الانضمام مما يعني دول تعاون المماليك للحفاظ على ملكهم وليس هو تعاون خليجي .

ما يميز دول التعاون الاشتراك في القرارات والمشاور بينهم وان لا تتخذ أي دولة من هذه الدول قرارا إلا بعد المشاورة

قبل سنوات تم اغتيال محمود المبحوح في مدينة دبي وبعد التحقيق وجدوا أن المسؤول عن الاغتيال :اسرائيل ,مما يجعلنا نطرح اشكالية خطيرة ما مدى تواجد الصهاينة على الاراضي الاماراتية ؟ لم يكن في ذلك الوقت جوابا شافيا حتى جاء عام 2015 ليجيبنا على الاشكالية ,ولنجيب على هذا الاشكال الخطير يجب أن نقرأ أهم الاحداث التي ترتبط بهذه القضية .

الحرب على اليمن كانت الخطوة الاولى من الامارات بعد ضغط دول التعاون هذه الحرب الظالمة اسفرت عن خسائر جمة للطرف الاماراتي سواء من الجانب المدي أو البشري اضف إلى هذا موت نجل حاكم دبي ,بعدها شاهدنا انسحاب الجيش الاماراتي بالرغم من أن الحرب متواصلة فظننا انها استفاقة !!! لكنها مناورة طبعا تمهيدا للقنبلة الاكبر .

الوليد ابن طلال الملياردار السعودي الذي صرح للعلن وبكل وقاحة طبعا: على السعودية أن تتحالف مع اسرائيل لتوقف المد المجوسي الصفوي الايراني وان لم تفعل ذلك فان المملكة في خطر وستزول عن قريب ويذهب ملك ال سعود إلى التاريخ .

اللاعبة الجزائرية التي اقيمت ضجة حولها لأنها صارعة ضد اسرائيلية وصافحتها ,لايشك عاقل انها كانت مفاجئة للاعبة الجزائرية المسكينة التي لم تعرف كيف تتصرف حينها , في الوقت ذاته نجد الصحافة الغبية انهالت عليها بالسب والشتم بينما لم تطرح السؤال الاهم وهو ماذا تفعل لاعبة اسرائيلية في دولة عربية مثل الامارات ؟ لاشك أن أي عربي او مسلم يأتي إلى الجزائر مثلا أو يذهب إلى الجمهورية الاسلامية الايرانية ليشارك في منافسات ما لا يفكر اصلا انه سيواجه اسرائيل لكن في الامارات حدث ؟!!

بعد هذا كله نجد الحدث الاهم الذي يفسر لنا كل هذه الاشكالات وهو اعتراف الامارات بالكيان الصهيوني –اسرائيل- في هذا الزمن الحساس, فهل هذا إلا اعتراف من الامارات بسوابقها العدلية ؟ ولماذا في هذا الزمن بالضبط ؟

اسرائيل تعيش حالة من الرعب المزدوج الاول الانتفاضة الفلسطينية الثالثة ,والثاني القاعدة الروسية الاكبر في الشرق الاوسط .

بعد أن اسقطت تركيا سو 24 ثم زرع اس 400 في قاعدة حميم وفي سوريا عموما السلاح المرعب السلاح الذي يعني وباختصار الجو السوري في مأمن والجو الاسرائيلي في خطر ,تطلع علينا تصريحات خطيرة من الخارجية الاسرائيلية تقول: لا مانع عندي من دخول الطائرات الروسية للأجواء الاسرائيلية ,تصريح بالبند العريض مفاده الخوف والانبطاح بعد أن كانت تندد بالدخول الروسي ,بعد أن كانت تجول وتصول في الاجواء السورية ,اسرائيل الان خائفة من امرين :

الاول : أن يمتلك الجيش السوري اسلحة متطورة

الثاني : أن يملك حزب الله هذه الاسلحة

وبتالي تعزيز قوة الممانعة والمقاومة وهذا يعني أن اسرائيل إلى الزوال .

في خضم هذا الخطر المحيط بإسرائيل وهو خطر الزوال تأتي الامارات لتوفر الحضن الدافئ وتعترف بإسرائيل,والإشكالية المطروحة هنا هل هذا الاعتراف يخدم فقط مصالح اسرائيل ؟

قلنا أن الامارات من دول التعاون الخليجي وهذه الدول لا تتحرك إلا بالمشاورة وإذا كان كذلك فهل اعتراف الامارات بإسرائيل هو تمهيد لاعتراف دول الخليج بها ؟ ام هو فتح بوابة استراتيجية للتعامل المباشر مع اسرائيل من طرف دول التعاون ؟ هل السعودية التي ضغطت على الامارات للمشاركة في حربها القذرة ضد اليمن هي من ضغطت على الامارات لتعترف بإسرائيل لتفتح لها بذلك بوابة التعامل المباشر وتتحقق بذلك رؤى الوليد ابن طلال ؟

بالمقاربة بين الخطر الذي يهيم على اسرائيل والخطر الذي يحيط بالسعودية وهو واحد خطر الزوال لا يبقى عندنا شك أن للسعودية يدا في هذا, فكل من السعودية ودول التعاون الخليجي وإسرائيل تسابق وتصارع صارع الميت ,ولهذا هم يسخرون كل امكانياتهم حتى انهم مستعدون ليتفاوضوا مع الشيطان من اجل البقاء ,..

ويبقى هذا التحالف الشيطاني مرهون بالحرب التي يخوضها عنصر الممانعة سوريا حزب الله ايران مع الروس ضد داعش والإرهاب وعليه فان الايام المقبلة ستشهد احد الانتصارين المقاومة أو الارهاب ,ولا شك أن انتصار المقاومة له تداعيات وخيمة على المماليك على السعودية وتعاون الخليجي والمغرب والأردن ,الايام القليلة القادمة حاسمة جدا ,وسيكتب تاريخ ما بعد اسقاط الطائرة الروسية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى