أراء وتحاليل

و عقدنا الحلم أن تحيا الجزائر …

ياسمين، عشرينية: “في 2040 سأبلغ الـ41 عاما، إذا رزقني الله طول العمر. أتمنى أن أكون يومها، قد حققت أحلامي على الصعيد الاجتماعي والمهني. وأن تكون الجزائر ديمقراطية حقيقية تزول فيها كلمة» رشوة«، وأن يذهب أبنائي إلى المدرسة العمومية بدون أي قلق، وأستطيع مرافقتهم إلى شاطئ البحر بدون أن أضطر لدفع 3000 دج، وأن أتمكن من القيام بجولة في ربوع الجزائر قبل التفكير في الذهاب إلى الخارج…”.

أمينة، ثلاثينية: ” أريد جزائر لا تبذر مواردها… لدينا أراضي خصبة. أنا لأريد رؤية أراضي صالحة للاستغلال تبقى بورا . أريد أن ننتج بدلا من إثراء الآخرين. أريد أن أرى الجزائريين فخورين بتراثهم وتاريخ بلدهم، وأن نتوقف عن “استنساخ” الآخرين. وأخيرا، أريد أن لا تبقى الجزائر الأرض التي نغادرها، ولكن تصبح الأرض التي تجذب الزوار والمواهب من مختلف أنحاء العالم “.

فيصل، أربعيني: “حلمي هو جزائر آمنة ومزدهرة، مجتمعة وموحدة. أبناءها متفائلون وواثقون. رهان آمن، مثال يحتدى به، قاطرة أفريقيا، الجسر الذي يربط بين القارات والحضارات من حيث أننا أفارقة، مغاربيين، مسلمين، ناطقين بالعربية أو بالفرنسية. قوة معاكسة للرأسمالية العمياء والاشتراكية التي تجاوزها الزمن. بديل فعال بالاقتصاد، قائم على تعاليم الإسلام المطبقة بذكاء”.

لامين، خمسيني: “إذا كنا نريد أن نبني هذا الحلم، فمن الضروري أن نفعل ذلك بنفسية الفائزين. المتشائمون لا يمكنهم بناء جزائر الغد، لأنهم استسلموا مسبقا، إنهم خسروا المعركة قبل بدايتها. علينا نكران الذات تماما لأنه من المرجح أن من يستفيد من هذا الحكم هم أبناءنا. ولكن أ ليس هذا  جوهر الحلم؟: البناء من أجل أطفالنا؟” .

هذه عينة من مئات من أحلام الجزائريين الذين استجابوا لدعوة نبني في صيف عام 2015.

لقد تركزت الردود على حد سواء، في مجالات التنمية الاقتصادية والإصلاح والتعليم والصحة والمواطنة والهوية، والبيئة، واللامركزية، وأيضا حول تجديد النخب.

تجمع Nabni يدعوكم لاكتشاف ذلك بالتفصيل والمشاركة في إثراءه يوم 7 ماي، بالجزائر العاصمة في ورشة عمل مخصصة لذلك، بين الساعة (11 سا – 16 سا) بمشاركة مجموعة من المتدخلين (أكاديميين وفنانين ورجال أعمال …) سيأتون لتقاسم أحلامهم عن الجزائر، والاستماع لكم أيضا.

يوتوبيا أم ضرورة؟

قد يقول قائل، أن الحلم في جزائر 2016 المتأزمة، هو حلم طوباوي، بل هو ترف غير مسموح به… نحن نؤكد أن الأمر على العكس من ذلك تماما… إن الحلم أصبح ضرورة!

صحيح أن الجزائر تواجه حاليا العديد من التحديات. ومنذ سنوات عديدة ونحن نلفت إلى ضرورة تغيير مسارها بشكل جذري لتجنب جبل الجليد.

إن تقارير Nabni 2012 و Nabni 2020 وتقرير “إبدأ”  ABDA، من بين الأمور التي أعدت لهذا الغرض والتي لم تتوقف عن التحذير وتوضيح الرؤية الصحيحة لتغيير المسار والشروع في “التحول الكبير”. هذا أمر ضروري ولكنه غير كاف. يجب علينا أيضا، في نفس الوقت إعطاء  طموح جماعي محفز لخلق زخم في جزائر أرهقها التشاؤم المتزايد.

كان لدينا في السابق حلم الحرية، كان يبدوا مستحيلا، لكنه تحقق، الحلم الذي وحد الشعب والنخب وألهم الكثير من الناس في جميع أنحاء العالم. بعد تحقيق الاستقلال، جاء مشروع بناء الدولة الوطنية كإطار جمع الجزائريين إلى غاية سنوات التسعينات، ولكن بعد ذلك دخلنا مرحلة من التيه الاستراتيجي، دون مشروع موحد.

54 عاما بعد الاستقلال، أي حلم جديد للجزائر؟

من مسؤوليتنا الجماعية، مواطنين وصناع السياسات، إعادة بعث حلم جزائري جديد ينسجم مع تحديات القرن الـ21. حلم جديد من شأنه أن يحث الجزائريين على البقاء في وطنهم ويحث على عودة المهاجرين إلى البلاد، ويشجع الأجانب على القدوم للاستثمار، والكل يعيشون معا بشكل جيد. هذا الحلم الجديد، ربما يلهم حتى الآخرين خارج حدودنا، في الوقت الذي يبحث فيه العالم العربي – الامازيغي- المسلم، عن الحداثة التي تنسجم مع خصوصيته.

مبادرة Nabni ترغب في تقديم مساهمتها في هذا التحدي من خلال خلق فضاء للتبادل من شأنه السماح للجزائريين بالتفكير بإيجابية في »أساطير« جديدة مؤسسة, من خلال إظهار أنه بالإضافة إلى ماض مشترك، يمكن للجزائريين بناء مستقبل مشترك.

الدعوة إلى المساهمات وحدث يوم السبت القادم، هو الخطوة الأولى لهذا المشروع الذي سيتبع بإجراءات أخرى في الأشهر المقبلة. انضم إلينا على www.nabni.org أو على صفحة فيسبوك Nabni 2012.

وكما قال، الرسام والمهندس النمساوي الشهير فريدنسرايش هوندرتفاسر( Friedensreich Hundertwasser ): ” عندما يحلم رجل واحد، فذلك مجرد حلم، ولكن عندما يحلم العديد من الرجال معا، فذلك بداية لواقع جديد…”.

فاحلموا فاحلموا فاحلموا !

 

نبني .. NABNI

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى