اقتصاد وأعمال

“GEANT ” للالكترونيات تستهدف أسواق المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا

عبد الوهاب بوكروح

قال جعفر صادو، مدير الماركوتينغ في “GEANT ” للالكترونيات، إن الشركة التي نجحت في عشرية واحدة إلى إنتاج تشكيلة متنوعة من المنتجات الالكترونية والكهرومنزلية بمعايير عالمية، تطمح لتحقيق تموقع جيد في أسواق المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا التي تمثل أزيد من 350 مليون مستهلك، مطالبا السلطات الجزائرية بمرافقة الشركات الجزائرية التي تعمل في مجال التصدير ومصاحبتها ايجابيا في مسعى الانتشار الدولي.

وقال مدير الماركوتينغ في “GEANT ” للالكترونيات، في حوار مع “الجزائر اليوم”، إن إنخراط الشركة الإيجابي في الجهد الوطني للتنمية سمح لها بتحقيق معدل إدماج وطني وصل إلى أزيد من 50% في مختلف منتجاتها، وهي الآن تعمل على غرار المجمعات العالمية الكبرى في تصميم وتصنيع نماذج تتلاءم مع السوق الوطنية وخصوصية الأسواق التي تريد استهدافها في الخارج.

 

ماذا تمثل “GEANT ” للالكترونيات والكهرومنزلية في السوق الجزائرية؟

أولا يجب التنويه بأن “GEANT ” للالكترونيات والكهرومنزلية، هي شركة جزائرية تأسست قبل 10 سنوات بالجزائر وبالضبط بولاية برج بوعريريج التي تحولت إلى قطب امتياز حقيقي في المجال.

يمكن التأكيد على أن “GEANT ” نجحت في فرض نفسها في مجالات نشاطها على رغم أنها جاءت إلى السوق بعد عدة مجموعات أو شركات. وتمكنت خلال عشرية واحدة من التحول من استيراد منتجات نهائية، إلى شركة صناعية جزائرية مع التركيز على رفع معدلات الإدماج المحلية التي تجاوزت اليوم في العديد من منتجات الشركة 50%.

وتمكنت الشركة في 2017 بفتح مصنعين، الأول متخصص في الثلاجات والثاني متخصص في صناعة المطابخ، وفي إطار تعزيز الاستثمار الوطني ومرافقة جهود الحكومة لزيادة الاستثمار الوطني، تمكنا مؤخرا في جلب تجهيزات جد متطورة لصناعة البطاقات الأم في الجزائر، وهذا في إطار طموحنا القوي ورغبتنا في الانتقال إلى مرحلة التصدير.

 

بالحديث عن التصدير كيف كانت مشاركتكم في موريتانيا وماذا تمثل لكم منطقة غرب إفريقيا بالتحديد؟

نحن شرعنا في تطوير هذا المسعى منذ 2015 وفي هذا السياق شاركنا في معرض الإنتاج الجزائري الذي نظم بين 1و7 مايو بنواقشوط، يمكننا تأكيد أن مشاركتنا كانت إيجابية وتم تسجيل إقبال جيد على منتجاتنا واليوم نحن نحتاج إلى مرافقة حقيقية من جميع السلطات في الجزائر وخاصة الجهات المتخصصة في مجال دعم الصادرات والجمارك وبنك الجزائر، لأن موريتانيا والسنغال يمكن أن تصبح قاعدة انطلاق للمنتجات الجزائرية لأنها فضاء في إطار المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا التي تتكون من 16 دولة بعد الدخول الرسمي لموريتانيا في مايو الجاري، وهي سوق تتكون من أزيد من 350 مليون نسمة.

نحن توصلنا إلى حل وهو الدخول إلى موريتانيا ومن هناك إلى غرب إفريقيا، وهذا سوق مهم للجزائر، ونحن نعمل على الدخول إلى هذه المنطقة.

 

ولكن هناك تحديات المنافسة في هذه المنطقة وفي مناطق أخرى ربما تطمحون دخولها، ما المطلوب من الحكومة اليوم لمرافقة المصدرين الجزائريين؟  

كل الشركات العالمية التي تنتج في الصين التي تحولت إلى مصنع العالم، وفي مجال تخصص الهواتف مثلا هناك 4 مجموعات عالمية عملاقة تحتكر سوق بعض المكونات الحساسة على غرار الشاشات وبعض المكونات المتناهية في الصغر، نحن على غرار كل المنتجين في العالم ومنهم العملاق أبل يتزود من هذه المجموعات، ولكن الفارق في التصميم.

شركة “GEANT ” للالكترونيات والكهرومنزلية، تعمل على رفع تحدي الموارد البشرية وتعزيز التطوير ورفع نسبة الإدماج والبحث وتعزيز علاقاتها مع الجامعة ومراكز البحث من أجل الوصول لتحقيق الهدف الرئيسي المتمثل في تصميم منتجات عالية الجودة وتركيبها في الجزائر. هذا هو التحدي الذي يجعلنا تنافسيين فعلا وقادرين على التصدير، ولكن هذه الخطوة تحتاج إلى سياسة مرافقة من الدولة على غرار ما تقوم به كوريا وتركيا والصين ودول من جنوب أسيا لشركاتها التي غزت العالم. هذا الذي نحتاجه من الحكومة والباقي فنحن لنا نفس العقل والذكاء الذي يملكه الجميع.

“GEANT ” للالكترونيات والكهرومنزلية، تمكنت من إنتاج قطع غيار مهمة في الجزائر، ونستورد بعض القطع، وهذا بدون عقدة من بعض القطع المستوردة، ولكن يتم تصميم منتجات تليق بالسوق الجزائرية وخصوصية الأسواق التي نستهدفها سواء نحن أو الشركات الجزائرية لأن الوحدة تفتح المجال للقوة وتمكن الجزائر من التصدير.

أعتقد أن المنافسة هي التي مكنتنا من الوصول في 10 سنوات إلى نتيجة هامة جدا.

 

ماهو سر تحقيق نتيجة في عشرية واحدة من “GEANT ” للالكترونيات والكهرومنزلية؟

السر بسيط وهو البحث الدائم عن الذكاء وتعزيزه وتوفير البيئة المنافسة للإبداع، وهذا بالتقارب من الجامعة الجزائرية والاستثمار في الموارد البشرية التي يتوفر عليها “GEANT ” للالكترونيات والكهرومنزلية، كما يمكن الإشارة إلى أن الموقع الاستراتيجي لبرج بوعريريج التي تقع ضمن حوض جامعات مهم جدا وهي جامعات البرج وسطيف وبجاية وقسنطينة والبويرة وتيزي وزو والمسيلة، وهذا ما ساهم في تحويل المنطقة إلى قطب امتياز حقيقي للالكترونيات والكهرومنزلية، كما أننا أرسلنا البعض إلى الخارج للتكوين وجلبنا مكونين من الخارج، أعتقد أنه بالموارد الجزائرية يمكن الذهاب بعيدا.

 

ماهي تشكيلة المنتجات التي تغطيها “GEANT ” للالكترونيات والكهرومنزلية؟

نحن في “GEANT ” للالكترونيات والكهرومنزلية، كانت الانطلاقة بمنتجات إلكترونية خاصة باستقبال خدمة التلفزيون عبر السواتل، ثم بسرعة توسع النشاط إلى منتجات التكييف والثلاجات وأجهزة الطبخ والتلفزيونات وحاليا انطلقنا في إنتاج الهواتف الذكية وهو مستوى يتطلب تقنية وتحكم عال في سلسلة الإنتاج.

نحن حققنا سمعة ممتازة في مجال أجهزة الاستقبال التلفزيوني، ولكننا اليوم ننتج ثلاجات ومكيفات وتلفزيونات بجودة عالية جدا وبمعايير عالمية، وهو ما تعكسه الأرقام التي تكشف عنها خدمة ما بعد البيع في الشركة التي حقت معدل رجوع شبه منعدم للمنتجات سواء في الثلاجات أو أجهزة الطبخ والتلفزيونات والمكيفات، وهذا ما يدفع لتأكيد مرة أخرى أن هذا تحق بفضل المنافسة التي سمحت لنا بقطع أشواط متقدمة في وقت قياسي، ونحن نعمل اليوم بمخازن فارغة، هذا يعني أن كل الإنتاج يتم تسويقه وهذا ما دفعنا إلى الاتصال بالسلطات في برج بوعريريج لطلب عقار صناعي لإقامة وحدات إنتاج جديدة لرقع طاقتنا الإنتاجية وتخصيص خطوط الإنتاج.

 

وكيف استقبلتم قرار الحكومة الأخير الخاص بضبط وتنظيم الاستيراد؟

هذا قرار إستراتيجي وممتاز، لأنه يسمح للشركات الجزائرية تنمية عملياتها الاستثمارية وتزويد السوق المحلية بانتهاج وطني والتحكم في ميزان المدفوعات، وتحفيز المزيد من الصناعيين والشركات على الاستثمار وفتح المزيد من المصانع وامتصاص البطالة وتشجع الأدمغة الجزائرية على العودة إلى الجزائر.

نحن نأمل أن تكون هذه الخطوة الهامة بدعم وتشجيع مراكز البحث العلمي المتخصص في مجال التكنولوجيا، وهذا سيساعد الشركات الجزائرية المتخصصة في الالكترونيات على دعم هذه المعاهد البحثية وتمويلها لان المخرجات ستكون لصالح هذه الشركات بعد تسجيل الاكتشافات وبراءات الاختراع كبراءات جزائرية وهذا لفائدة الحث العلمي والقيمة المضافة العلمية.

 

هناك مشكل مرتبط بالرسوم الجمركية عند الاستيراد للمنتجات النهائية ومدخلات التصنيع، هل طرحتم الأمر على الحكومة؟  

حقيقة هذه مشكلة أساسية، وهي مطروحة على الحكومة وننتظر الفصل فيها قريبا، لأنها واعية جدا.

ولكن الأمر الأخر هو السوق الموازية التي أثرت سلبا نتيجة الدهنيات، فهناك البعض عن الاستيراد يقوم بالتصريح بمنتجات وفي الحقيقية الحاوية معبأة بمنتجات مقلدة ومغشوشة، والمستهلك يعتقد أنها أصلية، والمستهلك يقع ضحية المنتجات المقلدة والخاسر الأول والأخير هو الاقتصاد الوطني.

نحن نعمل على طرح منتجات نوعية وبجودة عالمية وبأسعار معقولة، ورسالتنا للمستهلك الجزائري، هي أن يكون مستهلك إيجابي يعرف كيف يحافظ على الإنتاج الوطني الذي يعني في الأول والأخير المزيد من الوظائف ومناصب الشغل للشباب الجزائري.

 

ماهو عدد الوظائف في “GEANT ” ؟  

نحن حاليا وصلنا إلى 2000 وظيفة مباشرة ومع فتح وحدات جديدة سنوظف 600 عامل جديد.

وفي حال الحصول على عقار صناعي جديد، يمكن أن نصل إلى 5000 عامل في حال فتح مصنع لكل منتج من منتجات  “GEANTالمتنوعة والمتعددة من ثلاجات ومكيفات ومطابخ وتلفزيونات وأجهزة استقبال رقمي وهواتف ذكية، ونصبح مثل الشركات العالمية الأخرى، لأن معايير الإنتاج واحدة ولا يمكننا أن نبقى على هامش الاقتصاد العالمي كمتفرجين، يجب أن نكون فاعلين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى