الجزائرالرئيسيةسلايدر

وثيقة/ بن حمادي: “ولد عباس طلب مني التوسل لشخصية سياسية لقبول ترشحي”

وليد أشرف

كشف موسى بن حمادي، في الرسالة التي وجهها للامين العام لجبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس في 6 يوليو، عن جملة من الفضائح والممارسات السلبية من طرف الأمين العام ضد إطارات الحزب وعن رضوخ ولد عباس لشخصيات سياسية لا علاقة لها بجبهة التحرير الوطني، التي تدخلت لإقصاء إطارات الحزب وإبعادهم من الترشح للانتخابات التشريعية الأخيرة.

وقال بن حمادي في الرسالة التي وجهها للأمين العام، والتي توجد نسخة منها بحوزة “الجزائر اليوم”، إنه “لم يدخر أي جهد في الاضطلاع بالمهمة التي أنيط بها”، مضيفا أنه ومنذ تعيينه “وضع كل إمكانياته وتجربته وعلاقاته مع وسائل الإعلام ومختلف الفاعلين في الوسط الإعلامي المكتوب والسمعي البصري والالكتروني وكذا سلطتي الضبط للبريد والاتصالات والسمعي البصري حرصا على توفير أرضية إعلامية ثابتة في حجم وزن حزب جبهة التحرير الوطني وثقل مكانته في الساحة السياسية للبلاد”.

وأضاف بن حمادي، ان ما يأسف له أنه كلما خطى خطوات في هذا الاتجاه بصفته مستشارا كلما غض جمال ولد عباس الطرف عن ذلك، مبديا لا مبالاة بما حققه الحزب العتيد في ظرف قصير، مضيفا أن جل الاقتراحات تقريبا التي تقدم بها لم تحظ بالرد من الأمين العام للحزب، كما أن الندوات الصحفية التي قام بتنشيطها لم يشركه فيها وكانت تنظم دون علمه وبدون تحضير لها، مشيرا إلى أن القنوات التلفزيونية والإذاعية ووكالات الأنباء التي قام بتحضير مواعيد لها مع الأمين العام والأسئلة ومشاريع الأجوبة لم يولي لها ولد عباس أي اهتمام ولا أي رد عليها، ناهيك عن الخرجات الميدانية التي قام بها ولد عباس والتي لم يشرك فيها المستشار المكلف بالإعلام، وأكثر من ذلك لم يكن يسمح لبعض أعضاء خلية الاتصال بالتنقل لتغطيتها.

وكشف الوزير الاسبق، في رسالته، أن المبادرة الخاصة بإنشاء قناة تلفزيونية رفضها ولد عباس على الرغم من الحصول على رخصة الذبذبات وانطلاق البث التجريبي، ولم يتحمل ولد عباس مسؤولية استكمال المشروع مما أدى إلى حملة إعلامية مست بمصداقية الحزب، وهو نفس الشيء بالنسبة لمشروع “الوايب تي في” والذي قدم بشأنه بطاقة تقنية لشراء بعض التجهيزات لكن ولد عباس رفض أيضا، فكان أن قام بتمويله موسى بن حمادي على نفته الخاصة.

وأستطرد بن حمادي، أن مشروع مركز النداءات الذي تم دراسته مرتين من المكتب السياسي وأقر ولد عباس بأهميته، وقام بتنشيطه شباب متحمسين من غير المناضلين في الحزب وفي نهاية المطاف لم يحصلوا على مستحقاتهم التي رفضت إدارة الحزب دفعها دون وجه حق، الأمر الذي تسبب في كسر أحلام هؤلاء الشباب، وهو ما اضر بسمعة الحزب على أساس أن الحزب لم يوف بوعده وتعهده.

وأوضح بن حمادي، أنه على الرغم من الصعوبات التي اعترضت سبيله إلا أنه أصل ممارسة مهامه عل الرغم من العديد من القرارات التي اتخذت ضده شخصيا ومنها موضوع ترشحه للانتخابات التشريعية الأخيرة وتعرضه لتلاعب خطير من طرف الأمين العام للحزب.

وكشف موسى بن حمادي في رسالته لجمال ولد عباس، أنه وضع ملف ترشحه للبرلمان ولاية برج بوعريريج، غير أن ولد عباس طلب منه بإلحاح أن يحول تسجيله ضمن قوائم العاصمة الجزائر، فما كان منه إلا أن أحترم رغبة الأمين العام، وقام بتسجيل اسمه ضمن القائمة الانتخابية بالعاصمة، قبل أن يطالبه مجدد الأمين العام يوم  22 مارس على الساعة الثانية زوالا، أي ساعاتان قبل انتهاء اجل مراجعة القوائم الانتخابية أن يقدم ترشحه بولاية بومرداس، ورغم ضيق الوقت يصيف بن حمادي، إلا أنه تمكن بعد الاتصال المناضلين من أجل تسجيل نفسه في القائمة الانتخابية لولاية بومرداس وانتهى الأمر بأن يكون مرشحا في هذه الولاية.

وكشف بن حمادي أن المفاجئة الكبرى التي لم تكن متوقعة من طرفه هي أنه وعلى مقربة من إيداع الترشح على مستوى الولايات فاجأه الأمين العام جمال ولد عباس، بخبر مفاده أن شخصية سياسية سامية قد اعترضت على ترشحه لا في ولاية بومرداس ولا في أية ولاية من ولايات الوطن.

وقال بن حمادي إن ما يؤسف له أن جمال ولد عباس استسلم لاعتراض شخصية سياسية لا علاقة لها بالحزب، وقبل أن يتم إقصاء مناضل من طرف شخصية سياسية لا علاقة لها بالهياكل التنظيمية للحزب بما فيها اللجنة الوطنية للترشيحات، والأخطر يضيف بن حمادي، “أن جمال ولد عباس طلب منه الاتصال بهذه الشخصية حتى أتوسل إليها من اجل قبول ترشحي، وهو الأمر الذي رفضته رفضا باتا مبدئيا وأخلاقيا”، يضيف بن حمادي الذي طلب سحب ملف ترشحه، مع الالتزام الدقيق بالاستمرار بالعمل خلال الحملة الانتخابية من اجل نجاح الحزب.

وتساءل بن حمادي “هل كانت هذه الممارسات هي نفسها التي أدت إلى إقصاء الكفاءات من الترشح، فإن كان هذا صحيح فأني اعتبره أمرا محزنا لبلادنا ولحزب جبهة التحرير العتيد”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى