اتصالتكنولوجياجازيملحق TIC

مطلق التحذيرات ويكيليكس يحتفل بمرور 10 سنوات على ظهوره

فريد فارح

أكمل موقع ويكيليكس 10 سنوات من الوجود، واليوم هذه المنصة غير الحكومية التي تنشر ملفات سرية تورط دولا وسياسيين ومؤسسات كبرى، توجد في صلب الجدل الدائر حول ضرورة الدفاع عن حيادية الشبكة العنكبوتية “الانترنت والشفافية.

جوليان أسانج، مؤسس هذه الأرضية التي تتولى النشر على الخط “ويكيليكس-Wikileaks”، يبلغ من العمر 45 عاما، ورغم السنوات الأربعة التي قضاها داخل غرفة في سفارة الإكوادور في لندن، بعيدا عن تأثيرات أشعة الشمس، اغتنم هذا الـ “الهاكر” النشط الفرصة بمناسبة الذكرى العاشرة لإطلاق الموقع “ويكيليكس، لتوجيه خطاب عن طريق محاضرة عبر الفيديو، لصالح العشرات من الصحفيين والمصورين، حيث لم يضع الكثير من الوقت لتجديد نضاله من اجل الحريات الرقمية وحاول إقناع الرأي العالمي بجدوى الانترنت في التأسيس لمنظومة سياسية شفافة، وهل الانترنت يعد خطرا على الديمقراطية، أم بالعكس هو فضاء رقمي تتعزز من خلاله الشفافية السياسية في الاستحقاقات الانتخابية.

هذا الرجل الذي اغرق الولايات المتحدة في حالة من الجنون، بعد نشره لأسرار عن الجيش الأمريكي، بصدد تأدية دور بارز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

ومن اجل تخليد الذكرى العاشرة لإطلاق الموقع الخاص به، قام بنشر أكثر من 19 ألف رسالة بريد الكتروني تظهر الحزب الديمقراطي وانه قد تعمد إلحاق الضرر بالحملة الانتخابية للسيناتور بارني ساندارس، من اجل أن تفوز هيلاري كلينتون في الاقصائيات على مستوى الحزب.

وعقب عملية الكشف هذه قدم رئيس الحزب ديبي واسارمان شولتز استقالته من منصبه.

تاريخيا، وعلى أساس فكرة المؤسسة الصحفية، قام أسانج بتأسيس موقع ويكيليكس بداية سنة 2007، واختار له شخص دانيال إيلسبرغ كتعويدة.

هذا المحلل العسكري المعروف الذي كشف للرأي العام مجموعة من الوثائق السرية لحرب الولايات المتحدة في فيتنام والمعروف بعبارته الشهيرة ” لقد كنا صغارا، كنا أغبياء، كنا متكبرين (متغطرسين) لكن كنا على صواب”.

وأطلق موقع أسانج بصفحة بيضاء وظهرت عليها العبارة الشهيرة لدانيال إيلسبرغ.

في سنة 2008 نشر ويكيليكس دليلا تم توزيعه على الجنود الأمريكيين في “غيتمو” بمعسكر غوانتانامو، وهي وثائق حول الممارسات الدينية للكنيسة السيانتولوجية، والبريد الالكتروني الشخصي للمحافظ السابق لولاية ألاسكا، ساسة بالين.

في 2010 أطلق أسانج على موقعه شريطي فيديو ومئات الآلاف من الوثائق السرية المتعلقة بالسياسية الخارجية للولايات المتحدة، اكبر قوه في العالم وخصوصا البلد الرائد في مجال التكنولوجيا الرقمية.

وتم منح عملية تمحيص الوثائق السرية لفريق من 150 صحفي عبر 5 جرائد،  هي لوموند الفرنسية، نيويورك تايمز الأمريكية، دي غارديان البريطانية، إل باييس الاسبانية، ودير شبيغل الألمانية.

 

الرعب ينتاب المنظومة

وأمام عملية القرصنة الالكترونية هذه الأكثر شهرة في العالم، لم تتوان وزارة الدفاع الأمريكية في ردة الفعل، حيث قامت ذات الهيئة بنشر توصيات مشابهة تماما لما توجه مؤسسة بنكية لمحلليها والمشرفين على شبكتها.

ونصت التوصيات على أن المعنيين يجب عليهم إبطال (تعطيل) خاصية “الكتابة” على اللواحق القابلة للإزالة (مفاتيح USB، الأقراص الصلبة الخارجية)، على الأجهزة السرية المصنفة، والحد من الأنظمة المسموح لها بنقل البيانات من النظام السري نحو أنظمة أخرى غير سرية.

واشترطت التوصيات أيضا أن تتم عملية تحويل البيانات من النظام السري نحو النظام غير السري بوجود شخصين اثنين، وتم على إثر ذلك إنشاء فرق عمل خاصة بالتهديدات المحتملة لويكيليكس، تقوم بالرد على حادثة القرصنة، والعمل على عدم تكرارها مجددا.

وعلى صعيد آخر، قامت الجمارك الأمريكية بتعطيل أكثر من 80 موقعا على الانترنت تشتبه في قيامها بنشاطات غير قانونية، حيث طلبت ذات الهيئة تعطيل هذه المواقع عبر مؤسسة “Verisign “، المكلفة بإدارة النطاق  ” .COM”، وهذا بالتعاون مع هيئة الضبط العالمية للانترنت ” ICANN”، هذه الخيرة منعت ويكيليكس من نطاقه “.ORG”، وأجبرته للتحول نحو نطاق ” .wikileaks.ch”.

كما قام المزود بـ ” DNS” لصالح موقع ويكيليكس، بحضر التواصل مع الموقع المسؤول، وحسبه بسب ما يشكله من خطر على منشآته، بسبب العدد الكبير لهجمات القرصنة التي تعرض لها موقع ويكيليكس.

وقام موقع امازوم في 1 ديسمبر 2010 كرد فعل على ما كشف عنه الموقع الشهير، بسحب ويكيليكس من مجموعة الخوادم الخاصة بالإيواء، وفي اليوم الموالي جاء الدور على مؤسسات الدولة على غرار المكتبة الوطنية للكونغرس، كتابة الدولة للتجارة والجيش الأمريكي، الذين عطلوا على شبكات الدخول الخاصة بهم، موقع ويكيليكس.

وأكثر من هذا، فقد طلب ممثلون عن الإدارة الأمريكية من جامعات أمريكية، منع طلبتهم من استخدام الوثائق التي كشف عنها ويكيليكس وهذا خلال البحوث التي يقومون بها.

وحسب الهاكر والمعلوماتي الاسترالي، فإن سيناتورات أمريكيين صنفوه على انه “إرهابي تكنولوجي”، وطالبوا بتصفيته جسديا بواسطة طائرة بدون طيار، وفعلا فقد تم تشكيل فرقة من 120 شخصا ينتمون لمكتب التحقيقات الفدرالي “أف.بي.آي” ووكالة الاستخبارات المركزيةـ حيث حملت تسمية ” WikiLeaks Task Force  WTF/”، لاجل القيام بعمليات ضد ويكيليكس ومؤسسه جوليان أسانج.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى