الجزائرالعالم

مساهل: يجب إرفاق محاربة الإرهاب بإجراءات مكافحة التطرف

الجزائر اليوم

دعا وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل هذا السبت بنيويورك إلى العمل على أن تكون محاربة الإرهاب”مرفوقة بإجراءات مكافحة التطرف وبتشجيع سياسات تؤسس للعيش معا”.

وقال مساهل في كلمته خلال أشغال الدورة العادية الـ73 للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة، إن “المجموعة الدولية مدعوة بوجه خاص للعمل على أن تكون محاربة الإرهاب مرفوقة بإجراءات مكافحة التطرف وبتشجيع سياسات تؤسس للعيش معا”.

وأكد وزير الشؤون الخارجية، أن”الإرهاب الذي كانت الجزائر أولى أهدافه مع نهاية القرن الماضي، أصبح أحد الآفات الكونية الأكثر فتكا”، مضيفا أنه”بفضل تضحيات جسام تمكن بلدي من الوقوف منفردا في وجه هذه الآفة باعتماد مقاربة وبتسخير وسائل أثبتت نجاعتها، فتجربتنا التي نحن على استعداد لتقاسمها، تقوم على قناعة مفادها أن التصدي للإرهاب لابد أن يمر عبر القضاء على مسبباته العميقة وان يكون مرفوقا بسياسة صارمة في مكافحة التطرف العنيف”.

وأردف الوزير أنه”من دواعي اعتزازنا في هذا الشأن أن قيم ومبادئ العيش معا بسلام كانت منطلق سياسة الوئام المدني والمصالحة الوطنية التي قادها بكل عزم السيد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لإنهاء المأساة الوطنية والعمل على تصالح الجزائريين فيما بينهم”.

وقال مساهل إن”هذه المثل الرامية إلى لم الشمل تعتبر بالدرجة الأولى العامل المشترك للاستراتيجيات والسياسات والبرامج التي طبقت في مختلف ميادين النشاط الاقتصادي والاجتماعي والتربوي والثقافي والديني، وتوجه هذه المبادئ بشكل دائم السياسة الخارجية لبلدي ليس في جواره فحسب بل وفي علاقاته مع باقي دول العالم”.

 

العالم لا يزال يعيش على وقع أزمة”غير مسبوقة متعددة الأوجه”

وفي السياق نفسه أكد وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل أن”العالم قاطبة لا يزال يعيش على وقع أزمة غير مسبوقة متعددة الأوجه”، وأن هذا الوضع”يؤسف الجزائر كثيرا”.

وقال مساهل في كلمته خلال أشغال الدورة العادية ال73 للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة،”يؤسفنا كثيرا أن نرى بأن العالم قاطبة لا يزال يعيش على وقع أزمة غير مسبوقة متعددة الأوجه، نعتقد أن السيد انتونيو غوتيراش كان مصيبا في التحذير من أخطارها”، محذرا من”تفاقم النزاعات وبروز مخاطر جديدة وبلوغ الانشغالات العالمية في مجال الأسلحة النووية حدا لم تشهده منذ الحرب العالمية الثانية”.

وأضاف أن”الاختلالات البيئية تتسارع بوتيرة تتجاوز تحركنا، وهوة الفوارق تزيد اتساعا في وقت نسجل فيه انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان وارتفاع حدة النزعات القومية ونبذ الآخر”.

كما حذر الوزير من”خطورة هذه التحديات الجسيمة السابقة منها والمستجدة”، والتي”تزداد حدة بسبب تداعيات الأزمة الاقتصادية والمالية المستمرة وفي سياق العولمة المتقدمة أو بالأحرى الحتمية”، داعيا إلى”التحلي بالجرأة”أمام هذا التشخيص الذي”ازدادت خطورته بظهور نزعات أحادية وحمائية، لنعترف بعدم ملائمة بل وعدم جدوى السياسات الظرفية المتبعة لحد الآن بالنظر لعدم النجاعة الهيكيلة التي تلف هندسة حوكمة عالمية ما فتئت تثبت فشلها”.

وأشار مساهل إلى كلمة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عندما ترأس الدورة 29 للجمعية العامة، حين أكد أنه”لا يكفي الحصول على عضوية الأمم المتحدة لنكون في مأمن من الجوع والخوف”.

وأوضح أنه”لا يمكننا اليوم الرضى بأزلية نظام دولي لا يشجع على ترقية وتجسيد القيم العالمية للسلم والعدالة والتنمية،حيث التطور العلمي والتكنولوجي بدل أن يسهم في تحسين ظروف الحياة فقد كرس احتكار الموارد الاقتصادية والمالية بين أيدي أقلية، موسعا بذلك الهوة التي تفصل بين الدول والشعوب الأكثر غنى والأشد فقرا، وعليه فان الخلاصة المؤسفة هو أننا في أمام أزمة أخلاقية حقيقية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى