اتصالتكنولوجياجازيملحق TIC

مؤشر شعبية الهاتف الذكي الصيني يبلغ 40 %

بقلم فريد فارح

لقد هبت الرياح خلال الخمس سنوات الأخيرة بما يشتهيه المصنعون الصينيون الجدد للهاتف الذكي، فالسوق الإفريقية للأجهزة الذكية تتواجد في أوجه نموها، وليس الثنائي “سامسونغ-أبل” هو من يسيطر على الوضع، بل هو Transsion Holding Ltd، الذي هو مصنع غامض استحوذ على الزبائن بعد أن اقترح عليهم هواتف ذكية مزودة بوظائف وخاصيات مرتبطة مباشرة بواقع السوق المحلي.

و يقوم Transsion Holding Ltd بتصنيع أجهزة ذكية تحت علامة Itel و Infinix و Tecno، وقام بتوجيه إستراتيجيته الإنتاجية نحو الفرضية التي تقوم على اساس دراسة سلوك المستخدمين مقارنة بالعروض المتعلقة بالأسعار المقترحة من طرف متعاملي الهاتف النقال، خصوصا في البلدان الناشئة.

وقرر المصنع الصيني تزويد كافة تشكيلة منتجاته من الهواتف النقالة بنظام شريحتي سيم، بعد أن اجر دراسة على السوق كشفت بأن غالبية المستخدمين الأفارقة يمتلكون عادة شريحتي سيم لتفادي إجراء مكالمات هاتفية خارج الشبكة وتوفير المال، وتفادي مكالمات مكلفة أكثر الصادرة عن الربط البيني للمتعاملين.

وقامت الشركة الصينية بتحسين الكاميرات المدمجة في أجهزتها بطريقة تسمح بالحصول على صور ذات جودة عالية في ظروف إضاءة ضعيفة، ويبدو ان إستراتيجية وضع خصائص ووظائف في الهاتف تحت تصرف الزبائن هم بحاجة لها، قد أتت بثمارها.

وحسب مكتب الدراسات IDC فإنه خلال الثلاثي الأول من 2017، المصنعون الصينيون نجحوا في الاستحواذ على نحو 40 بالمائة من سوق الهواتف الذكية في العالم، بمقدر ضعف ما كانت عليه النسبة قبل 5 سنوات.

وخلال هذه الفترة، تراجعت حصة سامسونغ وأبل في السوق بنحو 3.5 بالمائة خلال 2016، وحول المصنعون الصينيون مدينة شان زان مركز التكنولوجيات النقالة، إلى مركز توزيع “هاب” حقيقي لصناعة العقود للشركات الغربية الكرى المتخصصة في التكنولوجيات النقالة.

ونجحت الشركات الصينية أيضا في تبني مفهوم الإنتاج المنخفض التكلفة وجعله مقترنا بالتقنية العالية.

وبالرغم من هذه الانجازات التكنولوجية، إلا أن الزبائن في الجزائر يستخدمون مصطلح “هاتف ذكي صيني” لوصف والإشارة لأجهزة ذات نوعية رديئة.

واليوم من غير الممكن الاستمرار في التقليل من شان التجديد والابتكار التكنولوجي للأجهزة النقالة الصينية، وأحسن مثال هو ذلك المتعلق بـ أوبو، رائد السوق الصينية للهواتف الذكية منذ العام الماضي، وهذه الشركة تواجه إستراتيجيتها الهجومية على هذا السوق.

وسوقت أوبو في 2016 3 هواتف ذكية في الصين مقابل هاتفي أي فون لـ أبل، وعام بعد ذلك، كان العكس، وعمر الشركة الآن 8 سنوات، وكانت قد بدأت عملية إنتاج الهواتف النقالة المزودة بوظائف جد محدودة فيما يخص الأداء التكنولوجي.

مستوى كبير من التنافسية

تقوم نقاط البيع أوبو اليوم بتسويق هواتف ذكية لذات العلامة على المستوى العالمي بتصميم ممتاز وتتوفر على خصائص يطلبها الزبائن كثيرا،على غرار البطارية ذات الشحن السريع، وصور السالفي الفردية أو الجماعية.

ولاحظ المكلفون بالتوقعات في أوبو حماس المستخدمين لصور السالفي الجماعية وقاموا بتزويد الكاميرا بعدسات ذات زوايا واسعة موجهة لهذا النوع من الصور.

ومن أجل تعزيز إنتاجه تعتزم الشركة الصينية افتتاح مصانع جديدة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بعد تلك التي كانت في اندونيسيا.

وحسب آراء العديد من الخبراء فإن الهواتف الذكية الصينية صارت منتجات على درجة كبيرة من التنافسية، وصارت تنافس مصنعي الهواتف الفاخرة سامسونغ وأبل.

وعلى سبيل المثال ركزت هواوي في منتجها الأخير من عائلة هواتف P، وهو P10 Plus، على كاميرا الهاتف وأضافت خاصية الخلفية المعتمة على لصور لإظهار الوجه وهي خاصية معتمدة في لدى مالكي هاتف أي فون 7 +.

ولا تقتصر النتائج الجيدة للشركات الصينية على الأسواق الصاعدة في إفريقيا والهند، فهي تحق تقدما أيضا في الولايات المتحدة.

وحسب مكتب الدراسات IDC، فإنه خلال الثلاثي الأخير من 2016، بلغت حصة صانعي الهواتف الذكية الصينيين في الأسواق الأمريكية 19 بالمائة، أي بنمو بلغ 6 بالمائة مقارنة بسنة 2012.

واليوم الكثير من المستهلكين يفضلون شراء هاتف ذكي صيني أكثر من أي هاتف ذكي آخر بسبب العلاقة الجيدة ما بين السعر والنوعية وخصائص تقنية مقبولة.

وأيضا هناك ميزة الشريحة المزدوجة المقترحة من طرف العديد من المصنعين الصينيين، والتي أصبحت بمثابة معيار شراء حقيقي في السوق الجزائري للهواتف النقالة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى