ثقافة

ناشطة مغربية:على العرب أن يتخذوا من إسرائيل قدوة في بناء دولة الحق والقانون

توفيق سلامة

نشرت المجلة الإسرائيلية الشهيرة “ميدا”، الخميس 10 مارس حوارا مع “مليكة مزانمزان” شاعرة وروائية مغربية معروفة تميزت بدفاعها عن حقوق الأمازيغ كسكان أصليين لشمال أفريقيا منذ آلاف السنين في وجه الاحتلال العربي الإسلامي كما قدمتها المجلة الإسرائيلية.

مليكة مزان، التي يتابعها عبر صفحتها على فيسبوك أكثر من 50 ألف معجب، يتابعون يوميًا منشوراتها التي تحمل في سطورها الكثير من الغرابة والإثارة لدرجة باتت استفزازًا قوياً لكثير من المتابعين.

وترى “مزان” أن هدفها  محاربة الفكر الهمجي حيثما كان ومهما كانت مرجعيته كأديبة أمازيغية علمانية تكتب كلماتها بالعربية، وكناشطة حقوقية وجمعوية من أجل الشعب الأمازيغي ومن أجل حقوق المرأة.

وقالت مزان، إن “استخدامها للغة العربية لم يكن أمراً اختيارياً، بل جاء في سياق الإبادة الثقافية التي تنهجها الدولة المغربية ذات المرجعية العربية الإسلامية في حق لغتنا الأمازيغية التي حرمنا من تعلمها وإتقانها لتصير لنا لغة تفكير وإبداع.

وأستطردت مزان، أن هذا الاستخدام ليس مناقضاً في شيء لمناهضتي للهوية العربية بل هو على العكس تماما من ذلك وسيلة أثبتت نجاحها في التعبير عن مناهضتي لتلك الهوية وهي مناهضة تنبني على حقيقة أن هذه الهوية لا صلة لها بالأرض والشعب المغربيين، بل مجرد هوية دخيلة مفروضة على شعبنا بقوة السلطة السياسية والدينية التي تتمركز في يد الأقلية العربية الحاكمة، ومن ثم ليس لها أن تكون وطنية ولا رسمية في بلد أمازيغي كالمغرب”.

وشددت المتحدة على “أن ما فرضته الأقلية العربية الحاكمة من تعريب في حق بلدنا وشعبنا المغربيين قد ساهم الأمازيغ أنفسهم في نجاح سياسة التعريب بما أسرعوا إليه من تبن لهوية العرب ولغتهم على أساس أن هويتهم الأصلية هي هوية جاهلية ووثنية، وأن لغتهم الأم هي لغة تخلف وهمجية، كيف لا يسرعون إلى ذلك وقد انطلت عليه أكاذيب العرب الذين يقدمون لغتهم على أنها لغة الجنة والسماء وثقافتهم على أنها ثقافة كل تقوى وهدى وخلاص، بل بلغت سذاجة الإيمان بالأمازيغ حد انخراط كثيرين منهم عبر التاريخ في كثير من العمليات الجهادية الإرهابية طمعاً منهم في إرضاء النزعات المرضية للعرب أو في نيل تلك الجنة الرديئة التي يوعد بها الغزاة والجهاديون”.

وترى فزان، أن “إقامة دولة أمازيغية مستقلة أمر صعب على أساس أن الأغلبية العظمى من الأمازيغ لا يملكون من الوعي ولا من الشجاعة ما يكفي للتنكر للإيديولوجية العربية الإسلامية التي هي الأصل في كل تبعية يعانون من ويلاتها حتى الآن”.

وقالت فزان “يسعدني هنا أن أعبر لدولة إسرائيل عن اعتزازي الكبير بها كدولةً تثبت ممارساتها اليومية بأنها فعلاً دولة الحقوق والحريات، كما هي دولة التعدد والتسامح، دولة سيشرف حكومات دول الجوار التي ابتليت بها مناطقنا في كل من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن تكون لها أجمل قدوة”.

وذهبت فزان إلى أن “المد العربي الإسلامي هو العدو المشترك ما بيننا كأمازيغ، بل وما بيننا وبين أشقائنا الإسرائيليين أيضاً فنضال شعوبنا بدوره يجب أن يكون مشتركاً، ولعل من أهداف نضالنا المشترك هذا أن نشكل جبهة موحدة قوية للحد من الهيمنة العربية الإسلامية على حقنا في الوجود، بأن نجعل دعاة هذه الهيمنة يدركون، أكثر من أي وقت مضى، بأن خطاباتهم الدينية والسياسية التي كانوا يغسلون بها أدمغتنا كشعوب أصلية، ويحتالون بها على الرأي العام الإقليمي والدولي حتى يتعاطف الكل مع قضاياهم الزائفة لن تنجح اليوم، كما نجحت بالأمس، في جعلنا ننسى قضايانا الحقيقية لنصير خداماً مخلصين لقضاياهم، بل خداماً يتناحرون فيما بينهم إرضاء للنزوات الوحشية للحكام العرب والمسلمين”.

وواصلت الكاتبة المغربية خرجتها قائلة “أن القضية الفلسطينية أكبر أكذوبة في التاريخ الحديث وأن الإسرائيليين هم الأولى والأجدر بحق العيش فوق أرضهم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى