الجزائرالرئيسيةسلايدر

يريدون السيطرة على طرابلس وخنق تونس: بن زايد والسيسي يضغطان على الجزائر

ليس صعبا على المتابع العادي أن يدرك حقيقة النوايا الخبيثة لكل من مصر والإمارات العربية المتحدة، ومن ورائهما، خليفة حفتر، بشأن ما يحاك من مؤامرات ضد العمق الاستراتيجي الجزائر.

القوى الرجعية المعادية لقيم الأمة، التي يحركها حاكم أبو ظبي، محمد بن زايد، استغلت الوضع الاستثنائي الذي تمر به الجزائر جراء “ثورة الابتسامة”، كي تزحف على العاصمة الليبية التي استعصت عليه منذ سنوات.

حفتر معه والإمارات ومصر لم يتجرأوا يوما على الاقتراب من الحدود الجزائرية، وعموم الغرب الليبي، الا بعد أن زحف الجزائريون على الشارع لتحقيق مطالب داخلية، فهذا الرجل الانتهازي والعميل، كما يعرفه الجميع، يريد استغلال الظرف، لتحقيق مآرب حقيرة.

يعتقد حفتر الذي أسره الجيش التشادي في حرب فشل فيها، أن الجزائر منكبة على حل مشاكلها الداخلية، بسبب ما تعيشها من حراك، ولذلك قام بدعم من القاهرة وأبو ظبي، بالهجوم على طرابلس.

العاصمة الليبية وعلى مدار نحو ثماني سنوات كانت على مسافة بعيدة من مصر والإمارات، وكان قرارها بيدها، ويبدو أن هذا الأمر لم يعجب القاهرة وابو ظبي.

التوقيت الذي اختار فيه حفتر الهجوم على طرابلس مريب جدا، وهو ما يجعل الجزائر أمام تحد يتعين التعامل معه بحزم، فهدف واضح، وهو حسم الأمر قبل استتباب الوضع في الجزائر.

ومن شأن وقوع طرابلس في أيدي بن زايد والسيسي أن يضع المنطقة تحت رحمة قوى صهيونية وعميلة، الأمر الذي قد يرهن استقرار المنطقة.

المقاربة الأخرى التي يمكن تناول هجوم حفتر على طرابلس من خلالها، هو أن قوى الثورات المضادة تريد خنق الثورة في الجزائر انطلاقا من أقرب نقطة أليها، وهي ليبيا، وقد يحدث هذا بعد أن تنجح الإمارات في القضاء على الثورة في تونس.

ما ما يقوم به حفتر يستهدف الجزائر، والمؤامرة قد تكون أكبر بكثير من الإمارات ومصر، بل تقف وراءها قوى عظمى، لعرقلة لتغيير المنشود، لأن حفتر ومن يقف خلفه مجرد أدوات بأيدي الصهيونية العالمية.

الجزائر دولة محورية في إفريقيا والشرق الأوسط، وإذا نجح الجزائريون في تحقيق حلمهم،  فالتداعيات ستكون وخيمة على القوى العميلة في المنطقة العربية برمتها.

وعليه يتعين على الجزائر أن تأخذ هجوم حفتر على طرابلس بجدية بالغة، بالرغم من الظروف الخاصة التي تمر بها، لان استقرار البلاد سيكون في خطر إذا وصل نفوذ بن زايد والسيسي إلى الحدود الشرقية.

 

رابح زواوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى