اقتصاد وأعمالالرئيسيةسلايدرملحق الصحة

وزارة التجارة: القهوة المطحونة تتضمن كميات إضافية من السكر

*حرق القهوة الممزوجة بالسكر من أسباب الانتشار الرهيب للسرطان بالجزائر

وليد أشرف

كشف تحقيق للمديرية العامة للنوعية وقمع الغش بوزارة التجارة، عن تسجيل مخالفات خطيرة جدا في مجال إنتاج وتسويق القهوة المطحونة في الجزائر.

وتوصل التحقيق إلى أن جل شركات إنتاج القهوة بالجزائر تقوم بإضافة مادة السكر في تركيبة القهوة المرحية.

ومعروف أن منظمتي الصحة العالمية ومنظمة الأغذية الزراعة التابعة للأمم المتحدة “فاو”، تمنعان إضافة السكر إلى القهوة المرحية، لأن تعرضه للاحتراق ينتج مادة “الأكريلاميد” الذي يعتبر من المسببات الرئيسية للسرطان.

وأضاف تحقيق وزارة التجارة، أن من بين المخالفات الرئيسية المسجلة أيضا، وجود الطعم المر للقهوة والوسم المغشوش واستبداله بمكونات ذات ذوق سيء وفق هذا التحقيق الوطني الذي تم إطلاقه من طرف المديرية العامة للنوعية وقمع الغش بالوزارة.

وكشفت وزارة التجارة أن “الهدف من هذه الدراسة هو ضمان عدم انبعاث أي رائحة كريهة من القهوة المطحونة، أو ذوق سيء وبمعدل رطوبة أقل أو يساوي 5 % ومنع وجود أزيد من0.2 %  من الشوائب ولا تحتوي على سكر”.

وأكدت التحاليل التي أجريت على قهوة “توريفاكتو” (التسمية الصحيحة للقهوة المطحونة) على وجود السكر في خليط القهوة المرحية بمعدلات تتراوح بين 1.5% و7.5% على الرغم أن هذه الممارسات ممنوعة دوليا وممنوعة أيضا بموجب التنظيمات المتعلقة بهذا المنتج باعتبارها غشا.

وكشفت التحاليل المنجزة أن العديد من علامات القهوة المطحونة المغلفة لها طعم سيء (مر) وهذا يعود إلى عدم إتقان تقنيات تصفية القهوة.

وبسبب غياب  تأطير قانوني لمادة “توريفاكتو” سمحت وزارة التجارة بتسويق هذا المنتج بشرط إعلام المستهلك بإظهار نسبة السكر على غلاف التعليب وكذا الإشارة إلى نسبة السكر المضافة التي لا يجب أن تفوق 5 %.

وكشف المدير العام للنوعية وقمع الغش عبد الرحمن بن هزيل، إنه يتم حاليا تحضير نص قانوني لتأطير “التوريفاكتو” والعديد من أنواع القهوة الأخرى.

حرق السكر يسبب السرطان

كشفت وثيقة صادرة عن منظمتي الصحة العالمية ومنظمة الأغذية الزراعة التابعة للأمم المتحدة “فاو”، أن الارتفاع الوبائي لحالات الإصابة بالسرطان في الجزائر يعود إلى استهلاك الجزائريين لأنواع رديئة من القهوة تمزج بالسكر الأبيض وحرقها بدرجات حرارة عالية تفوق 120درجة مئوية، وهو المستوى الذي يسبب التفحم التام للسكر الأبيض الممزوج بالقهوة التي تتحول إلى مادة شديدة السواد بفعل تحول السكر المحترق إلى مادة “الأكريلاميد” المسبب الرئيسي للسرطان.

وكشفت الوثيقة التي أشرف على إعدادها خبراء من المنظمتين إلى جانب مجموعة من كبار الخبراء في سلطة سلامة الأغذية الأوربية (european food safety authority) أن حرق السكر الأبيض بعد مزجه بالقهوة ينتج عنه مادة “الأكريلاميد” التي تستعمل في العادة لإنتاج البلاستيك والغراء والورق والعطور وكذلك في بناء السدود والأنفاق قبل أن يتم اكتشافها في مختلف أنواع الأغذية الطبيعية التي تتوفر على كميات عالية من السكر أو تلك التي يضاف إليها السكر بطريقة متعمدة لسبب من الأسباب في محاولة من الشركات المنتجة للأغذية لتحقيق الربح السريع، وهو ما شرعت في القيام به كل شركات إنتاج القهوة في الجزائر منذ 2006 مستغلة جهل المستهلكين بمخاطر استهلاك مادة “الأكريلاميد” المسببة للسرطان.

وتشير الوثيقة التي تحمل موقف صريح وقوي للمركز الدولي لأبحاث السرطان(CIRC) أن الاستهلاك البشري لمادة “الأكريلاميد” يسبب السرطان لدى الإنسان الذي يستهلكها، وهو الموقف الذي دفع بمنظمتي الصحة العالمية والأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “فاو” إلى وضع مشروع “هايتوكس” الذي يتضمن شبكة دولية من 35 عالما من كبار الباحثين من15 دولة حول العالم لتحديد أنواع الأغذية البشرية التي تحتوي على مادة “الأكريلاميد” وساهم الاتحاد الأوروبي في تمويلها، حيث توصل العلماء المشاركون في العملية إلى أن المادة المذكورة تتكون عند حرق الأغذية الغنية بالسكريات، مثل حرق الخبز المجفف أو تحميص القهوة أو قلي البطاطا والشيبس.

وأظهرت الدراسة التي أجريت على مجموعة النساء تمت إصابتهن بسرطان الثدي ونشرت في المجلة العملية الدولية المتخصصة “جورنال أوف كونسير”، أن معدلات “الأكريلاميد” كانت مرتفعة في دمائهن، حيث تم على أساس هذه النتائج توجيه توصيات من المنظمات المشار إليها إلى السلطات الصحية في الدول الأعضاء في المنظمتين إلى منع مزج القهوة بالسكر ومنع حرق الأغذية قبل استهلاكها من أجل الحد من الإصابة بالسرطان، حيث توجد الجزائر على رأس الدول التي تم تحذيرها بصورة صريحة بعد اكتشاف القائمين على الدراسة للاستعمال الواسع النطاق لمزج القهوة بالسكر في الجزائر.

وطالبت المنظمتان الحكومة والسلطات الصحية في الجزائر بالتدخل العاجل لمنع العملية التي تسببت في رفع معدلات الإصابة بالسرطان إلى دراجات وبائية حيث بلغ عدد الإصابات الجديدة سنويا 50 ألف حالة منذ 2006، مؤكدتين أنها توصلت إلى معطيات سرية دقيقة تشير إلى أن الشركات المنتجة للقهوة “الاقتصادية” حسب تعريف أصحابها، يمزجون القهوة بمعدلات عالية من السكر الأبيض تصل إلى 30 % بغرض إخفاء الذوق السيئ للبن المستورد من الشركات الجزائرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى