رياضة

نغيز مدربا مؤقتا: رحيل غوركيف يضع مصداقية الفاف على المحك

خليل صالح
 
انتهت مغامرة الفرنسي كريستيان غوركيف، رسميا على رأس المنتخب الجزائري لكرة القدم، بعدما وافق رئيس الاتحاد الجزائري، محمد روراوة، على إنهاء العلاقة بين الطرفين بالتراضي.
فض الشراكة بين ” الفاف” ومدرب لوريون السابق كان منتظرا في الحقيقة منذ فيفري 2015، عندما خرج ” الخضر” من الدور ربع النهائي لنهائيات كأس أمم أفريقيا التي استضافتها غينيا الاستوائية. حينها فشل غوركيف في بلوغ الهدف المسطر لكن روراوة فضل الاحتفاظ به على أمل أن ينجح التقني الفرنسي في تكرار سيناريو سلفه وحيد حليلوزيتش، الذي قاد ” محاربي الصحراء” إلى انجاز غير مسبوق في مونديال البرازيل 2014، رغم فشله الذريع في ” كان جنوب إفريقيا 2013″.
لكن ثمة أشياء كانت توحي أن الثقة المتبادلة بين الطرفين لم تستمر إلا أشهر قليلة، حيث بدأت العلاقة في التدهور منذ المباراة التي تغلب فيها ” الخضر” على مضيفهم منتخب لوزوتو 3-1، حينها كشف روراوة عن موقفه الحقيقي من غوركيف، حيث نقلت تقارير إعلامية أن رئيس الفاف انتقد بشدة غوركيف ونعته بأبشع الصفات، كردة فعل منه على الأداء الباهت لزملاء براهيمي. ولم يقدم روراوة على استصدار بيان يكذب فيه ما تناقلته بعض الصحف، كما لم يكلف نفسه عناء تقديم الدعم لمدربه الذي عاش أوقات عصيبة خاصة أمام تزايد انتقادات وسائل الإعلام، وهو ما صدم أكثر فأكثر التقني الفرنسي غير المتعود على هكذا ظروف. وما كان متوقعا حدث، إذ شاءت الصدف أن يعود المنتخب لمواجهة منافسيه على ملعب 5 جويلية الذي أعيد افتتاحه بمناسبة مباراة الجزائر-غينيا الودية يوم التاسع أكتوبر 2015، يوم لن ينساه غوركيف طالما لا زال على قيد الحياة، كيف لا وقطاع واسع من الجماهير الحاضرة بالملعب قابلته بصافرات الاستهجان من بداية المباراة حتى نهايتها، بينما تولى بعضهم رفع راية كتب عليها ” غوركيف ارحل”. هذه المواقف “العدائية” فسرها غوركيف على أنها مطالب ” غير عفوية”، ليلمح إلى إمكانية استقالته لأول مرة، في حين فضل روراوة ظاهريا مسك العصا من الوسط مبديا تذمره من تصريحات المدرب ” المسيئة” للجزائر، وفي نفس الوقت انتقد تصرفات الجماهير ولو على استحياء. وبعد جلسة بين الرجلين، تم الإبقاء على غوركيف لكن كان واضحا أن هذه العلاقة لن تعمر طويلا، لان حبل الثقة انقطع نهائيا وان موعد الانفصال بات اقرب من أي وقت مضى.
 
غوركيف يرحل بحصيلة ايجابية ورغم تضامن اللاعبين
 
اللافت في قرار رحيل غوركيف لم يأت عقب نتيجة سلبية أو سوء علاقته مع اللاعبين الذين ابدوا رغبة علنية في استمراره، وهو ما يعني أن طلب إعفائه كان مرده إلى أمور أخرى على صلة مباشرة بعلاقته مع رئيس الاتحاد محمد روراوة.
وبلغة الأرقام فان غوركيف اشرف على ” الخضر” في 21 مباراة (منها خمس وديات)، فاز في 13 منها وخسر في أربعة وتعادل في أربعة أخرى. وسجل المنتخب 50 هدفا في شباك منافسيه مقابل تلقيه 21 هدفا.
 
لماذا يرحل الأجانب؟
 
قبل غوركيف، كان البوسني وحيد حليلوزيتش رفض طلب كبار مسؤولي الدولة لتجديد عقده رغم الانجاز التاريخي في مونديال البرازيل، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول سبب نفور الأجانب من تدريب المنتخب الجزائري، رغم أنهم يعملون في ظروف قريبة من المثالية.
بعض العارفين بكواليس ” محاربي الصحراء” يؤكدون أن المزاج الصعب لرئيس الاتحاد محمد روراوة، هو الذي يجعل أي مدرب يتمنى إنهاء العلاقة معه بمجرد معاشرته عن قرب والتعرف على ما يجول بخاطره. وبالنسبة لهؤلاء فان الأموال ليست كل شيء، كما لا يمكن للأموال أن تضمن الاستقرار إذا غاب عن أفكار المسؤولين.
ولن يكون بوسع أي احد التكهن بالمدة التي سيقضيها المدرب القادم على رأس ” الخضر”، أم انه سينسحب مثلما فعل من سبقوه لرغبتهم في ” راحة البال بدلا من وجع الرأس”. وفي انتظار اتضاح الرؤية، اسند روراوة مهمة تدريب ” الخضر” مؤقتا إلى المدرب المساعد نبيل نغيز الذي سيرتدي قبعة رجل مطافئ إلى حين استقرار “الحاج” على اسم من تلك التي يتم تداولها حاليا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى